عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Aug-2019

حكاية الأسد «ماكس» وشقيقته «منى» في محمية المأوى بجرش

 

جرش –الدستور - حسني العتوم - يعيش الاسد «ماكس» مع شقيقته اللبوءة «منى» وهو المسؤول عنها في محمية المأوى غرب جرش نحو 7 كم في اطار مسيجة تشكل منطقة نفوذ له، وقد التقطت زمليتنا رجاء الشبلي هذه الصورة لماكس وهو يجلس في مكانه المفضل لديه على صخرة عالية تشكل اعلى نقطة في منطقة نفوذه بالمسيجة.
وتمثل ممارسات هذا الحيوان المفترس الذي عاش قصة مختلفة ـ سنأتي اليها بعد قليل ـ نوعا من سلوكه الذي تعود عليه، فهو القوي الذي لا تنازعه حيوانات الغابة قوته وهيبته والسيطرة المطلقة على منطقته والدفاع عن اللبوءات التي تعيش معه، وهو بهذه الصورة يقوم بعمله اليومي الذي اعتاد عليه في المراقبة والحماية بعد ان تناول وجبة دسمة من اللحوم واخذ حاجته من الماء.
ولماكس قصة تعود الى ما قبل عام 2014 بحسب مدير المحمية الاستاذ مصطفى خريسات حيث كان يعيش في حديقة يملكها رجل في قطاع غزة ، وكان صاحبه يصطحبه وهو شبل صغير الى الشاطئ ويلتقط  الزوار معه الصور التذكارية مقابل المال.
ولأن الشبل ماكس لن يبقى شبلا صغيرا مدللا وانما يكبر وتكبر معه قوته وغرائزه وفطرته لينطلق بعدها ليمارس حياته الطبيعية كما فطره الله سبحانه وتعالى عليها، الامر الذي لم تعد السيطرة والتربية على هذا النحو ممكنه من قبل صاحبه فتم استقدامه الى الاردن ليعيش في مناخه الطبيعي في هذه المحمية الطبيعية الى جوار مسيجات اخرى تشتمل على انواع من الحيوانات المفترسة الاخرى.
ويعد ماكس نفسه المسؤول عن شقيقته اللبوءة منى فهو الذي يرعاها ويهتم بها ويدافع عنها فهي الاخت المدللة في حماه في هذه المسيجة عبر غابة من اشجار البلوط والقيقب واحيانا الصنوبريات، وهو في جلسته تلك على تلك الصخرة مسترخيا الا ان هذه الاجواء لا تجعل عينيه تغيبان عن مناطق نفوذه ومتابعة شقيقته منى.
وهنا يشير مدير المحمية الاستاذ مصطفى خريسات الى اتباع عدد من الوسائل التي يهتم فيها فريق العمل في المحمية لاشباع غرائز الحيوان كأن يضعوا انواعا من الاعشاب والبهارات العطرية في عدد من مواقع المسيجات لتقوم الحيوانات بمتابعتها والبعث عنها بواسطة الشم، مشيرا الى ان لكل حيوان اسم وسيرة ذاتيه تخصه.
وقال ليس لدينا مدربون لهذه الحيوانات، ولكن فريق العمل حين يقوم بتقديم الوجبات تتكون المعرفة لدى الحيوانات بهذا الامر او حين المناداة عليها باسمائها فتعرف ان عليها ان تتوجه الى مهجعها لتناول الطعام او للعلاج.
اما عن سلوك هذه الحيوانات لدى قدوم الزوار فهي طبيعية باستثناء الحالات التي يستفز فيها بعض الزوار هذه الحيوانات بطريقة او باخرى، عندها نضطر الى ابعاد الزوار عن الموقع، مؤكدا ان المسيجات محصنة ومحكمة بحيث لا تستطيع الحيوانات المفترسة الخروج منها.
ويبقى مشهد ماكس لافتا وهو يتكئ على يده في لحظات تاملية ربما لا ندرك كنه او آلية او طريقة تفكيرها الا انها لحظات تمتزج فيها القوة والهيبة وصوت زئير الاسد المرعب في آن معا؛ ليجسد امامك معنى جميلا من معاني الحياة وخلقا من خلق الله سبحانه تعالى.