عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Jul-2019

تحت شمس واحدة - يوسف غيشان

 

الدستور - جاء شاعر نثري حديث للشاعر اليمني  الكبير عبداللة البردوني وقرأ قصيدة يكرر فيها عبارة (والشمس تقبل وجه حبيبي) . وانتظر الشاعر المحدث ان يسمع إطراء من البردوني ، الذي قال له :
- ليس في ما قرأته أنت  من جديد !
- لكن .. ان تقبل الشمس وجه حبيبي .. هذا جديد كليا!!
فقال البردوني :
- لكن  الشمس تقبل كل صباح ، ومن بدء الخليقة،  حتى وجوه الكلاب والسفلة!!
فعلا .. إنها الشمس  كم هي عادلة أو ظالمة ، في أنها تهب النور والحياة  للفقير كما للغني ، وللعدو كما للصديق ، وللجرذ كما للنسر... للكلب كما للحبيبة!!
الشمس تجمعنا وتخلع عنا زيف الجواهر وفوبيا الغرور(اعتبر الغرور خوفا من الآخر ووسيلة دفاعية ضده)وادعاء التفوق.
شمس واحدة تقبلنا جميعا – كل صباح-  من الزبال إلى الإمبراطور، ولا جديد في الأمر. من الصادق الى الكذاب ولا جديد في الأمر ، من اللص الى الشريف ولا جديد في الأمر، من القاتل الى الضحية ولا جديد في الأمر . إذا، الشمس ليست مقياسا اخلاقيا ولا جماليا، بل هي كائن يسهم بشكل اساسي في بقاء الحياة ...والباقي علينا.
الباقي علينا ..وماذا نريد ان نكون وماذا نريد ان لا نكون.... او بالأحرى ...كيف صنعتنا وقائع الحياة  ، وكيف صنعناها. لكننا نحن بالذات من يتحمل المسؤولية الأساسية ..اما الشمس فلنتركها لتقبّل من تشاء.