عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Sep-2020

النهج والمنهج والمنهاج !!!*م. هاشم نايل المجالي

 الدستور

ان تحقيق نهضة اي دولة واستعادتها لعافيتها يقوم بالدرجة الاولى على الوعي كمدخل اساسي للاقلاع الحضاري، فهي الطريق لبناء الخطط والبرامج الاستراتيجية، والوعي يتطلب وضوحاً في خطوات البناء المنهجي، والتحقق من كافة الخطوات والبرامج الخاصة بذلك .
وان من اسباب ضمور هذا الوعي المنهجي في اي دولة هو سلسلة الازمات السياسية والاقتصادية والمجتمعية، التي تطيح بكل طموح فردي او جماعي حتى وان برز هذا الوعي بالخطابات الاصلاحية التي تذهب الى عمق الاشكاليات والازمات، ليصبح الوعي قاصراً احادي ويصبح تقديس الماضي اكثر من تقديس الحاضر، ويصبح جلد الذات شعاراً لكل متضرر من تلك الازمات، إن التفكير المنهجي المقرون بالعمل الانتاجي المبني على التخطيط السليم هو طريق النجاح، ويرسم طريق الوصول الى الغاية المنشودة .
فمظاهر الخلل اصبحت واضحة للعيان في اي دولة وآلية التعامل السلبي مع الازمات لا يزيد الامر الا سوءاً، فهناك المنهج اي الوضوح في المسلك قال تعالى ( لكل جعلنا منكم شرعه ومنهاجاً )، والنهج هو الطريق المستقيم .
والمنهاج هو الطريق المستمر والذي يتعين على الحكومات ان تلتزم باتباعه وفق اسس فكرية منهجية ملائمة لواقع الحال، أي فن التنظيم لسلسلة الافكار لغايات التخطيط السليم بأدوات استقصائية، تستنبط الاحتياجات الاساسية الاقتصادية والاجتماعية مع تقبل النقد لغايات التقويم، والتطور يكون وفق المتغيرات والمصلحة الوطنية .
ولقد اصبحت العديد من الحكومات تخلط بين المنهج والنهج والمنهاج، ولم تعد تعرف طريق وآليات حل الازمات، فالمنهج مسلك تتخذه الحكومة لمعالجة الازمات .
والنهج هو الطريق المستقيم واضح المعالم والمسارات بالعمل والتعامل والبناء لتحقيق التنمية، اما المنهاج فهو الخطط المرسومة لتنفيذ المشاريع لتحقيق الاهداف .
وهناك وسائل لتحقيق الاهداف وهناك وسائل لتحقيق كل منهما وفق بيانات واستنباطات ودراسات والآليات لتحقيق ذلك .