عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-May-2019

اختتام أعمال مؤتمر: "المؤرخ العربي ومصادره"

 

عمان-الدستور - اختتمت الثلاثاء 30 أبريل/نيسان 2019، فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر العلمي الذي نظمه برنامج التاريخ بمعهد الدوحة للدراسات العليا، بالتعاون مع مجلة أسطور التاريخية، تحت عنوان: المؤرخ العربي ومصادره. وشهد اليوم الختامي للمؤتمر -الذي أقيمت فعالياته بمقر المعهد- تسليط الضوء على ثلاثة محاور رئيسية: "العثمانيون ومصادرهم"، و"مصادر تاريخ الزمن الراهن"، و"المصادر والغيرية".
 
وافتتح اليوم الختامي للمؤتمر بالجلسة الأولى التي تتطرق فيها الباحثون إلى محور: "العثمانيون ومصادرهم"، حيث قدم الدكتور عبد الرحمن المودن، أستاذ زائر بمعهد الدوحة للدراسات العليا، ورقة بحثية بعنوان: "مؤرخو المغرب ومصادرهم، بين الارتكاز على المحلي والانفتاح على الكوني"، حاول فيها تفسير معنى "مؤرخ" و "مصادر" والتطورات التي لحقت بهذين المفهومين، هذا بالإضافة إلى دراسة عدة نماذج لوثائق تاريخية تتعلق بسياق الفترة العثمانية في المغرب. 
 
وفي ذات المحور ناقش الدكتور عبد الرحيم بنحادة، أستاذ التاريخ وعميد شؤون الطلاب بمعهد الدوحة للدارسات العليا، موضوع: "التجاهل المتبادل: بين المصادر العثمانية، والمغربية"، راصداً من خلال مداخلته مدى اهتمام المصادر المغربية بالتاريخ العثماني، وكذلك مدى اهتمام المصادر العثمانية بتاريخ المغرب، مع النظر في السياقات التي أنجزت فيها هذه المصادر منذ القرن الرابع عشر إلى بداية القرن العشرين. وتطرق إلى ما سمّاه "التجاهل المتبادل"، حيث تجاهل المؤرخون المغاربة التاريخ العثماني، كما غيّب المؤرخون العثمانيون المغرب من مصنفاتهم. 
 
هذا، واختتمت الجلسة الأولى أعمالها مع ورقة بعنوان: "أية علاقة للمؤرخ العربي بالمصادر العثمانية؟" وفيها تحدث الباحث الدكتور مصطفى الستيتي، عن علاقة المؤرّخ والباحث العربي بالمصادر العثمانية المختلفة. وخلص الستيتي في ورقته إلى أنّ المؤرّخ العربي لم يستفد بعد من المصادر العثمانية إلا قليلًا جدًّا، وهو ما ينعكس في واقع الإنتاج العلمي والبحثي في هذا المجال.
 
"مصادر تاريخ الزمن الراهن" كان محور الجلسة الثانية، وتناول فيها الدكتور فتحي ليسير، أستاذ التاريخ المعاصر والراهن بكلية الآداب والعلوم الإنسانيّة بصفاقس، بحثاً بعنوان: "مؤرخ الزمن الراهن في البلاد العربية ومعضلة الأصول المصدري"، تناول فيه فكرة أن من بيده السلطة هو الذي يحتكر إنتاج الكتب التعليمية وترويجها. وناقش ليسير خلال ورقته مسألة حضور وسائل النشر الحديثة، من حيث قدرتها على اكساب التاريخ شرعيته التاريخية. وفي ذات المحور تحدثت الدكتورة فاطمة الزهراء قشي، أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عبد الحميد مهري (قسنطينة - الجزائر)، في ورقتها الموسومة: "من الصحافة إلى الحالة المدنية رحلة البحث عن المصادر المعبّرة"، عن الصحافة والوثائق العدلية كنماذج من مصادر كتابة التاريخ. 
 
أما الدكتور أحمد إبراهيم أبو شوك، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة قطر، فقد تطرق إلى موضوع: "مصادر تاريخ الثورة والدولة المهدية في السودان (1898-1881) ". وحاول أبو شوك في ورقته معالجة مشكلات التنوع في مصادر تاريخ الثورة والدولة المهدية في السودان (1881-1898)، ورصْد التحديات التي تواجه توظيفها بطريقة علميَّة. وركز أبو شوك على مصادر تاريخ الثورة والدولة المهديّة من عدة اتجاهات، من حيث تحديد أنواع المصادر، وتصنيفها، وتقييمها، ومن ثم تقديم قراءة تحليلية لها.
 
واُختتمت فعاليات اليوم الأخير للمؤتمر -الذي استمر ليومين- بالجلسة الثالثة، والتي سلطت الضوء حول محور: "المصدر والغيرية"، وفيها شارك الدكتور مصطفى الغاشي، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عبد المالك السعدي، بورقة عمل تحت عنوان: "المؤرخ والرحلة، أو كيف تتصدر الرحلة مدونة المؤرخ؟" وسعت الورقة إلى تقديم أمثلة حيّة، وعديدة لرحالة قاموا برحلات تاريخية توثيقية، باعتبار أن الرحلات تعد من ضمن أهم المصادر التي يلجأ إليها المؤرخ لإنجاز أعماله التاريخية. من جانبه قدم الدكتور ناصر سليمان، أستاذ مشارك في التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة قطر، ورقة بحثية قارب فيها بين "محمد جلال كشك ولويس عوض" من خلال تعاملهما مع كتاب "الجبرتي" عجائب الآثار في التراجم والأخبار، كل على طريقته الخاصة. وجاءت ورقة الدكتور محمد المريمي، أستاذ محاضر بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بجامعة منوبة التونسية، لتسدل الستار على جلسات اليوم الثاني، وفيها ناقش المريمي موضوع: "المصادر التاريخية واستعمالاتها في علاقة الأقليات بالغيرية بالبلاد التونسية".
 
وكان برنامج التاريخ بمعهد الدوحة للدراسات العليا، بالتعاون مع مجلة أسطور، قد افتتح مؤتمر: "المؤرخ العربي ومصادره" يوم الاثنين 29 أبريل/ نيسان 2019، حيث شهد المؤتمر في يومه الأول ثلاث جلسات متنوعة، بمشاركة عشرة باحثين من مختلف المؤسسات الأكاديمية والجامعات العربية، وذلك بهدف إرساء أحد أهداف معهد الدوحة للدراسات العليا، الرامية إلى تشكيل جماعة من المؤرخين العرب الذين يتشاركون نفس الرؤى النقدية، والمناهج البحثية الجديدة في مجال الكتابة التاريخية.