عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Nov-2021

تكريم مستحق*د. أحمد يعقوب المجدوبة

 الراي 

عام مئوية الدولة–إضافة لكونه عام الوقوف على الإشكالات والتحديات التي تعترض المسيرة والتخطيط الدقيق للمئوية الثانية – هو عام الاحتفال والاحتفاء بالمنجزات؛ وهي كثيرة.
 
ولا يكتمل ذلك إلا إذا كُرِّم من لعب دوراً مهماً فيها؛ وهذا من باب العرفان، وتحفيز الناس على المزيد من البذل والعطاء؛ والتعزيز الإيجابي للجهد والعمل البناء.
 
من هذه الزاوية ننظر لقيام جلالة الملك، حفظه الله، في عدة مناسبات أقيمت على هامش الاحتفال بمئوية الدولة، بتكريم العديد من الأشخاص، الذين ساهموا في دفع عجلة التقدم في المملكة الغالية المتطلعة للأفضل دوماً.
 
نسعد لذلك، لأن معظم مواطنينا، على اختلاف مستويات مسؤولياتهم وتعدد القطاعات التي ينتمون إليها، محبّون لبلدهم معطاءون دون مقابل ويبذلون الغالي والرخيص في سبيل الدفاع عنه ورفع رايته؛ وكل يدفع بطريقته وحسب الإمكانات المتاحة.
 
وما كان الأردن ليكون على ما هو عليه اليوم لولا حكمة قيادته وانتماء شعبه.
 
فرحنا لكل من تم تكريمهم، ومن سيكرمون في مناسبات قادمة، لأن كلاّ منهم قدم بتفان وإخلاص؛ ولأن جهدَ كلٍ منهم يمثل لبنة من لبنات هذا الصرح الشامخ.
 
بيد أن فرحنا كان كبيراً بتكريم سمو الأمير الحسن؛ وكان له نكهة مختلفة، لأسباب عديدة منها:
 
أولاً، عطاء سمو الأمير كبير، كبير بكل ما في الكلمة من معنى: كبير لأنه امتد لسنوات وعقود طويلة، وكبير لأنه فاق ما قدم أو يقدم أي واحد منا، حجماً وزخماً وعمقاً وجودة وأثراً.
 
كل الإنجازات مهمة، لكنّ هنالك المهمّ والأهمّ منه والأهم. وأداء سموه يقع في الخانة الأخيرة.
 
ثانياً، ما قدمه سموه هو عمل مستمد من رؤية ناضجة صحيّة متكاملة الأركان نَحَتها بتركيز كبير سنة بعد سنة، فبقيت منسجمة مع ذاتها، لم تُغير ولم تُبدل، لأنها رؤية مرسومة بدقة. هي ليست أفعالاً مبعثرة هنا وهناك، بل إنّها كلّ متكامل، وإن أثر عليها الزمن فأثر من باب البلورة والتوسع والشمول.
 
ثالثاً، هي نتاج قلب كبير وعقل كبير. معروف أن سموه يتمتع بقدرات عقلية لافتة تجعل ما يقدمه مُتسماً بعمق الطرح ورصانة الفكر: إنه طرح العلماء وفكر الفلاسفة. لكنه طرح إنساني بامتياز وفكر يُعلي من شأن الأفراد والشرائح الأقل فرصاً أو التي هُضمت حقوقها أو صودرت، ويدعو إلى الإنصاف والعدل والتعاون لمصلحة الجميع، وطنياً وعربياً وإنسانياً؛ وهو طرح عابر للثقافات هدفه الحياة الأفضل للإنسانية جميعها.
 
ونحن اليوم وغداً وبعد غد بأمس الحاجة لمثل هذا الطرح الرصين الراقي، المستمد من فكر العائلة الهاشمية وأخلاقها وقيمها، وبالذات في عالم أخذ يزداد فيه - إقليمياً وعالمياً وعلى نحو لافت، مع الأسف - التحيز والتمييز والأنانية والظلم والعنف.
 
وبعد، نقول: محظوظون نحن بقيادة هاشمية حكيمة حليمة رفيعة الخلق تُقدر الإنجاز وتُكرّمه؛ وشعب شهم متميز مخلص لبلده وأمته جدير بأن يُقدّر ويُحترم.
 
ونقول أيضاً: إن أكثر الأفراد انتماء هم أكثرهم إيجابية وخدمة للوطن، بالقول الحسن، والفعل البناء. هم من يغرس ليأكل الآخرون، من يُفرِح الغير بحسن المعشر والأدب والأخلاق، والإيثار المُجسد في المسلك.