عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Sep-2020

الأردن ينتخب 2020 (الحلقة الثانية)*د.حازم قشوع

 الدستور

ولان الحملة الانتخابية هي منظومة عمل تحتوي على هيكلية ادارية وتقوم على وصف وظيفي وخطة تنفيذية تحوي برنامجا تنظيميا واخر اعلاميا حيث تقوم على تقنيات الاتصال الوجاهي ونظم التواصل الاعلامي اضافة الى وسائل عمل تنظم نشاطات الحملة الانتخابية على ان ياتي ذلك ضمن مدد زمنية محددة و معلومة لعناوين كل مرحلة بطريقة مدروسة، ونماذج اعلانية تتخذ من البيئة المحيطة عناوينها ووسائلها، اضافة الى مرحلة التجهيز ليوم الاشهار والتحضير ليوم الاقتراع، وهذا ما يجعل الحملة الانتخابية تقوم على اسس موضوعية ومناهج علمية سنبينها في ما يلي:
اولا: تقنيات الاتصال، حيث تستند تقنية الاتصال على تحديد فئة الاستهداف وتحديد كيفية الاستهداف، والالية الامثل التي يمكن استخدامها وايصالها لثقديم السياسية الامثل لطبيعة اهتمامات المجتمع المحلي، لان كيفية ايصال المعلومة اكثر اهمية في الحملة الانتخابية من المعلومة ذاتها، اضافة الى استخدام شخصية التواصل التي لها اهمية اكثر من رسالة التواصل مهما كانت لاسيما وان الانطباع العام هنا يقاس بقياس المرسل وليس الرسالة او الحملة فحسب، هذا لان الحملة الانتخابية تستهدف تكوين درجة الانطباع الذي تكونه جملة الرسالة مع المرسل، فمهما كانت الرسالة ركيكة والمرسل قادر، استطاع ان يخرج انطباعا افضل مما لو كانت المعادلة عكسية، وهذا بحاحة الى برنامج عمل يتم عبره اختيار اعضاء الحملة وتدريبهم قبل البدء في الحملة واستلام رسالة الحملة ومهماتها.
ثانيا: وسائل التواصل وهنا نتحدث عن حركة التواصل غير مباشرة في كل ادواتها والكيفية المثلى في الاستخدام واليات الافضل وتواقيت الاستخدام اضافة الى صناعة المناخات التي تسبق الحدث وتسلط الضوء على برنامج الحملة الانتخابية بموجب دراسة تقديرية ميدانية تستجيب الحدث والاحداث، هذا اضافة الى تقديم المرشحين وتسليط الضوء على خياراتهم واختياراتهم وفق ادبيات يتقدم فيها الخبر على المبتدا، هذا لان الاخبار هنا تكون محط اهتمام وليس الافكار وسرعة الانتشار مهمة وليس العنوان فقط، فكلما كانت الادوات المستخدمة اكثر انتشارا كانت النتائج افضل وحصلت الحملة على تقديرات اوسع في فرص النجاح، لذا كان الخبر والوسيلة هو عنوان النجاح في وسائل التواصل.
ثالثا: نشاطات التقديم، ان العمل على كيفية تقديم المرشحين لانفسهم تستند الى تقديرات ذاتية اهمها امكانية المرشح والبيئة التي يعمل فيها والطبيعة الديموغرافية المجتمع المحلي واهتماماته، فكلما كان المرشح قريبا من المجتمع المحلي كانت درجه تاثيره افضل وحملت نتائج منزلة احسن، وهذا يعتمد على مكانة المرشح في المجتمع المحلي وذاتية تقديمه لذاته، اضافة الى امكانياته الثقافية واهتماماته الذاتية، لكن هذا العامل يتضاءل تاثيره اذا كان المرشح مرشح حزب او تيار وليس مرشحا فرديا، فتكون الصورة المشكلة عند العامة بناء على تقديرات الحزب وامنية العام وسياساته وبرامجه ومواقفه من الاحداث.
رابعا: يوم الاشهار، وهو اليوم الذي يعول عليه في ارسال رسالة تقديرية في قوة المرشح وامكانياته الشعبية التي تقف معه اضافة الى نوعية الحضور، وبرنامجه الانتخابي ومقدار الاستحسان الذي يجنيه المرشح نتيجة في يوم اشهار الترشح لان ذلك سيرسم الصورة الاولية والتي ستشكل بدورها درجة الانطباع المستهدف، فان الكيفية التي يتم فيها الاشهار والياته تدل على امكانية المرشح وقدراته، وترسم طبيعة الاستجابة الشعبية، فكما كان الحزب او التيار فيها كان العمل مشتركا وكانت الرسالة جماعية وكانت نوعية الحضور افضل وكم الحضور اكثر، وهذا ما يجعل المرشح يقوم بتقديم ترشيحه نيابة عن الحزب او التيار وملتزما بالاطار الموضوعي والبرنامج العام لسياسات الحزب واهدافه ومراميه.
خامسا: يوم الاقتراع، وهو يوم الحصاد فكل الترتيبات التي سبقت في ايام التخصير والاعداد تاتي من اجل يوم الاقتراع وهذا اليوم بحاجة الى تحضيرات استثنائية لانه يحوي على كثير من التفاصيل، واهمها يتمثل في كيفية الوصول في الناخب الى صندوق الاقتراع، وهذا بحاجة الى خطة عمل مدروسة واليات عمل دقيقة، التنظيم عنوانها الرئيس، فان يوم الانتخابات يعرف بيوم التنظيم ومن يمتلك قدرة على التنظيم يمتلك دفة النجاح وعنوان الفوز، وهذا بحاجة ايضا الى مقدرة جماعية والتي تشكلها عادة الاحزاب او تيارات الاجتماعية او السياسية كونها تعتبر من اهم الروافع الناظمة للمناخات الانتخابية والحياة العامة، وهذا ياتي ايضا من مقتضى التعريف بالمؤسسة الحزبية في تنظيم مواردها واعداد قدراتها ضمن اطر برامجية قادرة على المساهمة المنظمة في رسالة البناء الوطني.