عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-May-2024

الأبوة والأمومة مثل البستنة
سوشيال ميديا
 
طروب العارف
 
 هو عنوان غريب بالتأكيد... فبينما تربية الأطفال وظيفة صعبة ومعقدة لا يوجد تدريب فيها ولا اختبار تأهيل للاجتياز ولا أجر، فإن البستنة، أي زراعة النباتات بدافع التجميل للحدائق المنزلية ،هي هواية مريحة للأعصاب وللترويح عن النفس ويُبذِل فيها الكثير من المجهود البدني. 
 
وللشرح، ذكرت  اخصائية العلاج الفردي والعائلي والجماعي، الدكتورة  ساندرا وارتسكي أن علم البستنة يوصي باتباع 9 خطوات تتشابه إلى حد كبيرمع  ما يقوم به الآباء. 
 
 البستنة والتربية
 
1-توفيرالأساسيات
كما تحتاج النباتات للطعام والشمس ومكانا للنمو والعناية، يحتاج الأطفال إلى الطعام الصحي ومكان آمن للنمو كما يحتاجون لمعرفة أنهم محاطون بالحب والاهتمام. ولذا فإن الاهتمام بمثل هذه الأساسيات سيدعمهم ليتمتعوا بصحة جيدة ويشعروا بالأمان.

2- وضع خطة
مثلما تساعد معرفة المناطق المعتدلة في معرفة البذور التي قد تنمو بشكل أفضل، فإن معرفة نقاط القوة والضعف والأهداف الخاصة بنا يساعد في إعداد الأبوة والأمومة. وهنا، ينبغي استذكار تجارب المرء منذ الطفولة .وضع في اعتبارك ما أحببته وما لم يعجبك في طفولتك، ثم حدد ما ترغب في نقله وما ترغب أن تتغاضى عنه.
 
3- تقدير الاختلاف والتنوع
قد تبدو البذور متشابهة، لكن بالتأكيد كل شتلة لها مخطط فريد للنمو داخل نواتها وبالتالي فالزهرة الحساسة تحتاج إلى رعاية مختلفة عن أخرى قوية لكن الزهرتين لهما ميزات جميلة. 
هنا تنصح وارتسكي باحتضان التنوع والبحث عن وجه الجمال في كل طفل وأشارت أنه كما توفر رؤية الأشكال والأحجام والألوان العديدة للحديقة الناضجة إدراكًا متجددًا وأن الاختلاف يضيف إلى جمال الحديقة فإن أطفالنا (ناهيك عن الأزواج وزملاء العمل والأصدقاء) يدخلون حياتنا بنقاط قوة وضعف مختلفة.

4- التسامح مع عدم الاتقان
 
قد تبدو الحديقة غير متناسقة على الرغم من جهود المتابعة، مثل الأعشاب الضارة التي تنمو بها أو الشتلات التي لا تنبت وكلها تؤثر على مظهرها.  وهنا بالنسبة لأبنائك، لو لاحظت بعض الأمور التي لا توافق عليها مثل بعض السلوكيات مثل العدوان فلا داعي أن تأخذ هذا على محمل شخصي أو الهوس والندم، وبدلاً من ذلك  كن إيجابياً وحاول أن تلاحظ الأشياء التي تسير على ما يرام.
 كما أن هناك سلوكيات وعادات أخرى يمكن قبولها والتعامل معها مثل، الغضب الصباحي. وليتك تُظهِر لعائلتك بعض التسامح والتفهم. 
 
5- وضع الحدود
 
مثلما أن وضع حدود الحديقة أمر ضروري ، فإن وضع حدود واضحة للأطفال أمر بالغ الأهمية لحياتهم أيضًا. 
يوفر وجود مستوى معين من الوضوح والاتساق التنظيم في الحياة اليومية ومن المفضل إعداد روتين للأنشطة اليومية، مثل الواجبات المنزلية، ووقت النوم، والوجبات، بالإضافة إلى وسائل التواصل وروتين المكافأة .وخطط لإدارة السلوك الصعب .وهذه الهوامش يمكن أن توفر الأمن وتساعد الأطفال في النهاية على يتمكنوا من وضع حدود لعلاقاتهم وعملهم في المستقبل.
 
6- أهمية التشكيل
 
قد تحتاج الأشجار إلى تشكيل دوري لأنها تنمو منحرفة أو غير متوازنة وفي الوقت نفسه قد يحتاج الأطفال إلى التدريب والنصيحة. وبدلا من المحاضرات الطويلة، حاول التوجيه بصراحة وقل ما تعنيه بنبرة صوت هادئة ومحايدة مع الابتعاد عن طرح الأسئلة السلبية والغاضبة .
كما نصحت وارتسكي ان تُظهِر الاستحسان واستخدم كلمات مشجعة إذا تصرف طفلك بسلوك إيجابي لينظر إليك كمركز أمان وسند.

7- ابحث عن حلول 
 
وجود بعض الآفات في الحديقة أمر مزعج لكن لا داعي للذعر فهناك حلول واساليب جيدة للمكافحة وإيجاد الحلول ينطبق ايضاً على الأطفال. فهم قد يتسببون في بعض المشاكل بدون قصد .لذا فإشراكهم في حل هذه المشاكل قد يكون أمراً أساسياً ويتيح لك الاستماع والتعاطف والتشجيع واعلم أن مواجهة المشاكل بالدعم تُعد من سمات المرونة.
 
8- تقديم الدعم
 
تحتاج الشتلة دعم للبقاء في وضع مستقيم وكذا الأمر بالنسبة للآباء الذين يحتاجون لتقديم الدعم الخارجي لمساعدة الأطفال على النمو. وهنا بالإمكان الحصول على هذا الدعم من العائلة أو صديق له خبرة واعلم أن لا عيب في وجود المشاكل ويُنصح بالبحث عن الموارد التي تساعد في حلها والسيطرة على الوضع. 
 
9- إضافة بعض التغييرات
 
يساعد حرث التربة في الحديقة على نشر العناصر الغذائية وإعادة تنشيطها. وبالمثل، يُعتَبَر تغيير البيئة بين الحين والآخر أمرا ذا قيمة.
 تجديد الروتين وتجربة نشاط عائلي مختلف أو الذهاب في عطلة كل هذا بالتأكيد سيعزز من نشاط العائلة والأطفال|. 
 
في الختام، أكدت د ساندرا وارتسكي أن تربية الأطفال مليئة بالتحديات والمخاوف والأوقات المضطربة، ولكنها يمكن أن تكون أيضًا تجربة نمو رائعة للجميع. لن تضيع جهودنا معهم وسيكبرون ويحملون معهم التجارب والذكريات المتعلقة بالرعاية المقدمة خلال فترة وجودهم معنا. 
اهتمامنا سيدعم، بالتأكيد، نموهم الفردي والإيجابي.