عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Jul-2024

التورّط الأميركي في العدوان على غزّة*د. صلاح جرّار

 الراي 

لا يحتاج أيّ قانونيّ أو متابع للعدوان على غزّة إلى مزيد من الأدلّة لإثبات التورّط الأمريكي في هذا العدوان وفي الإبادة التي ترتكب ضدّ أهل غزّة، فالأدلّة والشواهد ماثلة للعيان ومنتشرة كانتشار جثث ضحايا القصف على المدنيين في شوارع غزّة، وهي أدلّة يمكن التقاطها من كلّ تصريح يصدر عن المسؤولين في الإدارة الأميركية يتعلّق بالعدوان على غزّة،وهي تصريحات تملأ مجلّداتٍ عديدة، وإنني أدعو المؤرّخين والسياسيّين والقانونيين العرب إلى القيام بجمع هذه التصريحات وتدوينها ونشرها كي تبقى شاهدةً على الصورة الحقيقية للوجه الأميركي القبيح ودور الولايات المتحدة في كلّ الجرائم التي ارتكبت وما زالت ترتكب ضدّ الفلسطينيين خصوصاً وضدّ الشعوب العربية عموماً.
وفي رسالة بعث بها جو بايدن إلى الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هيرتزوع بمناسبة الذكرى السادسة والسبعين لقيام الكيان الصهيوني في فلسطين تعهّد بايدن بالتزامه الثابت بأمن الكيان وقال بأنّ الولايات المتحدة تفتخر بعلاقتها المستمرّة مع هذا الكيان وأن التزامها بأمنه لا يتزعزع. ويكفي التذكير بالتصريح الشهير للرئيس جو بايدن الذي قال فيه: لو لم تكن هناك إسرائيل لكان على أميركا خلق إسرائيل لحماية مصالحها. وهذا التصريح أطلقه جو بايدن سنة 1986 ثم كرّره بعد عملية طوفان الأقصى.
أمّا التصريحات التي تصدر باستمرار عن جون كيربي وأنطوني بلينكن وغيرهما من أقطاب إدارة جو بايدن فهي تعبّر عن مواقف أكثر يهوديّةً وتطرّفاً من مواقف اليهود أنفسهم، وتكفي الإشارة إلى التصريح الشهير لأنطوني بلينكن عندما زار الكيان قائلاً: إنّه لم يأت لإسرائيل كونه وزيراً لخارجية الولايات المتحدة فقط ولكن بصفته «يهوديّاً فرّ جدّه من القتل»، وقال بأنّ الأميركان «سيكونون موجودين دائماً إلى جانب الإسرائيليين الذين لن يضطروا للدفاع عن أنفسهم بمفردهم».
ومن أكثر ما يثبت التورّط الأميركي البالغ في العدوان على غزّة تعطيل الولايات المتحدة لمشاريع القرارات الدولية في مجلس الأمن الدولي التي تدعو إلى وقف العدوان الصهيوني الإجرامي على غزّة، ممّا استمرّ في إعطاء فرص متجددة للجيش الإسرائيلي في ارتكاب المجازر الوحشية ضدّ المدنيين في غزّة وتدمير بيوتها وأحيائها وتشريد أهلها وتجويعهم وتعطيشهم.