عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Dec-2024

"غزة: مدخل إلى الحرب الممتدة".. إصدار جديد للبروفيسور أسعد غانم

 الغد-عزيزة علي

عبر البروفيسور الفلسطيني أسعد غانم في مقدمة كتابه الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ "غزة: مدخل إلى الحرب الممتدة"، عن قلقه حيال محاولات إسرائيل تنفيذ عملة تطهير عرقي شامل في شمال غزة. 
 
 
ويشير غانم في مقدمة كتابه الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، إلى أنه يسمع من منزله أصوات القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان في محاولة لتنفيذ تطهير عرقي آخر هناك. لافتا إلى أنه يرى أننا أمام تحول استراتيجي وجوهري في الصراع، يحدث هذا في وقت تتغير فيه الأوضاع السياسية والإنسانية والعسكرية والاجتماعية والثقافية بشكل يومي.
 
ويلفت المؤلف إلى أننا بحاجة إلى مزيد من الوقت والجهد لفهم الحرب على غزة وتداعياتها بشكل أعمق. ومع ذلك، فلا يمنعه ذلك من تقديم قراءته الحالية، متمنيا أن يسعفه الوقت في المستقبل لتقديم قراءة أكثر شمولية ودقة لفهم ما جرى خلال وبعد الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل في فلسطين بشكل خاص، وفي المنطقة بشكل عام.
ويقول غانم: "إنه من بين أولئك الذين عانوا من عدم القدرة على الجلوس وكتابة نص طويل ومتماسك لفترة طويلة بعد عملية حماس في السابع من أكتوبر، وما تلاها من تحضير وتهديدات إسرائيلية، ثم الهجوم الساحق والمدمر على غزة وأهلها"، لافتا إلى أن هذا الهجوم ترافق مع اعتداءات بأشكال مختلفة على عموم الفلسطينيين، خصوصا في الضفة الغربية والقدس والداخل الفلسطيني.
ويشير المؤلف إلى أنه كان واضحا لديه أن إسرائيل، التي تغيرت بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، أصبحت مستعدة لارتكاب أبشع الجرائم وأكثرها فتكا، أولاً للانتقام من الفلسطينيين، وثانيا لتعزيز مشروعها الاستراتيجي بالسيطرة على فلسطين التاريخية، وتحويلها إلى دولة يهودية تنتهج تفوقا عرقيا شاملا وتعزز عمليا نظام "أبرتهايد"، في فلسطين.
ويرى غانم، أن المشروع الإسرائيلي ما يزال يتقدم يوما بعد يوم، وهناك العديد من الشواهد التي تؤكد أن إسرائيل، التي تغيرت، تسعى الآن إلى تنفيذ مشروع "دولة إسرائيل - أرض إسرائيل"، بشكل كامل وشامل. وهي أكثر استعدادا لتعزيز نظام التفوق العرقي (الأبارتهايد) في فلسطين التاريخية. وهي حاليا تقوم بتصفية "مشروع الدولتين"، في الضفة الغربية وقطاع غزة أولا، وتحجب مشروع المواطنة المتساوية للفلسطينيين داخل إسرائيل ثانيا. كما عملت وتعمل على تصفية قضية اللاجئين وحق العودة ثالثا.
ويقول المؤلف: "إنه في السنة الأخيرة، وضعت إسرائيل الفلسطينيين ومشاريعهم في مهب الريح، بل وتهدد وجودهم المادي بشكل عيني وحقيقي وملموس. والفلسطينون في لحظة تاريخية خطيرة تتجاوز ثقل لحظة النكبة أو أي مرحلة سابقة في التاريخ الفلسطيني. إنهم يعيشون في خضم "الحرب الممتدة، في مجابهة مشروع الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي في وطنهم". في عموم فلسطين.
ويتابع: الفلسطينيون هم الآن أمام مرحلة جديدة من النضال الوطني، التي تتطلب تغييرا جديا في مشاريعهم السياسية، وفي طريقة تنظيمهم، وفي وسائل نضالهم - فالأدوات السابقة لم تعد نافعة، والبديل الجديد يجب أن يتعامل مع التحديات بشكل مدروس.
