عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Mar-2020

كتاب وفنانون يؤكدون أهمية التعاون لمواجهة كورونا

 

عمان - دعا كتاب وفنانون إلى ضرورة التعاون بروح المسؤولية الوطنية وتعزيز التكافل والتلاحم الوطني وأهمية الارتقاء بالوعي الجمعي لمواجهة فيروس كورونا.
 
وقال الأديب هاشم غرايبة، إن الحياة أجمل من أن نهبها للمرض، وإن الالتزام بتعليمات وزارة الصحة يعطينا الوقت لنعرف أكثر كيف نعيش حياتنا بشكل أفضل وأن نفهم كوكبنا ومَن عليه ونحبهم أكثر. وبلغته الأدبية تابع غرايبة «جاء طوفان نوح، وكانَ شبابُ المدينةْ يلجمونَ جوادَ المياه الجَمُوحْ، ويستبقونَ الزمنْ، إن الحياة لن تتوانى عن إقحامنا مرة بعد مرة، في جولة إثر جولة من جولات: الإثارة والتعود، اليقظة والكسل، الشك واليقين، الصحة والمرض، وتبقى الحياة أجمل من أن نهبها سهوا لكورونا «.
 
وأضاف «لعل المحاولة الحمقاء لترويض الكائنات خطيئة يدفع ثمنها التعالي البشري باستمرار، لكن الشيء الوحيد القادر على إنقاذ البشرية هو التعاون، لنجعل من هذه الجائحة فرصة لنعرف كيف نعيش حياتنا بشكل أفضل، وأن نفهم كوكبنا وتوازناته ونحبه أكثر».
 
وقال وزير الثقافة الأسبق الأديب الدكتور صلاح جرار «إذا كان مجتمعنا لسنوات طويلة يتجنب بكل الوسائل التعبير الحقيقي عن المساواة بين الناس، فيجعلهم طبقات يتمايز بعضها عن بعض، فإن وباء الكورونا يفرض علينا أن نتساوى عندما ننحني أمام متطلباته.
 
ودعا جرار إلى الحذر واجتناب التجمعات وكل ما يمكن أن ينقل العدوى، لافتا إلى أن السلوك الحضاري والثقافي يتطلب من كل واحد منا أن يحرص على سلامة الآخرين ومصلحة المجتمع؛ ما يستدعي الالتزام بكل التوجيهات الرسمية للتغلب على هذا التحدي الخطير. وأكد أن الوعي الاجتماعي لا بد أن ينعكس على صور التعامل مع هذه الحالة وعلى النتائج التي ستؤول إليها الأمور.
 
وقالت الأديبة سميحة خريس: «الإنسانية كلها في اختبار واحد، أمام تحد حقيقي، تكاتفنا وأخذنا الأمر على محمل الجد والمسؤولية يعني نضجنا، لا بأس أن نضحك في وجه المجهول ونسخر، ولكننا في الأساس يجب أن نتخذ من الحيطة والحذر ما هو جدير بفهمنا لمعنى الحياة وقيمتها، ولأهمية الصحة التي دونها لن يكون لنا بناء أوطاننا». ودعت إلى عدم الاستهانة بالإجراءات الوقائية معتقدين أننا بعيدون عن مرمى الخطر. وقالت «المحنة تقربنا ولو كانت بيننا مسافة، وتعلمنا وإن انعزل كل واحد منا بانتظار زوال الغمة».
 
وقالت الأديبة والإعلامية ليلى الأطرش، إن دور المثقف في أزمات الوباء لا يختلف عن دور أي إنسان واع لمسؤوليته عن شخصه وعائلته ومحيطه، وعن الدور الاجتماعي لأي مواطن عارف بخطورة الوضع، بعدم التهاون في أخذه بجدية بالغة ليكون قدوة بمسلكه. وأضافت الأطرش «لا أعتقد أن على المثقف في خضم الأزمة أن يأخذ دور الموجه أو المسؤول التنفيذي أو الطبيب، أو صاحب القرار فهؤلاء مسؤولون عن إدارة الأزمة، وتطبيق القوانين التي يفرضها تطور الأوضاع». تابعت:» هنا يصبح دور الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وسيلة المعرفة وتتبع الأخبار والتحذيرات للمثقف والمجتمع ككل».
 
