عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Apr-2019

اختاروا البقاء خارج اللعبة - دینا كرافت
ھآرتس
كان الوقت في الظھیرة ھادئا في جامعة حیفا، على العشب الاخضر كان یستلقي عدد من الطلاب ویتمتعون بشمس الصیف الدافئة وبالمشھد الذي یطلون علیھ في الخلیج. ورغم ھذا الجو المریح، إلا أنھ عندما یتم الحدیث مع الطلاب في الجامعة عن الانتخابات القادمة تظھر درجة واضحة من الیأس.
”نحن نسمع طوال الوقت أننا الأعداء وأن اسرائیل یجب أن تكون قویة وأن ھذه دولة للیھود فقط“، قال شادي ناصر (22 سنة) عندما سئل عن النظرة للعرب في الحملة الانتخابیة للیمین في اسرائیل.
اسم رئیس الحكومة بنیامین نتنیاھو ظھر مرة تلو الاخرى. معارضوه یؤكدون على أنھ ھو الذي یقرع طبول الحرب ضد المجتمع العربي وأن الآخرین یسیرون في اعقابھ. ما یزالون یسمعون ردوده القاطعة للمذیعة التلفزیونیة روتم سیلع في وقت سابق من ھذا الشھر عندما أكد بشكل حاسم أنھا اخطأت عندما قالت إن اسرائیل ھي دولة كل مواطنیھا. في التعلیق الذي وضعھ في الانستغرام في حینھ قال ”اسرائیل لیست دولة كل مواطنیھا. وحسب قانون القومیة الذي أجزناه فان اسرائیل ھي الدولة القومیة للشعب الیھودي، لھ فقط“.
شباب صغار وبالغون في المجتمع العربي یعترفون بحرج كبیر أنھم لا یعرفون كیف یجب علیھم التصرف في الانتخابات. بالنسبة لھم فان التطورین المھمین تصادم الواحد بالآخر – الشك في مصداقیتھم التي تصل من المستوى الاعلى وخیبة الأمل من تفكك القائمة المشتركة بسبب الصراعات الداخلیة.
”نحن بحاجة الى صوت في الكنیست، لكنني لا أعرف من الذي یمكنھ تمثیلنا“، قالت كرستین أبو رام (20 سنة)، طالبة العلوم الاجتماعیة. في ھذه الاثناء ھي تفكر بعدم التصویت على الاطلاق وتعترف أن امكانیة مقاطعة الحملة الانتخابیة تسحرھا. وأن دعم نظام لم یھتم في أي یوم بدعمھا ھو دعم غیر مجد في افضل الحالات.
”یمكن الافتراض أن نتنیاھو سیفوز مرة اخرى، مع أو بدون صوتي. وحتى لم یكن ھو الفائز في نھایة المطاف فسیفوز ممثل یمیني من نوع آخر“، أضافت. أحد مراكز خیبة الأمل الواضحة مع رؤساء ازرق ابیض الذین اعلنوا في السابق أنھم لن یضموا الاحزاب العربیة في الائتلاف الذي سیشكلونھ، اذا وجد ائتلاف كھذا. ”حتى الذین یعتبرون انفسھم یسار اسرائیلي لا یؤیدون الاحزاب العربیة ولا یشكلون شبكة امان بالنسبة لھم“، قالت.
شعر أبو رام الاسود ملون باللون الاشقر وخطوط بالأزرق. ”اغلبیة من یؤیدون الیمین في اسرائیل وحتى في الیسار لا یریدون سماع كلمة فلسطیني. بالنسبة لھم نحن فقط اقلیة عربیة تھددھم. ونحن لسنا حقا جزءا من المجتمع الذي یعیش ھنا“، قالت.
في انتخابات 2015 كانت نسبة تصویت المجتمع العربي 63 في المائة. وھي نسبة عالیة تعود الى الحماسة التي اثارھا تشكیل القائمة المشتركة في المجتمع العربي. ولكن الفروق الایدیولوجیة الكبیرة بین الاحزاب التي تشكلت منھا، تحالف غیر محتمل من الشیوعیین والحركات النسویة والاسلامیین والقومیین الفلسطینیین، أدت الى تفككھا قبل الانتخابات الحالیة.
قائمتان ملاحقتان تحاربان الآن على اصوات الناخبین وھما ”الجبھة الدیمقراطیة- العربیة للتغییر“ برئاسة ایمن عودة واحمد الطیبي، و“القائمة الموحدة- التجمع الدیمقراطي“ برئاسة منصور عباس.
