عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Sep-2019

"غاوي سفر».. تجربة جديدة في أدب الرحلات للكاتب الصحفي حسام عبد القادر

 

الراي - «غاوي سفر».. تجربة جديدة في أدب الرحلات للكاتب الصحفي حسام عبد القادر صدر عن
الهيئة المصرية العامة للكتاب كتاب «غاوي سفر.. رحلات صحفي يرى العالم» للكاتب الصحفي حسام عبد القادر نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر ورئيس تحرير جريدة أمواج الإلكترونية.
الكتاب ضمن سلسلة كتب أدب الرحلات، ويروي فيه الكاتب تجاربه في أربع دول اختارها لتكون محور الكتاب، هم: ألمانيا، أمريكا، الهند، سلطنة عمان.
ويقول حسام عبد القادر «أن مثله الأعلى في أدب الرحلات هو الكاتب الكبير الراحل أنيس منصور، وأن كتبه كانت دائما نموذجا للكتابة البسيطة السلسلة والتي تناسب كافة الأعمار». ويضيف عبد القادر «حاولت أنقل الخبرات والتجارب التي شاهدتها في هذه البلاد إلى القارئ، حيث شاهدت ثقافات وعادات وتقاليد مختلفة ومتتوعة، ويجب علينا دائما أن ننظر إلى العالم من حولنا بنظرة مختلفة وألا نعتقد أن العالم يتمحور حولنا فقط».
وأشار عبد القادر إلى أن هذا الكتاب ضمن سلسلة كتب عن أدب الرحلات ينوي إصدارها، وسوف تتناول بلاد أخرى وتجارب أخرى.
البحث بشغف!
في تقديمه للكتاب قال الرحالة حسام عبد القادر:
منذ وُلِدتُ ومشهد الصحف والمجلات والكتب هو مشهد طبيعي في منزلي، فوالدي كان من القراء النهمين للثقافة والمعرفة، وكان لديه ثقافة واسعة، وكان معروفًا في عائلته، وفي وسط عمله بأنه صاحب رؤية ثاقبة، ولها فكر واسع بسبب اطلاعه الدائم.
كان طبيعيًّا أن أبدأ القراءة من صغري، وكان والدي دائمًا يرشدني لما هو مناسب لسني، وتدريجيًّا تركني لأختار ما يعجبني دون أن يتدخل، وكان أول ما لفت نظري مقالات وكتب الكاتب الراحل أنيس منصور، فكنت أستمتع جدًّا بقراءة مقالاته في الأهرام ومجلة أكتوبر، ثم انتقلت لأقرأ كتبه المتنوعة، وكانت كتاباته تمتاز دائمًا بغزارة المعلومات وبساطة اللغة.
أصبحت أبحث بشغف عن كل ما يكتب أنيس منصور، وفوجئت يومًا بكتابين ضخمين؛ الأول هو: «أعجب رحلات في العالم»، والثاني: «200 يوم حول العالم».
أتذكر أنني قرأت هذين الكتابين في وقت قياسي، وكنت أفصل أوقات القراءة لمجرد تناول الطعام، والذهاب إلى الحمام فقط، من كثرة شغفي بما أقرأ.
ولفت :كان أنيس منصور متميزًا جدًّا في أدب الرحلات، كنت أشعر أني داخل المكان الذي يحكي عنه وأعيش كل التفاصيل التي أقرؤها، وأمرُّ بكل المواقف الصعبة والكوميدية والمفارقات التي مر بها.
وعندما أنهيت الكتابين، جلست أفكر وأسأل نفسي: هل يمكن أن أفعل مثلما فعل أنيس منصور، وأذهب لجولات حول العالم وأكتب عنها، كنت وقتها في أواخر مرحلة الإعدادية، وأوائل الثانوية العامة، ولم أكن وقتها أنوي أو أعلم أني سأخوض مجال الصحافة.
