عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Sep-2023

رسائل إباحية متكررة لمواقع!*محمود الخطاطبة

 الغد

لسنا دعاة إلى الانغلاق، أو التقوقع في بوتقة واحدة، أو ضد التطور العلمي وكذلك الطبي، أو ضد الحُريات، أيًا كان نوعها، شريطة أن لا تتجاوز خطوطا حمراء، رسمها لنا آباء وأجداد، تتعلق بقيم دينية وأخلاقية وعادات وتقاليد، جُبل عليها أبناء المُجتمع الأردني، على مر عقود من الزمان.
 
 
 
سبب هذه الكلمات، هو تلك الإعلانات أو «المُقتطفات» التي تعج بها بعض المواقع على قنوات التواصل الاجتماعي المُختلفة، والتي تفتقر إلى أبسط أبجديات الأخلاق، والحياء، ناهيك عن أنها تتجرأ، بلا أي «حشمة»، على تقديم مُحتوى، أقل ما يُقال عنه بأنه يندى له الجبين.
 
دعايات وإعلانات، يتخللها كلمات وجُمل، لا أستطيع تكرارها هُنا، لكن سأحاول، ما استطعت، أن أُشير أو أُلمح لها، حتى يستطيع القارئ، فهم المقصود منها، فهي تخص طبقة مُعينة، الظاهر منها هو الحياة الزوجية، وباطنها يؤشر على أكثر من علامة استفهام.. إذ تقدم وصفات وخلطات، تتضمن عبارات، خارجة عن المألوف وتخدش الحياء العام، وبعيدة كُل البُعد عن الآداب العامة، بلا أي رقيب أو حسيب.  
كلمات لم تعتد أعين وآذان أبناء الشعب الأردني على رؤيتها وسماعها، هذا الشعب الذي جُله من الشباب، ونستطيع القول بأن نسبة كبيرة من هؤلاء، هم «مراهقون»، فعندما يتم تلويث آذانهم وأعينهم بمثل تلك الدعايات أو الإعلانات، وما تحتويه من كلمات، فإنه بطريقة أو أُخرى، يُهيئهم للغوص في التفاصيل أكثر، فحُب المعرفة والتجربة، دائمًا موجود لدى الجميع.
ويا ليت الأمر يقف عند هذا الحد، فالخوف أن يكون وراء تلك الإعلانات، أُناس يهدفون إلى نشر «الرذيلة» بين فلذات أكبادنا، وبالتالي هدم أساسات الأُسرة، السليمة.. وإلا ما معنى أن يتم نشر ذلك على العلن، بلا أي خجل أو خوف من قانون رادع، إلا إذا كان هُناك جهة أو جهات، تهدف من جراء الدعوة إلى مُمارسة «الفاحشة» تلك، إلى الانقضاض على ما تبقى من أسس صحيحة بين الأردنيين.
ما يدعو إلى القلق، أن ما تبثه تلك المواقع هو تكرار لوصفات «مشبوهة»، تقود إلى نفس الهدف، ولكن لكُل منها طريقته وأسلوبه، والغرض منها «الإثارة»، وفساد الأخلاق، وقد تؤدي إلى حدوث خلافات زوجية، وانحراف مُراهقين من الشباب.
نحن في مُجتمع، لديه قيم وعادات وتقاليد، تربى ونشأ وترعرع عليها، من غير المعقول والمنطق أن يتم تجاوزها بلمحة بصر، أو على عجل، أو خلال فترة وجيزة، إلا إذا كان «وراء الأكمة ما وراءها».
نخشى أن تكون عملية مثل هذه العملية، هي أحد أنواع الحروب، التي تُمارس ضدنا.. نعم، عندما أقول حرب، فإنني حتمًا لا أُبالغ البتة.. وإلا كيف يتم تفسير كُل تلك الهجمات ضدنا، نحن كعرب، نعيش في منطقة عادية، كما يقولون، وعددنا ليس بكبير أبدًا، إذا ما تمت مُقارنته بأعداد الشعوب الأُخرى.
ليس من المنطق بشيء، ما نراه ونُشاهد على تلك المواقع، والتي تفتقر برامجها أو ما تُقدمه من «سمّ»، إلى الرقابة، والضمير، والأخلاق.. فمن كان يُعاني من نقص ما، من السهل جدًا عليه أن يتوجه إلى مُختصين أو أطباء، وبالتالي مُعالجة حالته المرضية، إن جاز التعبير أن نُسميها كذلك.
من المُستفيد؟، ولمصلحة من؟، ولماذا؟، وما هو الهدف؟.. أسئلة يتوجب الإجابة عليها، ومن ثم الوقوف على آثارها، ومعرفة أضرارها، الآنية أم المُستقبلية.. فالكثير من أبناء جلدتنا متيقنون بأن لا أحد يُريد أن تنتشر «الرذيلة» أو «الفاحشة» بين ظهرانينا.