”الاجواء السائدة في اسرائیل في الفضاء السیاسي الحالي عشیة الانتخابات ھي أجواء مسممة“،
قال د. ثابت أبو راس، أحد رؤساء ”مبادرة صندوق ابراھیم“، وھي منظمة تدعو الى المساواة بین العرب والیھود في اسرائیل. ”التحریض ضد العرب شدید جدا مؤخرا الى درجة أنھم بدأوا یشعرون بأنھم دفعوا الى الھامش، لیس فقط من قبل نتنیاھو وحزبھ، بل ایضا من قبل المعارضة“، قال.
وھو ایضا یتفق مع أبو رام حول اعلان رؤساء حزب ازرق ابیض. ”ھذا مھین لنا. في الواقع ھم یقولون إن العرب لا یحسب لھم حساب“، قال، ”الشباب العرب الذین یسمعون ھذه الاقوال یسألون اذا كان من الجدیر أن یلعبوا اللعبة السیاسیة، في حین أن الآخرین لا یعتبرونھم لاعبا متساویا في اللعبة“.
”الشعور یتزاید في اوساط المجتمع العربي بأنھ غیر مرغوب فیھم“، قالت دیانا بوتو، المحامیة في حقوق الانسان والتي تعیش في حیفا وكانت في السابق مستشارة في السلطة الفلسطینیة. ”في كل صباح عندما أفتح الصحیفة أشاھد المزید من الاقوال الشدیدة ضد العرب الفلسطینیین“، قالت، ”الحدیث لم یعد عن ظواھر ھامشیة، ونھایة ذلك لا تلوح في الأفق. ھذه الاقوال تحولت لتكون مركزیة جدا. وبصفتي فلسطینیة اعیش ھنا فأنا اشعر بأنني اصبحت ھدفا مشروعا“.
طارق یاسین (28 سنة)، یعمل باسم الجبھة لزیادة التأیید لحزبھ في الجامعة. بصورة تقلیدیة یحظى الجبھة بدعم كبیر في اوساط العرب. یاسین یقول إنھ یحاول تذكیر الشباب العرب بأنھ ما یزال لتصویتھم تأثیر. ”یجب علینا التوحد والمحاربة ضد الخطر الحقیقي الذي یھددنا وھو الیمین“، قال طارق. ”یجب علینا التركیز على مشكلة اولئك یحاولون سرقة ارضنا وتدمیر منازلنا والعمل ضد كل امكانیة للسلام والتعایش المشترك“.
یاسین یعارض الذین یسعون الى المقاطعة التامة للانتخابات. الحدیث یدور عن نشاط ھامشي، قال، ولن یكون لھا تأثیر على النتائج النھائیة. ومثلھ ایضا اغلبیة الطلاب الذین تمت مقابلتھم من اجل ھذا المقال، قالوا إنھم ینوون التصویت. فقط عدد قلیل منھم، ومن بینھم طالب في علوم الحاسوب رفض ذكر اسمھ، قالوا إنھم یرفضون المشاركة في عملیة تبدو لھم كمسرحیة ھزلیة.
”في أي یوم لم تكن مساواة ھنا“، قال ھذا الطالب، ”ھذا النظام لم ینشأ من اجل خدمتنا“.
من اقوال ھذا الطالب وآخرین كثیرین غیره یتبین أن الشعور بالتمییز الشدید لا ینبع فقط من التصریحات الھجومیة التي استدعتھا الحملة الانتخابیة الحالیة. الشعور بالشیطنة ونزع الشرعیة، قالوا، تنبع ایضا من الطرق العملیة التي تتبعھا الدولة للتنكیل بھم. القانون الذي تمت المصادقة علیھ في 2017 الذي یفرض عقوبات على من یخرقون قوانین التخطیط والبناء، ھو فقط مثال واحد من بین امثلة كثیرة طرحوھا. من یعارضون ھذا القانون یقولون إن لھ تأثیرا كبیرا على العرب ویتحدثون عن عشرات السنین من سیاسة التمییز، التي حسب قولھم أدت الى نقص كبیر في السكن في البلدات العربیة.
ناصر، طالب في التربیة، یشیر ایضا الى قانون القومیة. قوانین كھذه ھي السبب في أن الشباب العرب یجب علیھم التصویت. ”ھذه القوانین تظھرنا كأعداء“، قال ناصر، ”ھذا كان دائما ھو التوجھ ھنا. ولكن ھذه القوانین تعطي الشرعیة القانونیة للعنصریة وھذا أمر مخیف“. وأشار الى أنھ بصفتھ نشیط في الجبھة فھو سیصوت الجبھة – التغییر. وھو یشجع اصدقائھ على التصویت مثلھ. الغاء ھذه القوانین یجب أن یكون على رأس سلم اولویاتنا“، اضاف.
أمل جبارین (22 سنة) من موالید أم الفحم، تجلس قربنا مع كتاب الریاضیات، وھي محجبة.
ھي غیر واثقة لمن ستصوت، اذا صوتت أصلا. ”نحن نشعر بالعجز رغم أننا مواطنون“، قالت.