عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Aug-2019

لا تحصین ولا ”هجرة طوعیة“.. بل تسویة سیاسیة - آفي دبوش
ھآرتس
 
إحدى الصیغ الساحرة التي انتقلت من ھامش الیمین الى تیاره العام ھي ”الھجرة الطوعیة“ لسكان
قطاع غزة. ومن خطة خیالیة لموشیھ فایغلین الذین قال إن كل ما ھو مطلوب ھو فتح الابواب وكل
شيء سیتدبر، الى أن تحولت ھذا الاسبوع الى خطة سیاسیة شبھ رسمیة. رئیسة حزب یمینا، اییلت شكید، قفزت على العربة ولم تؤید فقط الخطة، بل قالت إنھ في السنوات الاخیرة حاولت الدفع
نحوھا.
بدون أي صلة، سمعنا في الشھر الماضي عن خطة تحصین رائعة لسدروت وبلدات غلاف غزة،
وضمن امور اخرى، تم تسریب خطة للجیش لبناء سور (اضافي للجدار الامني) على الفور، من ید
مردخاي وحتى ناحل عوز من اجل منع التسلل. اضافة الى ذلك تم الابلاغ عن خطة نشر شبكات
تمویھ فوق المستوطنات للتشویش على اطلاق القذائف المضادة للدبابات. كل من یعیش في المنطقة یشاھد البطاریة التي بنیت على الشارع الغربي في سدروت، في المنطقة التي قتل فیھا موشیھ فیدر في أیار الماضي.
اذا اعتقدتم أنھ لا توجد علاقة اعیدوا التفكیر. الفشل المتواصل في القطاع الغزي یولد خطط
مرفوضة تكلفنا الملیارات ولا تجلب أي نتائج. ھجرة طوعیة؟ ھذا صحیح. أنتم تعرفون كم ھي قدیمة ھذه الفكرة؟ في 1968 بدؤوا بالدفع نحوھا والبؤرة كانت، للدھشة، قطاع غزة. الفكرة كانت تشجیع الھجرة من القطاع الى الضفة الغربیة ومن ھناك الى الدول العربیة. رئیس الحكومة في حینھ لیفي اشكول كان مشاركا في ھذه المبادرة ولكن القادة العسكریین عادوا ببشرى واحدة وھي:
لقد فشلنا.
لیس واضحا ما الذي یجب علینا أن نأملھ عندما نسمع جھات سیاسیة ووزیرة رفیعة المستوى ھي
عضوة في الكابنت، یطرحون خطط للھجرة الطوعیة. اذا فشلنا فستكون ھذه حلقة اخرى في
السلسلة غیر الفاخرة لمحاولات فاشلة من اجل تشكیل وجھ الشرق الاوسط بالقوة. واذا نجحنا فان
الامر سیكون أكثر سوءا. تعالوا نتخیل من ھم الاشخاص الذین یریدون وسیتمكنون من الھجرة.
على فرض أن اسرائیل وحماس لن تضعا أي عوائق، فان ھذه الھجرة ستخلي غزة من أبنائھا
وبناتھا الأكثر تأھیلا. ومن یعتقد أن مجتمع محطم وضعیف في غزة ھو مصلحة اسرائیلیة، یجب
علیھ اعادة النظر في الامر. ومثلما أن الفقر والجوع الشدید في غزة الآن ھما ارض خصبة لنمو
الیأس والكراھیة والتطرف والعنف الداخلي والخارجي ضدنا، ھكذا ایضا كسر القیادة المدنیة
واضعاف الموارد الاجتماعیة.
الى حین فشل الھجرة الطوعیة، والاسوأ من ذلك نجاحھا، فان كل ما تبقى ھو المزید من التحصین.
ومن یرید أن یعرف عن مختصر تاریخ التحصین في سدروت وفي غلاف غزة یجب علیھ القدوم
لیشاھد. ھذا بدأ في الغرف الآمنة واستمر بتحصین انابیب الاسمنت الموضوعة تحت كل شجرة
وبناء الاسوار ومكعبات الاسمنت التي بنیت فوق ریاض الاطفال وعائق تحت الارض مكلف جدا
وتحسین الجدار الامني وبطاریات من التراب والاشجار على خطوط سكة الحدید. والآن یوجد كما
قلنا خطط لسور ضد الاختراقات وشبكات تمویھ. الخطوة القادمة ھي وضع رجل حراسة لكل طفل
في سدروت أو نقل السكان الى مساكن تحت الارض.
منذ الأزل كان یوجد حل انساني واحد قابل للحیاة للحرب: تسویة سیاسیة. دولة اسرائیل مع السایبر
وجوائز نوبل والجیش الاقوى في الشرق الاوسط والتفاخر بـ ”أبنائنا“ لا یمكنھا خلق مبادرة كھذه
وھي تتخبط أمام منظمة شبھ عسكریة غیر قویة. لیس تحصین لكل عامل ولا خطط لھجرة جماعیة
”ستھزم ھذه الحرب“. ھذا سیحدث فقط ببناء عملیة سیاسیة بمساعدة الامم المتحدة ومصر ومحور
الدول العربیة المعتدلة. عملیة ستعزز المجتمع المدني في غزة ولیس العكس، تعید السلطة الفلسطینیة الى المعابر والسیطرة في القطاع ولا تعزز من یقومون بمحاربتنا بطرق عنیفة، عملیة
تعید الجیش الى وظیفتھ وھي الدفاع عن المستوطنات ولیس استفزاز قواتنا في حرب استنزاف لا
یوجد ھدف لھا.
یا رئیس حكومتنا، بنیامین نتنیاھو، نحن نتنازل عن التحصین والتمویھ وعن محاولة ھندسة المجتمع في غزة. نحن ننتظر خطوات حقیقیة، خطوات ابداعیة وشجاعة تجلب الھدوء الحقیقي لسنوات طویلة. العقد الاخیر اثبت أنھ لست أنت الرجل الذي سیدفع قدما بھذه الخطوات. حررنا واسمح لآخرین جیدین بأن یجربوا.