عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Sep-2021

لنحمِ سمعة قطاعنا الطبي*د. فاديا إبراهيم

 الراي

ألم أصاب كل قلب أردني وأردنية، حزن دخل جميع البيوت الأردنية بوفاة الطفلة لين.
 
ربما لين ليست الوحيدة التي فقدنا حياتها نتيجة خطأ طبي، لكن روحها تحلّق فوقنا وفي سماء الوطن كله، وتدعونا أن نجد حلاً لهذا المسلسل الطويل من الفقد.
 
حادثة لين تفرض علينا أن نتأمل في المنجز الأردني الذي قدّمه الأطباء الأردنيون عبر مسيرة سنين طويلة من البحث والعمل في دول خارج الأردن واستعادته، إذ كوّنوا سمعة طبية رفيعة، وحققوا إنجازات عالية في ميادين الشفاء، وأدخلوا الأمل إلى قلوب المرضى، وزرعوا ابتسامات دائمة في وجوه ذويهم.
 
المراجعة الآن ضرورية، وعلى الجهات المعنية إدخال التشريعات القانونية الناظمة للعمل الطبي، وتفعيل القوانين الموجودة، وتعيين الكوادر الطبية اللازمة لخدمة المرضى، وأن تكون أعدادهم مساوية لحجم المراجعين وكافية لإجراء الفحوصات اللازمة قبل تشخيص الحالة المرضية، ويجب أن تكون أوقات دوام الأطباء مرنة بحيث يسمح وقت الطبيب بأن يأخذ دورات تدريبية، أو محاضرات لأمهر الأطباء من أصحاب الخبرات الطويلة، أو يقرأ مقالات علمية تساعده في التشخيص الدقيق للحالة عندما تتشابه الأعراض المرضية، لأننا عندما نواجه أطباء بتردي الخدمات الطبية، وقلة الاهتمام بالمريض وسرعة الكشف عليه، يأتيك الجواب: ضغط العمل، والعدد الكبير للمرضى الذين أكشف عليهم يوميا، فهو لا يبقي لي سوى وقت قليل للراحة.
 
هذا الأمر هو التحدي الأساسي الذي يواجهه الأطباء، الأمر الذي يفرض تنسيق الجهود بين الوزارات المعنية والنقابات العاملة في المهن الطبية والقطاع الخاص لإعادة الألق للطبيب الأردني، ورفع مستواه ومهاراته، وتحسين الظروف التي يعمل بها.
 
وفي جانب آخر فإن هذه المهمة تفرض علينا دراسة عميقة للجامعات الخارجية التي يتخرج فيها أطباء أردنيون، إذ يجب أن تكون على سوية عالية، وتمتلك سمعة رفيعة، فلا نحرم الأسر الأردنية من حلم رؤية أحد أبنائها طبيبًا ونكسب في مستشفياتنا طبيبًا ماهرًا في عمله، ويمتلك ابتداء شهادة قوية صادرة من جامعة مرموقة.
 
رحم الله لين، وألهم أهلها ومحبيها الصبر، وأفضل عزاء نقدمه لهم أن نجعل ذكراها في كل عام بداية لتقديم رعاية صحية متميزة تليق بالمواطن الأردني، وتمنع عنه كل ألم أو وجع.