عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Apr-2019

الاتفاق الذي أدى إلی إنهاء إضراب السجناء - بقلم: عاموس ھرئیل
ھآرتس
 
بعد لحظة من استكمال الاتفاق الذي انھى أول أمس الاضراب عن الطعام لسجناء حماس في
السجون الاسرائیلیة، سارع الطرفان الى تسویقھ كانجاز عظیم بالنسبة لھما. من اجل السجین في
غزة باركت الحركة زعیم حماس في القطاع یحیى السنوار على نجاح المنظمة في المفاوضات. في
وسائل الاعلام الاسرائیلیة اغدقوا الثناء على تفھم وحكمة وصلابة من اجروا المفاوضات. یبدو أن
الحقیقة بعیدة عن الروایتین المتناقضتین، كما وصفھا جیدا مصدر امني مجرب، بعد السنة الاخیرة
المتوترة على حدود القطاع، الانجاز الرئیسي ھو أن اسرائیل وحماس صعدتا الى شجرة المواجھة
قبل یومین من الانتخابات في 9 نیسان، وكذلك تمكنتا من النزول عنھا قبل یومین من ذكرى یوم السجین الفلسطیني التي تصادف الیوم. بكلمات اخرى، الأزمة التي تطورت في السجون ھددت باعادة اشعال المواجھة على حدود القطاع. ولكن ھذا الاشتعال تم احباطھ عشیة الانتخابات. الآن تم
التوصل الى حل للازمة، في توقیت منع أن تتحول التجمعات السنویة لیوم السجین في المناطق الى
مظاھرات تماھي عنیفة مع ضائقة السجناء.
الازمة الحالیة مع السجناء بدأت في منتصف كانون الثاني الماضي حول ”مشروع ریادي“ صادق
علیھ وزیر الامن الداخلي جلعاد اردان، لمصلحة السجون وھو تركیب اجھزة تشویش جدیدة ضد استخدام الھواتف الخلویة في قسمین امنیین مسجون فیھما سجناء حماس، سجن رامون وكتسعوت (اجھزة تشویش قدیمة اقل فاعلیة تم تركیبھا قبل سنوات في سجن عوفر وفي القسم الذي یسجن فیھ أحد اعضاء فتح الكبار، مروان البرغوثي، في سجن ھداریم).
سجناء حماس بدأوا الرد باضطرابات عنیفة. في الشھر الماضي، أحد السجناء طعن واصاب سجانین في سجن كتسعوت. التوتر مع السجناء أثر بدوره ایضا على التوتر على حدود القطاع، الذي خلالھ اطلقت مرتین الصواریخ على منطقة دان ومنطقة الشارون في احداث اتفق الطرفان على اعتبارھا نتیجة خطأ من قبل الفلسطینیین. خطوة اردان ومصلحة السجون ارفقت بتحفظ الجیش الاسرائیلي ومكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق الذین تخوفوا من تأثیر زائد على الوضع في غزة عشیة الانتخابات.
عدد من الجھات في جھاز الامن شككوا في ادعاءات مصلحة السجون والشباك بأن السجناء في
اسرائیل یشكلون خلیة اساسیة في توجیھ الارھاب في الضفة الغربیة. حسب اقوالھم، ورغم حقیقة
أن الھواتف الخلویة تم تھریبھا خلال السنین الى السجون، فان الاتصال عبرھا محدود نسبیا وتوجیھ الارھاب تم بالاساس بصورة مباشرة بین قادات حماس في القطاع والخلایا في الضفة، دون الحاجة الى السجناء كوسطاء.
