عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Jun-2019

منصات البث الرقمي تزدهر في سوق المحتوى التلفزيوني

 

 
القاهرة –الحياة - هبة ياسين - يتنامى الاهتمام بالمنصات الرقمية التي انضمت إلى حلبة السباق الدرامي، فأضحت تنافس الفضائيات على مسلسلات النجوم، فيما شهد موسم رمضان الجاري ازدهاراً واضحاً لتلك المنصات سواء عبر إنتاج المحتوى أو العرض الحصري. وهيمنت منصات البث الرقمي على سوق المحتوى التلفزيوني في البلدان العربية وهي لا تكتفي بعرض الأعمال الفنية والبرامحية بل اتجهت إلى الإنتاج. ويتوقع بعضهم أن تصبح تلك المنصات في المستقبل القريب البديل لشاشات التلفزيون التقليدية التي انصرف عنها قطاع كبير من المشاهدين، بخاصة الشباب.
 
ويتوقع خبراء أن تلك المنصات في سبيلها لطمس شاشات التلفزيون التقليدية في ظل خسائر فادحة تتكبدها تلك المحطات خصوصاً مع تراجع السوق الإعلانية.
 
واقتحمت شبكة "نتفليكس" العالمية أسواق الشرق الأوسط بعرض مسلسلات عربية خلال موسم رمضان من خلال أربعة أعمال، بينها عرض حصري للمسلسل اللبناني "الكاتب" لباسل خياط ودانييلا رحمة، وإنتاج "إيغل فيلمز". كما تعرض الشبكة الأميركية ثلاثة أعمال درامية أخرى من إنتاج كويتي بالتزامن مع عرضها على شاشات عربية، هي "أنا عندي نص" و"ماذا لو" و"حضن الشوك".
 
وكانت "نتفليكس" أعلنت في وقت سابق أيضاً عن إنتاج مسلسل عربي جديد ليكون الأول لها في الشرق الأوسط هو المسلسل الأردني "جِنّ" المزمع عرضه عقب شهر رمضان مباشرة، فيما أعلنت خلال الأيام القليلة السابقة عن إنتاج مسلسل أصلي جديد من منطقة الشرق الأوسط هو "ما وراء الطبيعة"، والمأخوذ عن سلسلة روايات الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، ويعد أول أعمال "نتفليكس" في الدراما المصرية.
 
وشاركت منصة "فيو" الدولية بقوة خلال رمضان الحالي بعرض عدد من المسلسلات، بينها ثلاثة أعمال من إنتاج المنصة هي "زودياك" المأخوذ عن قصة للراحل أحمد خالد توفيق. وحقق العمل نجاحاً لافتاً ولاقى إقبال قطاع كبير من الجمهور، بخاصة الشباب. كما أنتجت "فيو" مسلسل "حدودتة مرة" لغادة عبدالرازق، و"الزوجة 18" لحسن الرداد، فيما حصلت على حقوق عرض المسلسلين المصريين "ياسمينا ومملكة الغجر" و"سوبر ميرو"، إضافة إلى مسلسلين من الكويت هما "الديرفة" و"حدود الشر". وعرضت تلك الأعمال يومياً ومجاناً على المنصة بالتزامن مع عرضها على بعض الشاشات التلفزيونية، في محاولة من المنصة لاجتذاب مزيد من الفئات والمشتركين.
 
وكانت "فيو" أقدمت خلال الشهور القليلة الماضية على إنتاج مسلسل درامي سعودي، يجمع بين الأكشن والجريمة ويحمل اسم "دون". وأيضاً المسلسل المصري "انا شيري دوت كوم".
 
وتوفر المنصات الرقمية لجمهورها مشاهدة المحتوى المفضّل لديهم نظير اشتراك شهري عبر أي جهاز متصل بالإنترنت عبر الهواتف الشخصية أو الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية، وبعضها يستميل الجمهور بتوفير اشتراك مجاني تجريبي لفترات تتراوح بين أسبوع أو شهر في محاولة لاجتذاب المشتركين. وتعتبر تلك المنصات ملاذاً للمشاهد بعد توقف غالبية القنوات عن عرض محتواها عبر "يوتيوب"، وكان آخرها ما قامت به مجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية التي يرأسها تامر مرسي، والتي طرحت قبل أيام قليلة من شهر رمضان منصة "whatch it"، وهي منصة رقمية بديلة عن قنوات "يوتيوب" لبث المحتوى البرامجي والدرامي، لكنّ المنصة الوليدة لم تحظ بالإقبال الكافي وشهدت الساعات التجريبية الأولى لها تعرضها للقرصنة ووجود ثغرات أمنية في معلوماتها، لتعلن الشركة المالكة للمنصة لاحقاً أنها ستتيح للجمهور المشاهدة المجانية حتى نهاية شهر رمضان وعيد الفطر، لإتاحة الفرصة للمشاهدين لاستكمال متابعة مسلسلات رمضان والمحتوى الحصري.
 
