عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Oct-2024

الاضطرابات السلوكية والانفعالية.. ما طرق تشخيصها؟

 الغد-د. إبراهيم بني حمدان

 الإعاقة حالة مرضية تؤثر في أعضاء معينة بالجسد، وتعيق حركته وتؤثر على  نموه، وهذا يؤدي إلى صعوبة في إنجاز مهمات الفرد وممارسة حياته الطبيعية بما يتناسب مع عمره، سواء أكان ذلك في حياته الاجتماعية أو الأسرية أو الأكاديمية.
 
 
من هنا، جاءت التربية الخاصة والتي تضم مجموعة من الفئات منها (الإعاقة العقلية، الإعاقة البصرية والسمعية، التوحد والاضطرابات السلوكية والانفعالية، كذلك صعوبات التعلم أو اضطراب التعلم المحدد، وينقسم إلى صعوبة في القراءة وصعوبة في الكتابة وصعوبة في عملية الحساب، واضطرابي ضعف الانتباه والنشاط الزائد)، فلكل فئة من هذه الفئات تسمية وتصنيف وخصائص ومقاييس وبرامج خاصة بكل من هذه الفئات وكل فئة مستقلة عن الفئة الأخرى.
 
ومن هذه الفئات، الاضطرابات السلوكية والانفعالية والتي يصعب تشخيصها وتحديدها لأنها تكون مخفيه وغير ملاحظة على الفرد وعادة ما تتم ملاحظتها من قبل الوالدين والمعلمين والأقران أو زملاء المدرسة (الصف الخاص بالطفل)، وتكون هذه السلوكيات ممثلة في القلق، التوتر، الخوف، الخجل، العصبية الزائدة والعدوانية وغيرها من السلوكيات السلبية، التي يرفضها المجتمع.
لكن يجب التنويه، إلى أنه لا يتم الحكم على الطفل أنه يعاني من اضطراب سلوكي واجتماعي في حالة ظهر عليه واحد أو أكثر من الأعراض التي ذكرناها في الأعلى إلا بمجموعة من  المعايير ومنها:
- شدة تكرار السلوك: إذا بلغ سلوك الفرد حد التطرف والانحراف بشكل واضح وملحوظ وبشكل مستمر، لا نتردد في الحكم عليه خاصة لفترة زمنية طويلة من ظهور هذه السلوكيات.
- انحراف السلوكيات عن المعايير الدينية والاجتماعية والثقافية: ويكون ذلك بعيدا كل البعد عن الواقع الاجتماعي والقيم الأخلاقية والاجتماعية، المتمثلة في العادات والتقاليد المتعارف عليها داخل المجتمع أو داخل البيئة الحاضنة للفرد.
ومن أسباب هذا النوع من الفئات:
- العوامل البيولوجية: والتي تتمثل في حدوث خلل كيميائي أو عضوي أو جيني داخل جسم الفرد أو أحد أجهزته الحيوية، والتي تتمثل في حدوث مثل هذه السلوكيات.
- الأسرة: وهي تعتبر أول بيئة حاضنة للطفل، حيث يتم اكتساب المعرفة والخبرات والقيم والقناعات وفي حال حدوث أي خلل في هذه البيئة مثل انفصال الزوجين أو عدم الاستقرار أو انعدام التوافق العاطفي بين الزوجين، يؤدي إلى حدوث مثل هذه السلوكات عند الأطفال.
- المدرسة: حيث يتلقى فيها الطفل الكثير من الخبرات والمهارات التي تجعله قادرا على التعامل مع الآخرين، والمعارف الأكاديمية المختلفة وفي حالة حدوث خلل في العملية التربوية التعليمية مثل نقص الخبرة عند المعلم أو الصراعات بين الطلاب داخل الصف الدراسي، أو الأسلوب المنفر عند المعلمين مثل، ضرب الأطفال أو الصراخ عليهم وما شابه، ينتج عند الأطفال مثل هذة السلوكيات.
- المجتمع: كذلك، إن غياب المتابعة من قبل الوالدين للطفل وعدم الاهتمام به وعدم التركيز عليه، في حالة التأخر خارج المنزل ليلا، وعدم معرفة رفقاء الطفل في الخارج ومشاهدة الطفل لبعض مشاهد العنف والجريمة، تساهم في ظهور مثل هذه السلوكيات.