عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Dec-2019

الضجيج آخر ألاعيب نتنياهو

 

هآرتس
 
بقلم: أسرة التحرير 
 
يومان على حل الكنيست ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يدير رأس الجمهور الاسرائيلي لاقتراحاته العابثة، بالاتهامات التي يلقى بها في كل صوب وبحكايات عن اوقات طوارئ أمنية استثنائية من جهة وفرص سياسية لمرة واحدة من جهة اخرى. في لحظة يروج نتنياهو لحكومة وحدة، وبعد لحظة من ذلك يدعو الى اجراء انتخابات مباشرة لرئاسة الوزراء كل هذا رغم حقيقة أن محافل قانونية أوضحت بأن هناك صعوبة قانونية في تغيير مواد في القانون الاساس: الحكومة من جانب كنيست حلت منذ الآن.
نتنياهو غير قادر على أن يتحمل المسؤولية عن الطريق المسدود الذي دفع اليه دولة اسرائيل بسلوكه الفاسد ظاهرا وبإصراره عديم الكوابح لمواصلة التمسك بكرسيه بكل ثمن. رئيس الوزراء يفضل ان يلقي اللائمة في أنه لا توجد حكومة على حزب أزرق أبيض؛ كل هذا في ظل التجاهل الفظ لحقيقة أن رئيس أزرق أبيض بيني غانتس، ورفاقه في القيادة وعدوا الناخبين الا ينضموا الى حكومة برئاسة متهم بالجنائي. نتنياهو يواصل نثر الاكاذيب – “في الاسابيع الاخيرة قطعت شوطا طويلا، لم اوفر أي جهد كي اشكل حكومة وحدة وأمنع انتخابات زائدة” – كل هدفها السماح له أن يكون الاول في التناوب وضم كل تجمع اليمين الى الحكومة.
يتصرف نتنياهو كمن لم يعد يتمكن من التمييز بينه وبين الدولة وبين مصيره ومصيرها. على حد قوله، فإنه أشرك بسخائه الجم رؤساء أزرق أبيض في “مادة استخبارية وسياسية حساسة جدا”، وكأن اطلاع المعارضة على وضع الامة هو بادرة طيبة سخية في المفاوضات الائتلافية. يتبجح نتنياهو بأنه تحدث مع الرئيس الاميركي عن “فرص تاريخية” وفي أنه بحث مع وزير الخارجية مايك بومبيو، عن ضم غور الاردن وبعد ذلك ينشر نفي عن مساعد بومبيو لشؤون الشرق الاوسط، ديفيد شينكر “يمكنني ان اقول لك انه لم تكن خطة ضم، كاملة او جزئية لأي من الضفة الغربية، عرضتها اسرائيل على الولايات المتحدة في هذا اللقاء. فالموقف على مدى سنين طوال بالنسبة للولايات المتحدة هو ان كل قرار نهائي بشأن المناطق سيتقرر بين الطرفين”.
يخيل أكثر من أي شيء آخر بأن الارانب في القبعة المثقوبة “للساحر” نتنياهو أخذت في النفاد، ولم تتبق سوى احابيل عليلة، تأتي لتكون ضجيج خلفية، قد تنسي الجمهور حقيقة انه يقف على رأس حكومة اسرائيل شخص يتهم بالجنائي في ثلاثة ملفات مختلفة. من الافضل انه بدلا من مواصلة بذل الطاقة في طرق جديدة لنثر الرمال في عيون الجمهور أن يبدأ نتنياهو في الاستعداد لاعتزاله في الساحة السياسية – في صالح دولة اسرائيل أساسا، ولكن أيضا من أجل انقاذ القليل مما تبقى له من كرامة