وما لبثت أن أعلنت المنصة عن استحواذها على محتوى التراث الإعلامي المملوك للتلفزيون المصري (ماسبيرو)، ثم الحقوق الرقمية الحصرية للدوري المصري لأربع سنوات.
 
وتصنف مجموعة "أم بي سي" باعتبارها رائدة في هذا الصدد، فهي أولى المؤسسات التلفزيونية العربية التي أدركت أهمية المنصات الرقمية، فأطلقت قبل سنوات المنصّتين الرقميتين "شاهد" و"شاهد بلس" وهي خطة رقمية شاملة، في رمضان وخارجه. كما تضع المجموعة الخدمات الرقمية في صلب أولوياتها وذلك ضمن استراتيجية التوسُّع والنمو التي تعتمدها للسنوات الخمس المقبلة.
 
وواكب خطة التوسُّع والنمو هذه تعيين التنفيذي جوهانس لارتشر في منصب مدير المحتوى الرقمي وخدمات "شاهد.نت" و"شاهد بلس" وسواهما، هو الذي يُعتبَر أحد أبرز الأسماء في قطاع المحتوى الرقمي والمنصّات الرقمية عالمياً.
 
وقال المتحدث الرسمي باسم مجموعة "ام بي سي" مـازن حـايك لـ "الحياة" إن "العلاقة بين المنصات الرقمية ونظيرتها التقليدية في مجموعة "أم بي سي" تكاملية، وتصل يومياً إلى نحو 140 مليون مشاهد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عبر قنواتنا أو منصّاتنا الرقمية والتفاعلية، المتعدّدة والمتنوّعة، عبر شبكة الإنترنت، إضافة إلى خدمة "شاهد" لـ "الفيديو حسب الطلب".
 
وأضاف "أما بالنسبة للمحتوى الرقمي الرمضاني تحديداً، لدى "شاهد.نت" و"شاهد بلس"، فشهد هذا العام مروحة واسعة جداً من الأعمال الدرامية والكوميدية والبرامجية، قوامها نحو 50 مسلسلاً وبرنامجاً انضمت حديثاً إلى "شاهد" لتُثري تجربة المشاهدة في رمضان، منها نحو 28 عملاً حصرياً على "شاهد" وحده!، ونستهدف خطة إلى تعزيز خدمات "شاهد" الرقمية، وخدمة "بث المحتوى الإعلامي عبر شبكة الانترنت" OTT، وخدمة "الفيديو حسب الطلب" VOD، وبالتالي الارتقاء بمنصة "شاهد" لتكون بمثابة المنصّة الرقمية الرائدة والخيار المفضّل لدى العائلات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
 
وتبوأت مجموعة "أم بي سي" أخيراً المركز 37 عالمياً، والأول في الشرق الأوسط، لأكبر عدد مشاهدات فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعام 2018 عن فئة "صُنّاع الإعلام" Global Media Properties – Media Creator، وذلك بعد أن تنافست مع نحو 3200 اسم من كبار صنّاع المحتوى والمؤسسات الإعلامية والعلامات التجارية الرائدة حول العالم، فتمكّنت من دخول قائمة الـ 100 الأوائل عالمياً. وحلّت قبل العديد من الأسماء الرائدة التي تمكّنت من بلوغ قائمة الـ 100، على غرار "نتفليكس" و"آر تي" وكي بي اس وورلد" ويو اس توداي" و"إيه بي سي نيوز" و"بوبس وورلدوايد" و"سكاي بي ال سي" وغيرها.
 
