الدستور- الجنرال الأمريكي دايتون اشرف على تدريب وتأهيل قوات الأمن الفلسطينية، وحدد نظرية رباعية لها قائمة «على العيش المشترك والصداقة والتعاون مع إسرائيل، ومقاومة أعمال العنف، وحماية مؤسسات السلطة.».هذه الرباعية للجنرال حددت مسارات جديدة في التعاطي مع المتغيرات الداخلية نؤشر عليها بالآتي:--
-- العيش المشترك..ما كان يقصده ويريده الجنرال هو أن يعيش اليهود والعرب (ودائما يتجنبون تسمية العرب في الضفة الغربية وقطاع غزة وحتى ال48 باسم الفلسطينيين) في قرى وبلدات متجاورة اولا ومن ثم فلا ضير ان يعيشوا مع بعضهم البعض في نفس القرية والبلدة وان يتعايش الجميع وفق معادلة السيد والعبد، فهو يدرك العقلية الصهيونية وما تخطط له في فلسطين وانها لا تريد الانسحاب نهائيا سواء بالمفاوضات أو بغيرها وكان يردد أن النزاع وصل إلى نهايته ويجب ان ينسى وان يصار إلى تغيير مناهج التعليم في المدارس العربية والجامعات، كون العيش المشترك يحتاج إلى ثقافة مشتركة وتاريخ مشترك داخل القرية والبلدة الواحدة.
-- الصداقة والتعاون مع إسرائيل..هذه النقطة ركز عليها وأبرز أهميتها للعسكريين الجدد والح على أنها حجر الزاوية لإنشاء جيل جديد من الشباب المؤمن بالتعاون والتنسيق مع إسرائيل لجهة حماية الطرفين (العربي واليهودي) ،وكان يرى أن هذه القوة ستوفر فترة زمنية مناسبة لتمكين إسرائيل من انجاز مخططاتها على الأرض وان الفرصة تتمثل في تشكيل جيش من المستوطنين قادر على سحق اي تحرك في داخل القرى والبلدات العربية في الضفة الغربية.
-- مقاومة أعمال العنف التخريبية..هذه النقطة كان يراها مهمة في تدجين اجهزة الأمن بالنظر إلى حركة حماس والجهاد وفصائل غزة على انها إرهابية وانها العدو الحقيقي للشعب الفلسطيني وطموحاته في الوصول إلى العيش المشترك والتعاون والتنسيق مع إسرائيل، وقد اعتبرها ركنا عقائديا.
-- للوصول إلى ما تقدم يتمثل في حماية مؤسسات السلطة الفلسطينية..كانت نظريته في الدفع الرباعي تستهوي الكثيرين وتعطيهم جرعات مهمة في حماية السلطة باعتبارها قوة أساسية تضمن للجميع الوصول إلى العيش المشترك والتعاون والتنسيق مع إسرائيل ومحاربة الإرهاب وان هذه الخطوات مكملة لبعضها البعض ويرى أنه انجز مهمته قبل أن يغادر، فقد اشرف على تدريب وتأهيل اكثر من (100)الف من اجهزة الأمن في الضفة الغربية.
-- الجنرال كان يركز على نقطة واحدة لنظريته الرباعية تتمثل في الوصول إلى السلام ،وكان يردد أن البداية من هنا (اي فلسطين) والباقي سوف يلحقون (ويقصد بهم العرب) ،وما يمكن النظر اليه أن نظريته قد نجحت في زمن المفاوضات وتعليقها وما بعد، لكن مع صفقة القرن..هل تستمر نظرية الدفع الرباعي للجنرال دايتون بعد أن أضاف إليها بالاتفاق مع إسرائيل وأمريكا أن المال هو الأساس لشراء ذمم.
نظرية الدفع الرباعي للجنرال دايتون على المحك خاصة أن صفقة القرن نسفت كل بنودها واوجدت ارضية لمصالحة «فلسطينية- فلسطينية»..ويبقى السؤال الأهم..هل تتحول نظريته إلى تراجع رباعي وتحاصر مشروع دولة إسرائيل الكبرى أم تحقق مبتغاه في معادلة الحسم لصالح المستوطنات ودولة إسرائيل؟!
الأيام وحدها كفيلة بالإجابة على هكذا تساؤلات.