عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Jul-2019

الصحفي لا يخضع لمزاج أي مسؤول - امان السائح

 

الدستور - لا يمكن ان يقبل أي صحفي، بأن تتجه الامور لدى أي من المسؤولين، الى مزاجية، او ربما انتقائية، او رغبة بتوزيع الادوار والمهمات، للصحفيين في مؤسساتهم الصحفية سواء كانت مواقع الكترونية أو صحفا يومية أو اعلاما اذاعيا او تلفزيونيا..
الانتقائية والمزاجية، عنوان يبدو انه اصبح مستساغا لدى العديد من المسؤولين، واصبح يدخل في اطار الراحة النفسية لبعض المسؤولين، فالرد على الهواتف اصبح بقرار او جعل الهاتف صامتا، للحد كما يتخيل من ازعاج الصحفيين، في فترة ما قد يكون فيها الصحفي مدفوعا بهمّ وطني ان يأخذ المعلومة من رأس الهرم، حتى لا يتهم في لحظة ما انه لا يتحقق من المصدر، او ينشر دون الاستناد الى معلومة دقيقة..
صحفيون بحجم هذا الوطن الممتد لهم تاريخ ومصداقية، وكلمة وموقف، لا ينتمون الى اجندات، ولا يجيرون اقلامهم لغير الوطن، يجب ان يبقوا دوما على ذات السياق والعلاقة العالية المصداقية والثقة مع المسؤول، لا بل عليه ان يبادر ويتواصل معهم، ويضعهم بصورة الحدث، والنية لاتخاذ قرار معين، ليكونوا مرآة له عند الجمهور القارئ، لانهم بالنتيجة ليسوا الا اصحاب اجندة واحدة وهي الوطن وهم الناس.
بعضهم يختار المركزية المطلقة بالتعامل مع الحدث، ليكون فقط وجها لتصريح واحد وصوت واحد، فلا مصرح لمدير دائرة او مديرية، او من هم بالصف الثاني، وهو امر يجب الوقوف عنده مليا، ولا بد ان يكون امام مشروعية السؤال، بأنه لماذا؟.. 
قضايا عصفت خلال الفترات الماضية، وصدى الاعلام هو الوحيد الذي يجب ان يقرأ ما وراء الحدث ويحلل، ويتعامل مع تصريحات، علاقة مهنية تبدأ بين مسؤول وصحفي، ربما تنتهي بمقال لم يعجب ذلك المسؤول، او تحليل صحفي، قد يحيد عن فكره.
ونهج اخر اصبح اكثر تداولا بين المسؤولين، وهو وسائل التواصل الاجتماعي بشتى اشكالها للتصريح عن معلومة، وتغييب لغة السؤال والجواب عند الصحفي، فتبقى الامور تحت مظلة مرسل فقط ومعلومة دون مراجعة، والاجدى بهؤلاء المسؤولين ان يكون صدى تفكيرهم الصحفيون، في مؤسساتهم الصحفية، التي لا تزال صوت المواطن الحقيقي، لأن البعض قد لا يتقن بعد فن التواصل مع تلك الوسائل الرقمية!!..
وغير مقبول ان يأخذ اي مسؤول ردة فعل من اي صحفي دون ابداء الاسباب، ويبقى هاتفه يجلجل دون ان يرد وهو يقرأ الاسم مرات عديدة، فالصحفي المحترف ايضا اسم وكبرياء، واية اخطاء قد يقع بها البعض هنالك وسائل مختلفة قد يحاسب بها قانونية كانت، ام حق الرد، لكن ليس اغلاق الباب بقرار!!.
علينا ان نؤمن ان الاعلام رسالة مختلفة، وان الصحفي صاحب اجندة الوطن، هو الذي يجب ان ترفع له القبعات من كل مسؤول بالدولة، لانه المرآة الحقيقية، لنبض الشارع وحل قضايا المجتمع، كما ان كل صحفي محترف ومؤهل يؤمن بانشغالات المسؤول كما هو ايضا، ويؤمن بالعطلات الرسمية وبالراحة والابتعاد عن الاعلام، كما يحتاج الصحفي ايضا، لكن من يتواصل بأوقات غير ساعات الدوام، هو الباحث عن الحقيقة، وليس عن فنجان قهوة.
الصحفي روح وفكر وقلم، وحكاية الاعلام تبدأ لكنها لا تنتهي، وعلى الجميع ادراك ذلك..