وأضاف حايك: "بالنسبة إلينا، يكمُن الأمر الأساسي في الاستمرار بإنتاج وتسويق وتوزيع أفضل محتوى إعلامي على الإطلاق، في المنطقة العربية بأسرها، وكذلك في القدرة على فهم أذواق المستهلكين المشاهدين والمتصفّحين، والسعي لاستشراف احتياجاتهم، وتعزيز أنواع المحتوى، وتغيير أنماط المشاهدة لتتناسب مع طبيعة الاستهلاك المتغيّر والمتسارع للمحتوى الإعلامي".
 
وكشف لـ"الحياة" خطة "مجموعة ام بي سي" الرقمية، قائلاً "إن الخطوط العريضة لخطة التوسُّع والنمو، تشمل إطلاق سلسلة من المبادرات الرائدة في قطاع محتوى الفيديو الرقمي، وذلك ضمن خطة عمل متكاملة تشتمل أولاً على مزيد من الاستثمارات النوعية لناحية الإنتاجات المحلية الحصرية الأصلية «Originals» بموازاة المحتوى العربي والعالمي النوعي المُستحوَذ. وثانياً، ستعمد "شاهد" إلى الاستثمار في التكنولوجيا عبر تزويد خدماتها بآخر التحديثات التقنية والمزايا التفاضلية المعتمدة في هذا القطاع عالمياً.
 
كما تتضمّن خطط النمو لـ "شاهد" توسيع قاعدة توزيع المحتوى، بموازاة توسيع مروحة الاستهلاك عبر استقطاب جمهور جديد وذلك عبر تنويع الخيارات المتاحة التي يضعها "شاهد" في متناول المستهلك المحلي والإقليمي... يضاف إلى ذلك كله تعزيز الاستثمار في قطاع تسويق العلامات التجارية".
 
وشدد على أن "هذا التوسع والنمو في المنصات الجديدة لا يأتي إطلاقاً على حساب شبكة القنوات التلفزيونية في المجموعة التي تشهد طفرة كبيرة في المحتوى وعرض الأعمال الحصرية عبر القنوات المختلفة خلال شهر رمضان وعلى مدار العام، وتقديم ألوان درامية وبرامجية تحتل المرتبة الأولى في إهتمامات المُشاهد العربي، إضافة إلى استمرار خططنا في إطلاق قنوات تلفزيونية جديدة كما حدث هذا العام من إطلاق لـ ام بي سي العراق".
 
ويتوقع خبراء أن تشهد السنوات القليلة المقبلة مزيداً من ارتفاع أسهم المنصات الرقمية في البلدان العربية بل وستتفوق على المشاهدة التلفزيونية في ظل ما تقدمه من محتوى غير تقليدي يناسب اهتمامات الشرائح المختلفة، يعزز ذلك التقدم التكنولوجي وإقبال الشباب على تلك المنصات، إذ تبلغ نسبة الشباب العربي الذين تتراوح أعمارهم العمرية بين 15 و29 سنة نحو ربع سكان العالم العربي، وهي النسبة الأكبر في ارتياد المنصات الرقمية.
 
لكنّ الناقد أحمد سعد الدين يرى أن تلك المنصات رغم كونها منافساً قوياً للتلفزيون، لكنها لن تحل محله كلياً بالنسبة إلى المشاهد العربي، فمازال اهتمامه بتلك التطبيقات محدوداً. وأضاف لـ"الحياة" أن "طبيعة المشاهد العربي مازالت تفضل مشاهدة التلفزيون، ويلجأ إلى المنصات الرقمية في حالات قليلة مثل مشاهدة مسلسل لن يذاع على الفضائيات أو آخر يثير ضجة كبيرة وعرضه الأول يأتي عبر تلك المنصات وليس الشاشات".
 
وأضاف: "حين انطلق التلفزيون في مصر في مطلع الستينات قيل إنه سيقضي على الإذاعة وبعد ستين عاماً مازالت الاذاعة تعمل ولها جمهورها، وعند ظهور الفيديو قيل إنه سيقضي على التلفزيون وصالات السينما، وهو ما لم يحدث، فلا شيء سينقرض، ولكن سيختلف الوسيط، أي أن البعض سيلجأ إلى الإنترنت والمنصات الرقمية في حال أراد مشاهدة مواد عاجلة وغير متوافرة على التلفزيون، فالمشاهد العربي يتسم بالكسل في هذا الصدد ويفضل أن يجد المواد التي يريدها أمامه على الشاشات ويمكن أن يعاد عرضها ولا يشاهدها".