عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Aug-2020

كلمات يحتاج الأبناء لأن يسمعوها من الآباء!

 

علاء علي عبد
 
عمان-الغد -  من الطبيعي على الوالدين القيام بتقديم العديد من النصائح التربوية لأطفالهما من عينة “قبل أن تقطع الشارع احرص على النظر يمينا وشمالا”، و”لا تضع هذا الشيء في فمك”، و”لا تستخدم الضرب مع الأطفال الآخرين”، والكثير من النصائح الأخرى.
ما من شك أن تلك النصائح وما شابهها مهمة جدا في تنشئة الأطفال تنشئة سليمة، لكن هناك أشياء أخرى يجب الانتباه لها كتقديم معلومات سلبية بشكل غير مباشر للطفل، علما أن الطفل يميل للتقليد، وعندما يصدر تصرف ما عن والديه فبالتأكيد سينظر له بأنه صحيح ولن يتردد في تقليده.
علينا أن نعلم أن الطفل، وخصوصا في سن مبكرة، لا يملك أي قدرة على قراءة الأفكار من تعابير الوجه، لذا فقد يتحدث الأب مثلا بغضب عن القائمين على قناة تلفزيونية ما تعبيرا عن غضبه من عدم بث القناة المباراة التي كان ينتظرها، إلا أن الطفل سيجد أن التعبير عن الغضب بإطلاق العبارات العصبية أمر مقبول. لذا من المهم أن يقوم الأب بتفسير الأمر ويذكر للطفل أن القناة كانت قد أعلنت عن بث المباراة وتراجعت في آخر لحظة وهذا الأمر غير مناسب بالنسبة للمتابعين.
الواقع أن الأطفال، وتحديدا الذكور منهم، يحتاجون لسماع أشياء معينة من والدهم كونه المثل الأعلى لهم وسيقومون بتقليده على الأرجح، لذا من المهم جدا الاهتمام بهذا الجانب:
 
كلمات الإطراء بحق الأم: “أحبك” كلمة جميلة وتستحق أن يسمعها ابنك عندما توجهها لوالدته، لكنها ليست كافية. فالتعبيرات الواضحة عن المشاعر، وعلى الرغم من أهميتها، إلا أنها لن تفي بالغرض، فالأهم أن تظهر حبك واحترامك لزوجتك بسلوك واضح للطفل. فعلى سبيل المثال، لو كنتم تتأهبون للخروج من المهم أن يقول الأب للأم على مسمع من طفلهما “دائما تسبقينني بخطوة وتحضرين كل ما نحتاجه في خروجنا، أنت فعلا إنسانة رائعة”. مثل هذه الجملة تقدم الكثير من المعلومات الإيجابية للطفل بشكل سلس ومن دون تكلف.
التصرف الأمثل بمواجهة الفشل: مهما كنت بارعا في التخطيط، إلا أن الأمور أحيانا لا تحدث حسب ما خططت لها. فعلى سبيل المثال، وعلى الرغم من تخطيطك المتكامل للرحلة إلا أنك قد تنسى ملء السيارة بالبنزين، وعندما تتنبه للأمر تكون قد قطعت أقرب محطة وقود بحوالي 5 كيلومترات، بينما محطة الوقود المقبلة تحتاج للسير 15 كيلومترا.
هنا قد تشعر بالرغبة بالصراخ على هذا الخطأ وتشعر أن موعد وصولكم للوجهة المطلوبة سيتأخر كثيرا. الواقع أن هذا التصرف طبيعي ولا غبار عليه، لكن يجب إضافة تعديل بسيط عليه وهو أن تتحدث بما يدور في ذهنك بوضوح كأن تقول لو وقفت ورجعت لمحطة الوقود التي تجاوزتها سأضطر لأن أسلك طريقا طويلا حتى أتمكن من العودة، لكن لو غامرت وواصلت التقدم لمحطة الوقود التالية قد ينفد بنزين السيارة تماما، لذا فتأخير الوصول أفضل من الانقطاع التام من البنزين.
بهذه الطريقة تكون قد قدمت لطفلك دروسا مفيدة عدة، منها أنك تسيطر على أعصابك عند الأزمات وأنك تعترف بخطأ نسيانك تعبئة السيارة بالبنزين، وهذا يعني أن الإنسان يخطئ ويصيب لكنه لا يستسلم.