عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Mar-2020

أمي أنتِ لـ (الجميع) - نيفين عبدالهادي
 
الدستور- اختصرتُ نساء الدنيا بكِ، وفرح الدنيا وحبّها، وعشقها، بكِ، فأنت أمي، كل الحياة.. الحياة النقيّة الصادقة، البيضاء ليس بلونها بل بنبضها وواقعها، فلم تمنحينا أنا وشقيقاتي عمرك فقط، بل وجودك ويومك وغدك وتغلبت على وجعنا وحتى على ذاكرتنا بمُنازَلة قويّة كنت بها الأم والأب على مدى عشرين عاما منذ وفات والدي رحمه الله، فكنت رغم وجعك الذي يفوق وجعنا آلاف المرّات «عكّاز» حياتنا.
 
أمّي، هو يوم استثنائي، حيث نحتفل بعيد الأم، حيث يعيش وطني حالة مواجهة مع فيروس كورونا هذا الوباء العالمي الذي جعل أغلب الأمهات يحتفلن بهذا اليوم وهنّ بعيدات عن أبنائهن، لكنه يبقى يوما برائحة الياسمين فقد خصص لكِ ليعبّر عن حبّك لا أن يذكرنا بحبّك، لأن عيدنا بكِ هو كلّ يوم وكلّ ساعة، فأنتِ لـ «الجميع» ليس لي سواك في هذا العالم وهذه المعمورة، بقلبك وعقلك وسعة صدرك تحديدا لتقلّب «شخصيتي».
 
أقرأ تفكيرك جيدا، وأعلم كم لشهر آذار وجع في قلبك، فهو الشهر الذي فارقنا به «بابا» رحمه الله، لتبقى حياتنا بعدها معك وشقيقاتي هشّة، فهو عمود الدار وسندها، بل واكسير حياتنا، لكن وكما تقولين دوما ثمّة ما يدفعنا للحياة والمضي نحو غد ربما يحمل الجميل أو العكس، لكنه آتٍ وعلينا المضي له، فهي سنة الحياة، فسرنا معكِ، بدلا أن نكون قوّتك كنتِ أنتِ قوّتنا، لتكوني الحياة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
 
أمي، الإنسانة الخارقة التي لم تهزمها الأيام، والظروف والأوجاع،الإنسانة التي لم ندرك يوما أنا وشقيقاتي أنها يمكن أن تتعب أو حتى تحتاج للراحة، أعلم جيدا أنه أنانية الحب، لكنك أمي عمليا لنا تلك الخارقة التي تعيش لنا ولأحفادها وأزواج بناتها، دون بحث عن أي وسيلة أو جسم لتتكئ عليه، رغم درايتنا بأن سنين عمرك تزيد «حماك الله» لكنك أمي سياج الحبّ الحقيقي في حياتنا.
 
في بعض الكلمات، شيء من حبّي لكِ، أدرك أنه يوم يستحيل أن نستجمع به عظمتك وعظمة ما قدّمتِ لنا، لكن في شيء من هذه اللغة يمكن أن أٌقول لكِ، كل عام وانتِ وجودي ونبض حياتي، وأن أدعو الله ان يبقيك نورا يضيء حياتي وحياة شقيقاتي وأحفادك وأزواج بناتك، كل عام وأنتِ الخير في حياتنا كل عام وأنتِ نور يضيء حياتنا، حماكِ الله ومنحك الصحة والعمر الطويل ففي عمرك عمرنا يا «نور عيوننا».