عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Sep-2019

النزاعات طويلة الأمد والمناخ وتفشي الأمراض النفسية والمعلومات المُضللة عبر شبكة الإنترنت

 

نيويورك - الدستور - النزاعات طويلة الأمد، وتفاقم أزمة المناخ، وتفشي حالات الأمراض النفسية، بالإضافة إلى المعلومات المُضللة عبر الإنترنت، هي بعض الأخطار المستجدة والأكثر تهديداً للأطفال، كما ورد في رسالة مفتوحة لليونيسف صدرت اليوم عن المديرة التنفيذيّة للمنظمة، هنرييتا فور.
بالإضافة إلى ما يواجه الشباب حاليّاً من تهديدات مثل صعوبة حصولهم على التعليم والفقر والتمييز وانعدام المساواة، تحذر هذه الرسالة من التهديدات المستجدة التي تهدد حقوق الطفل، وتحدّد المسار لتكثيف جهود مواجهة هذه التهديدات. تصدر هذه الرسالة ضمن إحياء الذكرى السنوية الثلاثين لتوقيع اتفاقية حقوق الطفل - وهي معاهدة حقوق الإنسان التي صادق عليها أكبر عدد من دول العالم أجمع.
هذا وجاء في رسالة المديرة التنفيذية: «يواجه جيلكم، يا أطفال اليوم، مجموعة جديدة من التحدّيات والتحوّلات العالميّة التي لم تكن في حسبان أهاليكم». وأضافت: «يتغير المناخ بدرجة يصعب إدراكها ويتعمق انعدام المساواة، وتحوّل التكنولوجيا طريقة استيعابنا للعالم، كما تزداد أعداد العائلات المهاجرة أكثر من أي وقت مضى. لقد تغيرت الطفولة، وعلينا أن نواكب هذا التغيير».
 توضح الرسالة اشتداد ثمانية تحدّيات تواجه أطفال العالم: النزاعات طويلة الأمد والتلوث وأزمة المناخ وتراجع الصحة النفسية والهجرة الجماعية والتحركات السكانية والحرمان من الحصول على الجنسية والمهارات المستقبلية التي تتلاءم مع وظائف المستقبل وحقوق الاحتفاظ بالبيانات والخصوصية على شبكة الإنترنت والتضليل عبر شبكة الإنترنت.
 فيما يتعلق بالنزاعات، تشير الرسالة إلى أنّ عدد البلدان التي تواجه نزاعًا هو الأعلى منذ اعتماد اتفاقية حقوق الطفل في عام 1989، حيث يعيش واحد من كلّ أربعة أطفال في بلد متأثر بالنزاعات العنيفة أو الكوارث.
وفيما يتعلق بالتغيرات المناخيّة، تحذر الرسالة من أنّ الأطفال باتوا مضطّرين إلى مواجهة الدمار المتفشي الذي يصيب كوكبنا وأزمة المناخ العالمية التي بمقدورها تقويض معظم المكاسب التي تحققت على مدى السنوات الثلاثين الماضية لبقاء ونمو الطفل. تزايد التغيرات القاسية في أنماط الطقس وتلوّث الهواء وطول فترات الجفاف والفيضانات المفاجئة هي كلها جزء من هذه الأزمة، وتؤثر خصوصاً على الأطفال الأشد فقراً والأكثر هشاشة.
 تعمل اليونيسف على تخفيف آثار أزمة المناخ في بلدان مختلفة حول العالم. على سبيل المثال، بادرت اليونيسف إلى تطبيق تكنولوجيا جديدة في دولة إثيوبيا لرسم خرائط عن المياه الجوفية، وتقوم بتطوير حلول للمجتمعات التي تعاني من شح المياه المزمن. في دولة ملاوي، طوّرت اليونيسف نظامًا مستداماً وصديقًا للبيئة يستخدم الطاقة الشمسية لتحسين حصول المجتمعات على المياه النظيفة. مع ذلك، يجب القيام بالمزيد لإبطاء تغير المناخ بشكل كامل.