يرى غانم، أنه في مواجهة هذه المخاطر الكبيرة، يتفاعل العمل الفلسطيني على مستويات متعددة، ويحقق بعض الإنجازات هنا وهناك. إلا أن الفعل الرسمي الفلسطيني لا يقدم أي محاولة للتعامل مع هذه المخاطر، داعيا إلى ممارسة جديه تكبح جماح إسرائيل وتطلعاتها الاقتلاعية والفوقية تجاه الشعب الفلسطيني.
ويشير المؤلف إلى أن الفلسطينيين بحاجة إلى تفكير وعمل سياسي سريع لإنقاذ وجودهم وحقهم في تقرير المصير والتحرر، ولتصحيح ما تحاول إسرائيل سحقه نهائيا. إنهم في لحظة تاريخية حرجة ومصيرية تتطلب استفاقة فورية، وإلا ستكون العواقب أصعب وأخطر مما هي عليه الآن.
ثم يتحدث المؤلف عن الكتاب قائلا: "إنه بعد أشهر من التردد، وخصوصا في ضوء الحرب ونتائجها المتفاقمة يوميا في غزة والضفة الغربية والقدس ولبنان، استجمعت الفكرة حول ضرورة إصدار كتاب يحاول وضع الحرب على غزة في سياقيها النظري والتاريخي، ولا يقبل بالرواية الإسرائيلية حول بداية تاريخ المواجهة في السابع من أكتوبر. في هذا الكتاب، أحاول توضيح خلفية الحرب على غزة وتداعياتها إسرائيليا وفلسطينيا وعربيا ودوليا.
الكتاب جاء كما يقول غانم في سبعة فصول، يتحدث الفصل الأول عن الحرب على غزة في سياق الاستعمار الاستيطاني لفلسطين ومقاومة أهل البلد الأصليين، أي الفلسطينيين، لهذا الاستعمار. ثم يقدم الكتاب في قسمين: الأول عن مقدمات الحرب، أو السؤال حول الكيفية التي وصلنا بها إلى الحرب على غزة، إسرائيليا وفلسطينيا. والثاني، عن تداعيات الحرب وآثارها.
أما الفصل الثاني، فقد خصصه المؤلف لتأطير وفهم التطورات الإسرائيلية التي مهدت للحرب على غزة ودعمتها، وصولا إلى درجة غير مسبوقة من العنف الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين. أما الفصل الثالث، فهو مخصص لفهم تحولات الحركة الوطنية الفلسطينية قبل هجوم حماس في السابع من أكتوبر وما تلاه من صدام مع إسرائيل. ويعرض هذا الفصل صعود حماس مركز فعل المقاومة ضد إسرائيل.
أما الفصل الرابع، فهو مخصص لفهم الحالة المستعرة في إسرائيل، وانتقامها من الفلسطينيين عموما، وخصوصا ضد أهل غزة، إلى درجة التدمير الكامل والإزالة، بما يشمل التطهير العرقي والإبادة. وفي الفصل الخامس، الذي يركز على تداعيات الحرب الفلسطينية مع استمرار القتال في غزة، بما يشمل تأثيرات الحرب على المؤسسات الفلسطينية، وكذلك على الجماعات الفلسطينية في مناطق سكناهم.
يناقش الفصل السادس، التطورات العربية والعالمية في ضوء الحرب على غزة، ويشمل المستجدات على مستوى الدول والشعوب، وحالة التضامن الواسعة مع الفلسطينيين في شوارع المدن الغربية، وخصوصا بين جيل الشباب بشكل عام، وداخل الجامعات بشكل خاص. فيما يقدم الفصل السابع نقاشا موسعا حول الحرب وتداعياتها، ويشمل مقولة إن الحرب مستمرة، ونهايتها غير معلومة. وتشير الدلائل المركزية إلى احتمال استمرارها لفترة طويلة، مما يترتب عليه تداعيات سلبية. وربما يفتح هذا الباب أمام إمكانيات مواجهة الحالة الإسرائيلية، فلسطينيا وعربيا ودوليا، بالطبع بشرط وجود مبادرة فلسطينية لذلك.
وفي خاتمة الكتاب يقول المؤلف: "آمل أن أكون قدمت للقارئ رؤية متكاملة قدر الإمكان، ما قد يساهم في فهم ما حدث وتداعياته، وربما يساعد في وضع أفكار وآليات في مواجهة آثار الكارثة وحالة الجنون في إسرائيل، المرتبطة بفائض قوة كبير ومفزع".