عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Jan-2020

الليكود مدع للديمقراطية

 

هآرتس
 
بقلم: أسرة التحرير
 
الليكود يدعي الديمقراطية، ولكن فقط شريطة أن تكون له أغلبية. وعندما تكون الاعداد ضدهم، فيفعل أعضاء الليكود كل ما في وسعهم كي يمنعوا قرار الأغلبية من خلال ممارسة الضغوط والتحريض ضد المحافل التي تقف في طريقهم، بل، بواسطة التماسات إلى محكمة العدل العليا.
عشية الانتخابات الثالثة، وبلا ذرة من خجل، رسمية أو مسؤولية وطنية، طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحصانة في وجه تقديمه إلى المحاكمة في ملفات الفساد التي يتهم بها. من اعتقد بان هكذا حدد نتنياهو المستوى الجماهير الأدنى الذي لا يمكن النزول بعده، اكتشف أنه أخطأ. فنتنياهو وان كان طلب الحصانة، ولكن ليس انطلاقا من نية السماح بمناقشة حصانته قبل أن تكون الأغلبية في التصويت مضمونة له. وبالفعل، منذ رفع الطلب، لا يتردد نتنياهو والمقربون منه في استخدام كل الوسائل كي يمنع المناقشات في حصانته: ابتداء من هجمة التحريض وحملة نزع الشرعية ضد المستشار القانوني للكنيست ايال يانون، والتي كانت ذروتها في التماس الى محكمة العدل العليا بطلب شطب الفتوى التي اصدرها، بدعوى انه يوجد في حالة من تضارب المصالح وانتهاء بالانقضاض بلا كوابح على واحد منهم، رئيس الكنيست يولي أدلشتاين.
يوم الاحد الماضي فعل ادلشتاين الأمر اللازم وأمر بانعقاد الكنيست بكامل هيئتها لاقرار تشكيل لجنة الكنيست. وقد عمل ادلشتاين خلافا لارادته، واضطراريا لانعدام المفر إذ رفعت اليه فتوى من المستشار القانوني للكنيست جاء فيها ان من حق الكنيست أن تبحث في طلب الحصانة قبل الانتخابات. وقال: رغم اني اختلف مع موقف المستشار القانوني للكنيست، اعتقد انه من أجل الحفاظ على الثقة بمؤسسة رئيس الكنيست هناك أهمية لقبولها”.
غير أنه بعمله وفقا للقانون شق ادلشتاين عمليا الطريق الى البحث في طلب الحصانة الذي رفعه نتنياهو، قبل الانتخابات، وذلك كما اسلفنا بخلاف ارادة الزعيم. ومع أن
ادلشتاين استجاب فقط لطلب تقدم به 25 نائبا بعقد الكنيست بكامل هيئتها في بحث خاص في اثناء الاجازة، لكن من ناحية نتنياهو ورجاله في الليكود، فان عدم استعداد ادلشتاين بان يمنع بجسده المناقشات في الحصانة – حتى بثمن الصدام مع جهاز القضاء وخيانة وظيفته الرسمية – هو فعل خيانة لسيده ولمن بعث به. أما كيف يعالج الليكود من يعتبرون خونة لا حاجة لان نذكر الجمهور الاسرائيلي. فبقرار واحد اصبح ادلشتاين المطلوب رقم واحد في بنك اهداف الليكود. في لحظة واحدة تدهور رئيس السلطة التشريعية، رقم اثنين في الليكود، الى مكانة عميل اليسار ومقتلع اسرائيل.
خير فعل أدلشتاين إذ سمح بتشكيل اللجنة التي ستبحث في حصانة رئيس الوزراء. ينبغي أن تقتلع من الجذور ثقافة الجريمة التي استشرت في الليكود بروح القائد المتهم بالجنائي.