عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Mar-2019

من يطفئ الحرائق «يتشحبر» وجهه وتنحرق أصابعه!! - محمد داودية

 

الدستور - بوضوح وبالبنط العريض، فإن عمان لم تكرم أبناء معان. لم تقل لهم كما يقول الأردنيون: «يا هلا ورحب، على المقسوم». لم تطبق عاصمتهم معهم قاعدة: «لاقيني ولا تغديني».
وعندما تذهب عمان الى معان، يهب المعاني ليكرم ضيوفه. فاذا كان معسرا، يبيع بارودته ومسدسه. او يأخذ قرضا مصرفيا. او يبيع أسوارة زوجته. او يبيع فرسه.
يعرف المعتصمون، الذين يقودهم ماجد الشراري، عمدة معان الاسبق، القاعدة التي تقول: «اذا اردت ان تطاع فاطلب المستطاع». والقاعدة المساندة لها التي تقول: «إن طلبت المستحيل سيضيع الممكن». والممكن هنا، هو الحل الوسط، وجدولة تحقيق المطالب، وتلك مهمة المفاوضين المخولين بوضع خاتمة سعيدة، تنهي معاناة شبابنا المعتصمين.
ويقول الشباب العاطلون عن العمل، المعتصمون منذ 3 اسابيع أمام الديوان الملكي، في طقس بارد قارس مؤذٍ، تصل درجة حرارته الدنيا إلى الصفر ليلا، انهم يقرأون عن تعيينات في وظائف مفبركة برواتب عالية، يتم التعيين المستفز عليها، غير المعلوم ولا المفهوم للرأي العام، بلا مساطر و لا قواعد ولا اسس.
تعودنا ان الحكومة الأردنية لا تدخل مع أبنائها في صراعات وكسر إرادات و عض أصابع و ليِّ اذرع. الحكومة الأردنية تربح ولا تخسر، عندما تحاور مواطنيها فتفكك مشكلة، وعندما تسعف مواطنيها وتمد لهم يد العون والنجدة. 
يعلن المعتصمون الذين يرتعدون من القر والبرد، انهم لن يفلوا اعتصامهم ولن ينهاروا -كما يراهن فريق المتفرجين المرجئة- حتى لو امتد اعتصامهم الى رمضان الكريم (الذي يصادف 6 أيار المقبل). 
فليجتمع بأبنائنا المعتصمين، فريق حوار مخول، حكومي او نيابي او حزبي او عشائري او نقابي أو شركاتي، او خليط من كل ذلك، على قاعدة ان المعتصمين يبحثون عن نهاية محترمة لاعتصامهم، وعن حل كريم لمشكلتهم، التي يعرفون انها جزء بسيط من مشكلة البطالة الوطنية المستعصية.
فلنشكر الله على أن اعتصام أبنائنا، يتم في عمان وليس في معان !! مما يبرهن على الوعي والحنكة، والحرص على أن لا تخالط اعتصامهم، مطالب سياسية او متطرفة. 
إن التراخي في حل مشكلة المعتصمين، المطالبين بعمل شريف كريم، يطعمون انفسهم منه، سيؤدي الى امتداد الاعتصام إلى شهر رمضان المبارك، حيث المطالب والشعارات السياسية التي تفخت السقوف والدفوف، والتي يحاول الشباب تفاديها بوعي ومسؤولية.
واسألوا عطوفة مدير عام الدفاع المدني، ابن معان فسيفيدكم، ان من يطفئ الحرائق «يتشحبر» وجهه وتنحرق اصابعه.