عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-May-2020

الجزائر: جدل بسبب ترويج التلفزيون الرسمي لمزاعم أكاديمي عن “دور” فرنسي في الحراك

 

لندن ـ “القدس العربي”: أثارت تصريحات للأستاذ الجامعي الجزائري محمد لخضر معقال بشأن مزاعم حول دور فرنسي وأطراف خارجية في تدبير الحراك، جدلا واسعا، واعتبر معلقون أن هذه اللغة تتناغم مع نظرية المؤامرة ومحاولات شيطنة الحراك، رغم أن الرئيس عبد المجيد تبون كان في كل مرة يصفه بـ “الحراك المبارك”.
وزعم معقال، وهو بروفيسور في المدرسة العليا للصحافة، خلال استضافته في برنامج في التلفزيون الحكومي أن نقطة انطلاق الحراك غامضة، وأنه لا يمكن أن نتحدث عنه دون معرفة من فعل ماذا، وأن الحراك انطلق من باريس بعد اجتماع للمعارضة تم التحضير له من طرف قناة “المغاربية”، التي توقفت عن البث منذ اشهر واتهمت السلطات الجزائرية بالتواطؤ مع نظيرتها الفرنسية لوقف بثها بسبب استمرار تغطيتها للحراك فيما كانت القنوات الداخلية تعتم عليه، وواصل معقال مزاعمه أن الذين دعوا للاجتماع يقيمون في لندن، وأن الحراك يوم 22 فبراير/ شباط كان عنيفا، وأنه بدأ يصبح سلميا.
 
واللافت أن التلفزيون الحكومي روج بشكل جلي مزاعم معقال عبر إعلان البرنامج أو عبر مواقعه على التواصل الاجتماعي، مما اعتبر نوعا من الإبراز وحتى “التزكية” له.
وفي رده على كلام معقال قال الصحافي كمال منصاري الذي كان حاضرا في البرنامج نفسه على أن نظرية المؤامرة لا تستقيم، لأن القول إن الحراك تم تدبيره من الخارج معناه أن الرئيس عبد المجيد تبون لما وصف الحراك بالمبارك أخطأ، وأن قائد أركان الجيش لم يكن يدري ماذا كان يحدث، وأن الدولة غائبة، وأن مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية ضحية خديعة، وأن الدستور الذي رسم في ديباجته الحراك الشعبي هو ثمرة مغالطة أيضا، وأن القول بهذا الكلام إهانة لذكاء الجزائريين.
أما الكاتب عبد العزيز بوباكير فقد علق على صفحته بموقع فايسبوك قائلا”: لا يا صديقي محمد…لا يا حبيبي لخضر…لا يا معقال ماعهدتك هكذا…معقالك كان يجب أن يوجه إلى الجهة الأخرى! أنا كنت من أول الحراكيين، ولم أكن في باريس”.
 
وعلق الدكتور أحمد عظيمي وهو عقيد متقاعد وقيادي في حزب طلائع الحريات، الذي كان حاضرا في لقاء المغاربية، نافيا ما قاله لعقال، وكتب علة حسابه على “فيسبوك”: “على إثر التصريح الذي أدلى به صديقي البروفيسور لخضر حول الحراك من كونه انطلق من باريس على إثر اجتماع للمعارضة هناك، اتصلت به وقدمت له المعلومات التالية، “والتي ضمنتها في كتاب سيصدر لي قريبا :” “تساءل الكثير من الجزائريين، منذ الجمعة الأولى للحراك (22 فبراير 2019)، عن كيف حدث ذلك؟ كيف اتفقت كل تلك الملايين للخروج إلى الشارع وبطريقة سلمية وحضارية لم يشهد العالم مثلها؟(..)ولعلي كنت من أكثر الناس طرحا لهذا السؤال، وذلك لعلمي المسبق بأنه لم يكن لأحزاب وشخصيات المعارضة السياسية (التقليدية) أي دور في هذه المظاهرات، ولا كانت على علم بمن دعا إليها. أنقل هذه الحقيقة المؤكدة لأني كنت ضمن رؤساء أحزاب وشخصيات معارضة في باريس بأسبوع واحد قبل هذا التاريخ”.
 
من جهته علق الإعلامي الجزائري سليم صالحي، الذي كان رئيس تحرير قناة “المغاربية” على صفحته على “فيسبوك”:
 
كما كشف معلقون أن محمد لخضر معقال ، الذي يتهم فناة “المغاربية” هو نفسه كان يشارك في القناة!:
 
ومضى معقال في القول إن هناك نوايا لاختراق الحراك الشعبي، موضحا أن أشخاصا أجانب تقربوا منه، وهو ما وصفه بـ”حالة ملموسة لمحاولة التواصل معه”.
وذكر أن شخصا لا يعرفه اتصل به هاتفيا وأبلغه نيتة في رؤيته، وأن هذا الشخص الذي رفض الكشف عن هويته، أكد له أنه يعرفه تمام المعرفة، وأنه معجب بكتاباته و تدخلاته عبر وسائل الإعلام، موضحا أنه اتفق معه على موعد في ساحة أودان وسط العاصمة، وأن شابين جاءا لملاقاته، أحدهما قدم نفسه كفرنسي من أصول جزائرية، و الآخر فرنسي، و كلاهما يعملان لحساب جمعية خيرية تتكفل بالنساء، بحسب ما أخبراه به.
وواصل سرده للقصة قائلا إن الفرنسي من أصول جزائرية أبلغه بأنه جاء إلى الجزائر في مهمة من أجل إنجاز ريبورتاج حول مجموعة من النساء يعشن في ظروف يرثى لها بالشراقة غربي العاصمة، وأنه أمام إصراره على معرفة الهدف الحقيقي وراء اللقاء، أكد له الشخص ذاته أنهما يريدانه أن “يرافقهما في الحراك”، قبل أن يرد عليهما بأنه ليس مرشدا سياحا، ولما أصر أكثر لمعرفة ما يريدانه بالضبط، فأبلغاه أنهما يريدان معلومات عن الحراك، فأجاب بالرفض.
 
واللافت أنه في ردود الفعل الغاضبة ركزت على أنه عكس ما يقوله معقال فإن الحراكيين يتهمون فرنسا بمعاداة الحراك وأن بث التلفزيون الجزائري الرسمي تزامن مع بث قناة حكومية فرنسيةقناة حكومية فرنسية لفيلم وثائقي شوه الحراك!