  وتضيف المديرة التنفيذية: «يتوجب على الحكومات والشركات أن تعمل يداً بيد لتقليل استهلاك الوقود الأحفوري، وتطوير أنظمة زراعية وصناعية وأنظمة نقل أنظف، والاستثمار في توسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة».
 تعرب الرسالة أيضًا عن القلق من أنّ غالبية الأطفال سوف يكونون مواطنين في بيئة رقمية مشبّعة بمعلومات مضللة تصلهم عبر شبكة الإنترنت. على سبيل المثال، تستخدم التكنولوجيا التي يُطلق عليها اسم «التزييف العميق» تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء تزييف مُقنع وبطريقة سهلة نسبيّاً للمحتوى الرقمي الصوتي والمرئي. وتحذّر الرسالة من أنّ بيئة شبكة الإنترنت، التي يمكن أن يصبح تمييز الحقيقة فيها عن الخيال غير ممكن، بمقدورها إضعاف الثقة في المؤسسات ومصادر المعلومات كُليًّا، وقد ثبت أنها تشوه النقاش الديمقراطي ونوايا الناخبين، وتزرع الشكوك حول المجموعات العرقية أو الدينية أو الاجتماعية الأخرى.
تحذّر الرسالة من أنّ المعلومات المضللة عبر شبكة الإنترنت، تترك الأطفال عرضة للاستدراج والاستغلال وغيرها من أشكال الانتهاك مثل تشويه النقاش الديمقراطي، وقد يصل الأمر في بعض المجتمعات إلى تحفيز عودة أمراض قاتلة بسبب انعدام الثقة في اللقاحات نتيجة ما تغذيه المعلومات الخاطئة عبر شبكة الإنترنت - والتي قد يكون من نتائجها نشوء جيل كامل من المواطنين الذين لا يثقون في أي شيء. للاستجابة ومواجهة هذا التحدي، قامت اليونيسف بتجريب برامج التثقيف الإعلامية، مثل برنامج مراسلون شباب في دولة مونتينيغرو، والذي يهدف إلى تعليم الشباب كيفية اكتشاف المعلومات الخاطئة عبر شبكة الإنترنت، وكيفية التحقق من المحتوى، وفهم أدوار وتقنيات الصحافة المسؤولة.
وجاء في الرسالة: « لم يعد بمقدورنا بعد اليوم الركون للاعتقاد السّاذج بأنّ الحقيقة قادرة بذاتها على التغلّب على الزّيف في العصر الرقمي. ولذلك، يتعين علينا كمجتمعات، أن نبني القدرة على المناعة أمام طوفان الزيف اليومي على شبكة الإنترنت». وتضيف: «يجب أن نبدأ بتزويد الشباب بالقدرة على تمييز مَن الذين يمكنهم الثقة بهم وما الذي يمكنهم الوثوق به، لكي يصبحوا مواطنين فاعلين ومنخرطين في المواطنة».
 وفيما يتعلق بالصحة النفسية، تحذّر الرسالة من ازدياد انتشار المرض النفسي بين اليافعين، منذ اعتماد اتفاقية حقوق الطفل وبات الاكتئاب من بين الأسباب الرئيسية للإعاقة لدى الشباب. تحثُّ الرسالة على إعطاء الأولوية للدعم والوقاية والعلاج وإعادة التأهيل المناسبة للأطفال والشباب المتأثرين بمشاكل الصحة النفسية، وتُواجه الوصم بالعار للمصابين بالأمراض النفسية، لكي يتمكنوا من الوصول للعلاج وتحصيل الدعم.
أخيرًا، تشير الرسالة بأن الأطفال والشباب في جميع أنحاء العالم قد أنشأوا حركات تبحث عن حلول للتغلب على التحديات التي تواجههم وتواجه أقرانهم، وتدعو قادة العالم إلى الحَذوِ حذوهم.
 تختم الرسالة: «يأخذ أطفال وشباب العالم اليوم زمام المبادرة في المطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة ويمكنون أنفسهم من معرفة العالم حولهم وصياغة شكله. أيها الأطفال، أنتم من يتّخذ موقفاً الآن، ونحن نستمع إليكم».