رئیس الحكومة بنیامین نتنیاھو ادرك أن الاتصال الخلوي لمصلحة السجون یمكن أن یشوش علیھ
ھدوءه النسبي على حدود القطاع ویعرض للخطر نتائج الانتخابات. عشیة سفره الى روسیا في 4
نیسان أمر نتنیاھو رؤساء اجھزة الامن بذل كل ما مطلوب من اجل انھاء الاضراب. ادارة الاتصالات خرجت من مسؤولیة مصلحة السجون وتم تركیزھا في ایدي الشاباك، الى جانب تدخل مجلس الامن القومي وبمشاركة مصر. مصادر فلسطینیة في غزة قالت أول أمس إن رجال المخابرات المصریة كانوا نشیطین بصورة حثیثة في الاتصالات لانھاء الاضراب. حسب اقوالھم، المصریون اجروا مؤخرا ثلاثة لقاءات مع كبار اعضاء حماس في القطاع حول ذلك.
في اسرائیل یوضحون أن المصریین تخوفوا ایضا من أن اضراب السجناء الذي تركز حول موضوع ھامشي في نظرھم سیعرض للخطر الاتصالات حول وقف اطلاق نار طویل المدى في القطاع. انھاء الاضراب سیمكن الآن من التركیز على الھدف الرئیسي: اتفاق یتضمن وقف كامل لاعمال العنف من جانب حماس مقابل تسھیلات اسرائیلیة ومصریة في الحصار على القطاع واستمرار تدفق كبیر للاموال لاعادة اعمار البنى التحتیة المتھاویة في غزة، التي وضعھا یزداد تدھورا. رئیس المكتب السیاسي لحماس اسماعیل ھنیة صادق أول أمس على أن الازمة حول السجناء ھددت بإحباط التفاھمات بشأن التھدئة في القطاع.
مع ذلك، مشكلة السجناء تواصل التأثیر سلبا على الوضع في القطاع. الكثیر من السجناء ما یزالون
یأملون أن یطلق سراحھم في صفقة مستقبلیة مع اسرائیل، التي في اطارھا ستتم اعادة مواطنین
اسرائیلیین وجثث جندیین من القطاع. ولكن الفجوة بین مواقف الطرفین كبیرة والصعوبة في جسرھا یمكن أن تعیق عملیات اعادة اعمار واسعة في القطاع، على المدى الابعد قلیلا.
بالنسبة للاتفاق الذي تم التوصل الیھ لیست كل التفاصیل واضحة. في اسرائیل یتفاخرون بأنھ تم
رفض طلبات السجناء ازالة اجھزة التشویش واستئناف زیارات عائلات سجناء حماس من القطاع.
في حماس متحمسون من ھذه السابقة التي تم تحقیقھا – تركیب ھواتف عامة في الاقسام الامنیة، التي یسمح من خلالھا للسجناء بالاتصال مع عائلاتھم. ما لم یتم قولھ بوضوح ھو أن ھناك حوالي 40 قسم أمني لم یتم فیھا تركیب اجھزة التشویش، ھذا كان فقط ”مشروع ریادي“ – ولیس واضحا تماما ھل ومتى سیتم توسیع الخطة. اضافة الى ذلك، اسرائیل لا تقول ھل ستشغل اجھزة التشویش في القسمین اللذین وضعت فیھما أو فقط ستبقیھا في مكانھا.
ھذا لیس النھایة بعد. لیس من السھل مراقبة مكالمات ھاتفیة عامة. خلافا للتنصت الذي یتم في المناطق أو في دول العدو، كل تنصت كھذا یحتاج أمر محدد من قاض، الذي یعطى مسبقا وتسري
علیھ قیود كثیرة. تركیب الھواتف سیكون مقرونا وفقا لذلك بوجع رأس غیر سھل بالنسبة لمصلحة السجون، التي من شأنھا الاشراف على الضرر الامني الذي یمكن أن یحدث بسبب المكالمات.
باختصار، الاتفاق الذي تم التوصل الیھ لا یبدو انجازا مثیرا للانطباع بالنسبة لاسرائیل، بل ھو یمثل تسویة اضطر الطرفان الى التوصل الیھا تحت ضغط مصر والتھدید بأن الاضراب سیشوش تحقق الھدف الرئیسي وھو تحقیق الھدوء في القطاع.