عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Jan-2019

الفلسطینیون والکارثة الیهودیة - یوسي بیلین
یدیعوت أحرنوت
 
الغد- في اثناء المحادثات خارج غرفة المفاوضات مع الفلسطینیین قبل عقدین، سألنا المرة تلو الأخرى على ماذا ولماذا المحاولة من جانبھم لتقزیم حجوم الكارثة. فلم یسبق أن حصل أمرا كھذا من حیث حجمھ، وحشیتھ ومنھاجیتھ في العالم.
حتى 1864 كما شرح لنا محادثونا كان العرب یعیشون في اقلیم ”سوریة الكبرى“، وفي الاقالیم المجاورة لھ تحت حكم الامبراطوریة العثمانیة. ومثل كثیرین آخرین تحت الحكم التركي، لم تكن لھم مطالب قومیة. غیر أن الاتراك، كجزء من عملیة التحدیث والرغبة في تمویل أعمال الامبراطوریة، قرروا جبایة الضرائب على الأراضي التي یحوزھا الفلاحون العرب في فلسطین، ولھذا فقد سجلوھا في الطابو.
ھؤلاء الناس الفقراء لم یصمدوا أمام الإجراءات المتشددة واضطروا لان یبیعوا اراضیھم للأغنیاء الذین كانوا مستعدین لان یدفعوا الضرائب عنھم. في البدایة، رغم أن الفلاحین أصبحوا اقنانا، لم یكن ھذا، من ناحیتھم، تغییرا كبیرا جدا لانھم بقوا في بیوتھم وعلى اراضیھم.
في العقود التالیة، عندما بدأت الھجرات الیھودیة ومعھا شراء الاراضي، تبین لھم كم تغیر الوضع: فالیھود كانوا مستعدین لان یدفعوا مبالغ كبیرة جدا لأصحاب الاراضي ممن كانوا یعیشون في معظمھم في لبنان، وطالبوا الآن الاقنان بإخلائھا. وتحول الاقنان السابقون إلى عمال میاومین في المستوطنات الجدیدة وتعرضوا لمعاملة قاسیة من جانب الفلاحین الجدد. بعد ذلك، عندما تطورت فكرة ”العمل العبري“ كان الشبان الاشتراكیون ھم بالذات من لم یرغبوا في تشغیل العرب كي لا یستغلوھم، ودعوا إلى الاكتفاء بالعمل الذاتي. وكانت ھذه مصیبتھم الأولى.
المصیبة الثانیة، من ناحیتھم، كانت عندما وعد البریطانیون الاقلیة الیھودیة الصغیرة بالذات ان
تقیم وطنا قومیا في فلسطین. ولكن معارضتھم لمشروع التقسیم للجنة بیل في 1937 ،والتي نجحت في منع اقامة دولتین، لم تعد فاعلة في 1947 ،حین اتخذت الامم المتحدة قرارا مشابھا
دون الاستماع الیھم، بسبب الكارثة. ومن ناحیتھم، منحت الكارثة الیھود دولتھم، وقد وجدوا ھم صعوبة كي یفھموا كیف أن من نجوا من الكارثة واخوانھم ھم بالذات قادرون على ان یبعدوا عرب البلاد من بیوتھم وتحویلھم إلى لاجئین. وكانت ھذه مصیبتھم الثالثة، ”النكبة“.
وعلیھ، فمن الصعب علیھم أن یسلموا بحجوم الكارثة. ورغم أن عرفات ومحمود عباس على حد سواء أعلنا أن ما حصل للیھود في الكارثة لا یشبھ بأي حال أي مصیبة أخرى، فإن الإحساس في اوساط الكثیر من الفلسطینیین ما یزال أن الاعتراف الكامل بحجوم الكارثة سیمس بروایة الضحیة.
قسم من المسیرة السلمیة سیتعین علیھ أن یتناول مصیبة كل طرف. موقف العالم من المصیبة
الیھودیة أوسع، في إطار یوم الكارثة الدولي، ھو جزء من الجھد الیھودي لإقناع العرب بشكل عام والفلسطینیین بشكل خاص بان المحاولة لتقلیص حجم مصیبة غیرھم، او لإجراء منافسة على لقب الضحیة الاكبر، ستبعد فقط النھایة لضحیتھم.