ومرت السنوات، ودخلت مجال الصحافة، وعملت في مجلة أكتوبر التي أنشأها أنيس منصور، وأصبحت شغوفًا أن أسافر وأكتب عما أشاهده في الرحلات، ولم تغب رحلات أنيس منصور عن مخيلتي.
وفي 1996 كانت أول رحلة إلى ألمانيا، ثم توالت الرحلات على مدار السنوات، وشعرت بمتعة كبيرة بالفعل أثناء السفر، وعرفت أهمية السفر والتعرف على أشخاص وأماكن جديدة.
قد يكون عدد الدول التي زرتها ليس كبيرًا، ولكن العبرة ليست بالكم بكل تأكيد، ولكن بحصيلة التجارب والخبرات التي اكتسبتها، وبما رأيته من تنوع ثقافي رائع أردت أن أنقله للقارئ، وبالتأكيد، إن هذا الكتاب هو الأول في سلسلة كتب عن رحلات أخرى ودول أخرى وثقافات جديدة.
اخترت أربع رحلات فقط، لتكون موضوع هذا الكتاب؛ الأولى: إلى ألمانيا، وكانت أول رحلة خارج مصر، ولها شجون وكواليس كثيرة، والثانية: إلى أميركا، والتي زرتها مرتين، والثالثة:
إلى الهند، والتي تعرفت فيها على ثقافات مختلفة ومتنوعة، والرابعة: إلى سلطنة عُمان، حيث رصدت طبيعة عُمان وحياة شعبها المختلفة عن كثير من الدول العربية.
عبد القادر اكد: لن أدعي أني سأكون بكفاءة الراحل أنيس منصور وقدرته البارعة على الكتابة، ولكنها مجرد محاولة مني، أتمنى ألا يجدها القارئ مملة، فهي مجرد اجتهاد.
سبعة أيام في صعيد الهند
هنا اتحدث عن زيارتي للهند، وكيف تعرضت لصدمة حضارية عكسية بسبب الفقر والحياة البسيطة التي فوجئت بها داخل المجتمع الهندي. SPEAKOL وكان من أهم الملاحظات التي فاجأتني في أول يوم أنني لابد أن أخلع حذائي عند دخول أي محل، سوبرماركت أو محل أقمشة أو ذهب أو أي محل، هذا المشهد طبيعي جدا، والغريب أننا ندخل بالحذاء فتبدأ النظرات تتعجب ويعرفون أننا أجانب، حتى أنني عندما دخلت أول مرة سوبر ماركت، فوجئت بالعيون تتبعني وتعجبت هل لأني أجنبي ينظرون لي هذه النظرات، حتى اكتشفت الخطأ الذى ارتكبته عندما دخلت بالحذاء، فكان مشهداً يستحق الفرجة، طبعا من وجهة نظرهم.
ومن المشاهد التي صدمتنني رغم علمي بها من قراءاتي هو سير البقر بكل حرية في شوارع الهند، لا يمكن لأحد أن يمنع بقرة أو يقترب منها، ومن المشاهد المألوفة أن تجد أمام كل بيت بقرة مربوطة بشجرة كنوع من الفخر، وعلى شاطئ البحر وجدت البقر يعوم داخل المياه ويجلس على الرمال بكل حرية يستمتع برمال البحر أكثر مما يستمتع به الأهالي، في شكل جديد وغريب جدا بالنسبة لي.
في مطار «شيناي» استقبلتنا «اجنيتا هولم» منسقة البرنامج وهى دانماركية وتمثل منظمة «دانميشن» الدانماركية وهى منظمة تتعاون مع الهيئة القبطية الإنجيلية بمصر في العديد من المشاريع، كما أنها تدير العديد من المشاريع بالهند من خلال مركز «كيوفاديس»، وقد كانت «أجنيتا» هي الدليل لنا طوال الرحلة لأماكن الزيارة وللتعرف على  الهنود وعاداتهم، وتعرفنا بعد ذلك على «جوشا بيتر» أو «جى بى» كما يطلقون عليه وهو مدير مركز «كيوفاديس» ومعاونه «جيفا» الذين كانوا متعاونين معنا تعاونا كبيراً طوال الرحلة، وانضم معهم بعد ذلك «نيكولاىهورلج» و«ليكا أندرسين» و«دافنى هول» وهم متطوعون من أوروبا يعملون فى خدمة مركز «كيوفاديس».