وقال عميد كلية الآداب والفنون في جامعة فيلادلفيا الناقد الدكتور محمد عبيد الله، إنه يمكن للثقافة أن تقدم مساندة روحية ونفسية في هذه المرحلة، ويمكن للمثقفين القيام بدور تنويري وإرشادي هام في هذه المرحلة العصيبة التي أصابت الحياة البشرية كلها، من خلال التركيز على القيم الإنسانية الإيجابية التي تشمل التضامن والتعاون والتكاتف، والابتعاد عن أجواء الإشاعة والتشفي، والتنمر والإساءة المجانية للمصابين،فالعالم كله مصاب، والكل مهدد بالعدوى. ودعا المبدعين والكتاب والفنانين إلى الدفاع عن الإنسان وعن الحياة الإنسانية من خلال إبداعاتهم وأعمالهم التي تستوحي بعض تفاصيل هذه الجائحة العالمية، عبر أعمال مستوحاة من الحقائق والأخيلة العلمية، وعبر تحويل التحديات إلى فرص، فالأعمال الإبداعية والفنية الأصيلة يمكن لها أن تخلد مواجهة البشرية لهذه المصيبة المزلزلة والاستفادة منها مستقبلا. وأكد أن الثقافة تعني حماية الإنسان وصيانة وعيه ووجدانه، وهي تلتقي مع اهتمام الطب والجهات الصحية التي لا تغفل هذه الجوانب، مشددا على ضرورة أن نساند أولئك الذين يحاولون حمايتنا وأن نلتزم بتوجيهاتهم وأن نسهم في التقليل من الآثار النفسية والوجدانية المؤلمة التي يتأثر بها الجميع دون استثناء. ودعا الفنان زهير النوباني الجميع إلى الالتزام بوسائل الوقاية المطلوبة والتقيد بالتعليمات الرسمية بهذا الخصوص والتعاون التام بين المواطنين، والتعاون والتضامن بين القطاعين الرسمي والخاص للتغلب على هذه الأزمة الطارئة، معربا عن أمله بأن الأردن سيخرج من هذه الازمة أكثر قوة ومنعة.
 
ودعا رئيس جمعية النقاد الأردنيين الناقد الدكتور زياد أبو لبن جميع المواطنين إلى «الارتقاء لمستوى المسؤولية الوطنية والوعي العميق، بما يحيط بنا من وباء يهدد حياتنا في كل لحظة، وأن نتثبّت من مصادر المعلومة والخبر، كي ننتصر على الإشاعات التي تفتّ من عزيمتنا في الحياة، وأن تكون ثقتنا بأنفسنا قبل أن تكون في الآخرين، وأن نقدم المصلحة العامة على مصلحتنا الفردية، ونتكاتف معا من أجل حياة فضلى».
 
ودعت الفنانة قمر الصفدي إلى عدم الالتفات إلى الإشاعات والالتزام بما يصدر عن الجهات الرسمية المختصة، وإلى السلوك الحضاري والمدروس والعلمي في مواجهة هذا الظرف الذي يتطلب من الجميع التحلي بروح المسؤولية الوطنية.
 
وأكدت الفنانة والكاتبة سميرة خوري ثقتها بالمؤسسات الرسمية المعنية، وأبناء الشعب الواعي لمواجهة هذا الوباء. وقالت «إننا في الاأدن نحظى بقامات وكوادر لديها من القدرة والمعرفة والالتزام ما يكفي لمكافحة الخطر، إنْ كان من أصحاب القرار أو من أبناء الشعب الذي يعرف كيف يتحمل مسؤولياته بجدارة. ودعت إلى أن تكون هذه الفترة التي تتطلب أن يعزل المواطن نفسه ولا يخرج من بيته إلا للضرورة، بمثابة مرحلة للتأمل ونشر المحبة والتكافل والعطاء بين أبناء المجتمع الواحد. (بترا – مجدي التل)