الغد- نظم منتدى الرواد الكبار أول من أمس حفل توقيع رواية "الوزر المالح" الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عمان، للكاتب مجدي دعيبس وهو أول عمل أدبي للكاتب، شارك فيه كل من د. سليمان الازرعي، والشاعر مهدي نصير.
الحفل الذي ادارته المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص، وحضرته رئيسة المنتدى هيفاء البشير، التي اشارت إلى أن هذا الحفل هو خاتمة البرنامج الثقافي لهذا العام، حيث ارتأينا أن يكون الختام مع ميلاد رواية جديدة "الوزر المالح"، لدعيبس، لافتة إلى أن تطور الحياة، واشتباك عناصرها والصراع فيها يجعل منها ساحة واسعة للأحداث ويجعل الروح المبدعة تتلقف منها قصصا وحكايا لتنسج حروفها.
ورأت البشير أن هناك بعض التفاصيل التي تتجدد باستمرار مثل الحب وحكاياه الخالدة الجميلة وكذلك الحرب التي تطحن في رحاها نفوساً كثيرة بريئة، وتترك آثاراً في أعماق الإنسان لا تُمحى، فكيف إذاً جدلت حكايا الحب والحرب في نسيج روائي متماسك. فهي تجمع بين شخصيات مختلفة مثل اللنبي والمختار، وسليم ومريم وغيرهم.
د. سليمان الازرعي رأى أن الرواية من الأعمال التي توثق للتاريخ الاجتماعي والموروث الثقافي، حيث أن المكان يتوزع بين شرق الأردن وفلسطين والجزيرة العربية والبلاد السورية دمشق حمص وحلب وادلب ووصولا إلى الأناضول في البلاد التركية وغيرها من بلاد العالم ودوله التي كانت تتأهب لتقاسم ارث الرجل المريض.
وأشار الأزرعي إلى أن مركز الأحداث في هذه الرواية يبدأ من بلدة أو قرية "الحصن"، عند سفوح جبال عجلون وينتهي في الاناضول. ترد الحصن مرتين في الرواية، ومرة واحدة المركز لا يبدو منه سوى التسمية الصريحة وبعض المعالم الاخرى كالتل والبركة الرومانية، متسائلا "هل هذه فقط هي الحصن بالطبع لا ولكن الغنى الروائي يتكامل من خلال التاريخ الاجتماعي والاشارات الزمانية الاخرى التي تتمحور حوالي العام 1918 وهو تاريخ هزيمة القوات العثمانية وفرارها من مواجهة القوات البريطانية، ومن قبل مواجهة قوات الثورة العربية الكبرى القادمة من الجنوب.
من جانبه اشار الشاعر مهدي نصير إلى أن الرواية كتبت بلغة عالية متمكنة تدل على روائي محترف يمتلك ادواته السردية باقتدار، وقد استعاض في التكنيك السردي عن الراوي العليم بالرواة المتعددين والذين يتبادلون السرد عبر مونولوجاتهم الداخلية المتداخلة الزمن والتي تضي الحدث المركزي في الرواية وتطلعنا عليه من زاويتها حيث تبادل دفة السرد اللنبي قائد معارك فلسطين مع العثمانيين في نهاية الحرب العالمية الأولى والتي كان القصد منها التأشير لهزيمة الدولة العثمانية وخروجها من الأردن وفلسطين وكذلك تناول المختار والضابط التركي سليم اكرات والشاويش التركي مصطفى ويحيى ومريم وام سليم وصفية ووردة.
اشار نصير الى ان الرواية تحكي قصة عشق عربية تركية رومانسية، مشيرا الى بعض الملاحظات التي غفل عنها دعيبس وهي ان "مريم كانت فتاة مسيحية عشقها الضابط التركي سليم المسلم وضحى بكل شيء من اجل هذا الحب وماتت مريم بين يديه في بيت اهله في الاناضول دون ان يمسها". وتدور احداثه في نهاية الحرب العالمية الأولى ومكانها هو الحصن واربد والطريق الواصل بين اربد والاناضول مرورا بدرعا ودمشق وحمص وحلب.
اما عن المكان فقد راى نصير ان دعيبس اسند الحصن كمكان مركزي للاحدث وان كانت ملامح الحصن المكانية والاجتماعية لم تكن واضحة والاحداث لم تمثل الحصن في تلك المرحلة ولم تعكس النسيج الاجتماعي الحصناوي بشكل جيد، حيث غياب المكون المسيحي عن احداث الحصن، وهذا الغياب كان غير مبرر واضعف من بناء الرواية.
الكاتب مجدي دعيبس قال إن روايته الكلاسيكي وهذا السرد يعتمد على اللغة المباشرة والاحداث التي لا تحتمل أكثر من تأويل والشخصيات التي تميل إلى لون واحد من أن العمل لا يخلو من الشخصيات المركبة، مشيرا إلى أن القارئ يبحث عن الحكاية بغض النظر عن انتساب الرواية للأدب الكلاسيكي أو الأدب الحديث .
وراى دعيبس انه لم تصل لنا قصة تشبه قصة ابطال الرواية "مريم، سليم"، في تاريخ الحصن المكتوب أو المحكي، ولكن واقع الحياة يأخذ احيانا منحى غرائبيا يتغلب على خيال الكاتب مهما كان جامحا وخلاقا، وقد تكون القصة حدثت في جغرافيا غير الجغرافي وزمان غير الزمان وأسماء غير الأسماء.