كانت أول زيارة فى البرنامج لمعبد «رامانا أشرم» وهو من المعابد الهندوسية الهامة في الجنوب وعلمنا أننا لا بد أن نخلع أحذيتنا عند دخول المعبد، وظننت لوهلة أن ذلك مثل ما نقوم به عند دخولنا المسجد، فاكتشفت هناك أن خلع الحذاء ليس داخل مكان التعبد فقط وإنما داخل حرم المعبد كله..
فبمجرد أن ندخل بوابة المعبد نضع الحذاء في مكان مخصص لذلك، ثم نبدأ التجول حفاة في شوارع المعبد وداخله، ولم أتعجب وقلت لنفسي بالتأكيد أن المعبد أولى بخلع الحذاء من المحلات التجارية، وقد امتثلنا لذلك وهناك استقبلنا «مايكل هيجبورجر» وهو كاثوليكى جاء إلى الهند منذ أكثر من عشر سنوات وأحب المكان والهنود وفضل أن يظل في هذا المكان يتعبد معهم، داخل هذا المعبد، الذى شعر فيه بالراحة والأمان.
وفى داخل هذا المعبد، قام مايكل باصطحابنا للتعرف على المعبد واهتم بشرح بعض المفاهيم للديانة الهندوسية، وأضاف أن الناس بالمعبد عدة أصناف فهناك خدم ويلبسون اللون البرتقالي وهم مقيمون به، ومتطوعون للخدمة طوال حياتهم، والكهنة ويلبسون أبيض رمزًا للنقاء، كما أن المعبد مفتوح طوال اليوم يمكن لأى فرد أن يأتي ليتعبد ويلجأ للإله. وعندما تجولت داخل أماكن الصلاة وهى كثيرة شاهدت أماكن يطوف الناس حولها، وأخرى بها بعض التماثيل والمفروض أنها لإله يقدسونه بشدة، ووجدت سيدتين ورجلا وفتاة يفترشون الأرض في أحد جوانب المعبد ويقومون بإعطاء البركة للمتعبدين، فيمر الناس عليهم ويقومون بإلقاء ماء عليهم «يبدو كالعطر أو ما شابه» ثم يضعون أصابعهم في طبق به بعض الألوان ويلونون به جزءً من جبهتهم، ويخرجون فرحين بالبركة.
ثم دخلت للمكان الرئيسي الخاص بالصلاة وكانت الأجراس بدأت في الدق من أجل الإعلان عن بدء الاحتفال ووقف الجميع يضمون أيديهم أمام وجوههم دليلا على الصلاة والخشوع والتحية للإله، وقام أحد الكهنة ومعه بعض المعاونين بممارسة الطقوس والكلام ثم وزع الورود على الآلهة، وكانت جماهير غفيرة واقفة يغمضون أعينهم في خشوع. وظللت أصور وأسجل ما يقومون به إلى أن نبهني أحد المعاونين لمايكل أن الوقت انتهى ويجب علينا العودة للمركز.
الطريف أن مايكل أخبرنا بعد ذلك أن الهنود يعبدون 330 مليون إله، كما ذكرت من قبل ورغم ما أثاره هذا الرقم من سخرية وضحك، إلا أنه رقم مثير للتأمل، حتى أن الدكتور أندريه زكى علق ضاحكاً أن الهنود لديهم هذا العدد من الآلهة ولا يتصارعون، بينما نحن في مصر لدينا إله واحد ونتصارع عليه.