عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Jan-2020

قواعد جديدة - عاموس هرئيل
.
هآرتس
 
في الوقت الذي شارك فيه مئات آلاف الاشخاص في ايران في جنازة الجنرال قاسم سليمان، وضع في بيروت السكرتير العام لحزب الله، حسن نصر الله، قواعد لعب اقليمية للفترة القريبة القادمة. في خطاب شديد اللهجة له عرض نصر الله أهداف محور المقاومة برئاسة ايران: ضرب اهداف أميركية في الشرق الاوسط بهدف اخراج القوات الأميركية من هناك. واسرائيل بصورة استثنائية، تقريبا لم يتم ذكرها. الصراع كما يتبين من اقواله، سيكون لكل المحور وسيركز على المس بالاهداف العسكرية وممثلين أميركيين رسميين في ارجاء الشرق الاوسط.
اقوال نصر الله تتناسب مع تقديرات سمعت فور اصابة الصواريخ الأميركية قافلة سليماني، قائد “قوة القدس” في حرس الثورة، عند هبوطه في بغداد ليلة الخميس. طهران والتنظيمات التابعة لها تريد استغلال الغضب على التصفية المفاجئة لسليماني وتحويله الى ضغط منسق، في محاولة لابعاد الأميركيين عن المنطقة. في البرلمان العراقي تم اعادة بحث المطالبة بإبعاد الـ 5 آلاف جندي أميركي عن العراق. وما يزال هناك تواجد عسكري قليل للولايات المتحدة ايضا في سوريا. في هذه الاثناء اتجاه الحركة معاكس: واشنطن تزيد قواتها في المنطقة على خلفية التحذير من تنفيذ عمليات انتقامية. التقدير السائد في اوساط رجال الامن وخبراء في الشؤون الايرانية، في اسرائيل وفي الغرب، هو أن الايرانيين سيرون انفسهم ملزمين بالرد، سواء بسبب مكانة سليماني الرفيعة، الذي اعتبر نفسه بالخطأ محصنا من الاصابة أو بسبب أنهم التزموا بذلك بشكل علني المرة تلو الاخرى مؤخرا. ولكن طهران ستضطر كما يبدو الى العثور على رد يبقي الاحداث في المنطقة تحت مستوى الحرب، على ضوء الفجوة الكبيرة بين القدرات العسكرية للدولتين، وبسبب الخوف الذي يثيره السلوك غير المتوقع للرئيس الأميركي ترامب.
ترامب معني بمواصلة الحفاظ على صورة المستعد للذهاب بعيدا من اجل ردع العدو. في منتهى السبت وبعد التهديدات الايرانية غرد في صفحته في تويتر بتهديد مضاد: اذا قامت ايران بالمس بحياة أميركيين آخرين فان الولايات المتحدة قد حددت 52 هدفا في ايران، منها مواقع حكومية ومراكز ثقافية لرد مضاد. بعد تصفية سليماني هذا تهديد يجب على ايران أخذه على محمل الجد.
خطوات ترامب ما تزال تثير تساؤلات كثيرة، كما يذكر منتقدوه في الداخل. المس بمواقع ثقافية وتراثية يخالف القانون الدولي، والادعاء بأن التصفية كانت عملية مركزة الهدف منها منع قتل الأميركيين لم يتم تدعيمه حتى الآن ببينات حقيقية، وليس من الواضح الى أي درجة استعدت الادارة الأميركية لسيناريوهات التصعيد التي يمكن أن تحدث في اعقاب تصفية سليماني.
اعتبارات جديدة
اسرائيل في هذه الاثناء توجد خارج اللعبة. وفي الجيش تم اتخاذ بمزيد من الامن عدة خطوات بحجم محدود، لزيادة الاستعداد الدفاع في الشمال وفي الجنوب. الانطباع هو أن الايرانيين عمليا يركزون على القواعد العسكرية الأميركية وليس على اسرائيل. مصدر رفيع سابق في حرس الثورة الايراني، اقتبس وهو يهدد بالهجوم على حيفا، لكن الحديث يدور عن شخص لا يشغل منذ سنوات أي منصب رسمي. في الاسابيع التي سبقت اغتيال سليماني أكثرت شخصيات اسرائيلية رفيعة من التطرق لاحتمالية تعاظم المواجهة العسكرية مع ايران في سورية والعراق. والآن يمكن لاعتبارات اخرى أن تدخل الى المعادلة. في قمة الهرم السياسي والامني سيضطرون الى فحص اذا كان هجوم آخر لمنع تهريب السلاح لحزب الله أو احباط تمركز عسكري ايراني في سوريا، يبرر صب الزيت على النار الاقليمية في الوقت الحالي.
الاحد، اعلنت طهران بأنها لم تعد تعتبر نفسها ملتزمة بالاتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه في العام 2015. وهذا رد ايراني آخر على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق وعلى فرض العقوبات الشديدة من قبل ادارة ترامب. الايرانيون يقولون بأنهم سيخصبون اليورانيوم بالكمية المطلوبة لهم، لكنهم لا يعطون تفاصيل عما يدور الحديث بالضبط.
قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي في أيار 2018 يبدو بأثر رجعي خطوة هزت الساحة الاقليمية وأدت بشكل غير مباشر الى سلسلة الاحداث الحالية. الاتفاق مهما كانت الثغرات التي توجد فيه، حافظ على الاقل على اطار فرض على الطرفين قواعد سلوك ملزمة. والآن اصبح كل شيء مفتوح – حتى لو كان الايرانيون يجب عليهم أن يأخذوا في الحسبان بأن ترامب يستطيع، في الحالات القصوى، فحص القيام بعمليات ضد المنشآت النووية.