عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Apr-2024

مدينة خيام كبرى أقيمت في القدس

 الغد-هآرتس

بقلم: نير حسون   2/4/2024
 
شارع كابلان في القدس شاهد كل أنواع الاحتجاج في السنة الأخيرة، مظاهرات واعتصامات وإضراب عن الطعام وإشعال الإطارات والمواجهات مع رجال الشرطة ومواجهات عنيفة بين معارضي الحكومة ومؤيديها، لكن مدينة خيام كبرى هي أمر لم تشاهده القدس بعد. المظاهرة في يوم الأحد الماضي كانت الأكبر منذ بداية الحرب وقد شارك فيها عشرات آلاف الأشخاص.
 
 
بعد المظاهرة، أغلقت مجموعة من الشباب شوارع في القدس، ومجموعة أخرى وضعت الحواجز في شارع كابلان وملأت القسم الشمالي منه بمئات الخيام الصغيرة، كل الطريق من ميدان الكنيست إلى بنك إسرائيل. شخص قام بإحصاء 418 خيمة، هذا تقدير معقول. هذه الخيمة الكبيرة مقسمة إلى أقسام حسب حركات الاحتجاج -منطقة تم تخصيصها للدعوة إلى إعادة المخطوفين، منطقة لاحتجاج الهايتيك برئاسة موشيه ريدمان، منطقة لاحتجاج الشبيبة، بينهم كان أعضاء "إخوة في السلاح".
الحديث لا يدور عن تنظيم عفوي، بل عن عملية منظمة ومنسقة مع الشرطة، وهي يمكن أن تستمر حتى (اليوم). معظم الخيام جلبتها حركات الاحتجاج، لكن الكثير من المتظاهرين جلبوا خيامهم الخاصة. في الداخل تم وضع الفرشات وأكياس النوم. في المنطقة تم وضع مراحيض متنقلة، وخيمة لوجستية وعدة خيام للأكل وصنابير مياه للشرب. طابور قصير لمن يغسلون الأسنان تجمعوا قربها في الصباح. طابور أطول شوهد قرب الخيام التي قدمت القهوة والفطائر. في زاوية شوهد شخص يرتدي ملابس الصلاة، وفي أكمة قريبة تنظمت مجموعة لتأمل الصباح، وامرأة أخرجت الكلب للتنزه.
عند الساعة السادسة صباحا، خرج عدد من المحتجين لمظاهرة صاخبة قرب منزل آريه درعي، وعند التاسعة والنصف كان هناك شخص يمسك مكبر صوت وبدأت المظاهرة قرب الكنيست. "عزل الآن!"، هذا كان الشعار الرئيسي، لكن كان يمكن أن نسمع أيضا "بيبي والسنوار الشيء نفسه". وعندما حاول المتظاهرون اجتياز الحاجز الموجود أمام الكنيست تم صدهم بقوة من قبل رجال الشرطة.
في المكان تبلورت مبادرة احتجاج تلقائية. فتاة حاولت إدخال زهور إلى مكتب رئيس الحكومة يشمل 136 زهرة بلون برتقالي بمناسبة العملية التي اجتازها، إضافة إلى تهنئة كتب فيها "عائلات المخطوفين تتمنى لرئيس الحكومة الشفاء العاجل والتعافي والعودة إلى المهمة الأكثر أهمية وهي إعادة جميع المخطوفين". شخص آخر قام بوضع نصب على شرف عطلة أعضاء الكنيست، وضع فيه مناشف بحر طبع عليها صور كيبوتس بئيري المحروق.
هذا النجاح يوجد له الكثير من الآباء، لكن من حافظ على جدول الاحتجاج قرب الكنيست في الأشهر الأخيرة هو الأب الثاكل يعقوب غودو، الذي ابنه توم قتل في 7 أكتوبر في كيسوفيم. هو يعيش منذ خمسة أشهر في خيمة قرب ساحة الكنيست، بشكل عام إلى جانب عدد من الداعمين. لقد بقي هنا في الليالي الباردة جدا تحت وابل الشتائم غير المنتهية ليمينيين، وحتى محاولة إحراق الخيمة على يد أحد مؤيدي رئيس الحكومة. في كل هذه الأيام، حلم باليوم الذي سينضم فيه إليه الجمهور ويقومون بمحاصرة الكنيست إلى أن يتم إسقاط الحكومة. "أنا انتظرت الجمهور أن يأتي وقد جاء. لكن هذا استغرق وقتا، هذا غير مهم"، قال في خيمته في الوقت الذي أقيمت فيه الخيام في الخارج. ولكن في الوقت نفسه، اعترف غودو بأنه لم يتخيل مثل هذا اليوم. "في أعماقي توقعت أن هذا الجمهور سيحاصر أبواب الكنيست، هذا لم يحصل. مئات الخيام في الخارج هذا جيد، لكن هذا حدث بمصادقة من الشرطة. التنسيق مع الشرطة شوش كل شيء"، قال.
غودو قال إن ماكنة السم التابعة لنتنياهو نجحت في تخويف الجمهور وردع الاحتجاج: "المجتمع في إسرائيل يتعرض لهجوم من الحكومة ورئيس الحكومة. أنا أقدر أن أشخاصا كثيرين يوجدون في تشويش فظيع، لا يعرفون كيفية التصرف. هذا الهجوم للحكومة ينجح بالضبط".
دافيد اغمون، وهو من قدامى الاحتجاج ومن الذين أقاموا في تجمع الخيام الأصلي لعائلات القتلى، غير راض عن الحدث. حسب رأيه، الاعتصام كان يمثل تفويتا لفرصة "الوصول إلى الكنيست"، حسب رأيه. "نحن تجاوزنا مرحلة الخطابات. نحن بحاجة إلى غضب يجبر الكنيست على الانحلال"، قال. شريكه في الخيمة الذي ينام معظم الليالي منذ أربعة أشهر في خيمة أمام الكنيست هو روني غورين بن تسفي، الذي قتل شقيقه في حفلة "نوفا". "في 8 تشرين الأول (اكتوبر) حلمت والآن الحلم تحقق"، قال غورن بن تسفي. "هذا شيء لم تر إسرائيل مثله. الآن يجب تطبيق هذا الأمر ليس كاحتجاج، بل داخل مدينة تعيش مع ثقافة ووجود.
المحاولة الأولى لإقامة تجمع لخيام الاحتجاج أمام الكنيست كانت قبل شهر. مجموعة نشطاء أقامت خيمة أخرى، غير بعيدة عن خيمة غودو، وسمتها "سور وبرج". منذ ذلك الحين لا تمر ليلة دون أن يوجد في الخيمة عدد من النشطاء. في إحدى الليالي، كانت محاولة لإقامة عدد من الخيام، لكن الشرطة قامت بتفكيكها بالقوة وطردتهم من هناك.
في هذه الخيام، نام أيضا وزير الدفاع السابق موشيه يعلون. عندما سأل شخص هل على الأقل حصل على سرير، أجاب: "ما السيئ في كيس النوم؟. موشيه ريدمان خرج حافي القدمين من إحدى الخيام. أنا تعودت على المسيرات إلى القدس"، قال. وحسب قوله، فإن حقيقة أن الكنيست ستذهب إلى العطلة بالضبط بعد نصف سنة على اندلاع الحرب، هي التي جلبت الجمهور إلى تجمع الخيام. "شخص أجرى حسابا ووجد أنه بالمتوسط كل ثلاثة أيام يموت مخطوف، 42 يوم عطلة هذا يعني 14 مخطوفا ميتا"، قال. مقارنة مع نشطاء آخرين هو متفائل بالتحديد، وقد قال "أنا أؤمن أنه خلال بضعة أسابيع هذه الحكومة ستتحطم".
إسرائيل غال (72 سنة)، من مؤسسي خيمة "سور وبرج" ومن مخضرمي الاحتجاج استيقظ في الخيمة في الصباح. "أول من أمس، كان حدث للتصميم والأمل، وهذا يشير إلى استيقاظ شعبي، لكن يجب أن نصعد درجة أخرى وهذا لن يكون أمرا سهلا"، قال. غير بعيد من هناك استيقظ أبناء الشبيبة الذين انتقلوا بشكل مؤقت إلى تجمع الخيام. عيدي مارينوف (15 سنة) من كفار فرديم تنوي البقاء هنا حتى (اليوم الأربعاء). "هذا أكثر أهمية من المدرسة. ماذا سيفيدني إذا كان لدي بغروت ولكن لا توجد لي دولة؟".