الراي- سائده السيد
العدوان: لا بد من فرز أسماء جديدة بظروف ملائمة
الزيود: كتابنا مبدعون والحديث عن أزمة محض افتعال
«الدراماتورج» مستشار فني وضرورة جمالية وفكرية لفريق العمل
تمتلك النصوص المسرحية العربية قوة وتأثيراً مهماً كالنصوص العالمية؛ فالمكتبة العربية حافلة بالنصوص الجيدة التي تستحق أن تقدم مسرحاً واعياً، إلا أنّ بعض مسارحنا في الآونة الأخيرة اعتمدت على النصوص المسرحية المترجمة، فهل نعاني الآن من أزمة وضعف في النص المسرحي العربي والمحلي ؟!
للوقوف على أسباب هذه الظاهرة كان لـ $ هذا اللقاء مع الكاتب المسرحي والأديب مفلح العدوان والناقد الكاتب والمخرج المسرحي الدكتور مخلد الزيود، للحديث حول هذا الموضوع الذي انتشر في مسرح الشباب والكبار، مُلقين الضوء على أهمية النص المحلي في هذا المجال.
المسافة بين المبدع والمؤسسة الأكاديمية
يقول العدوان «بداية أنا لست مع مقولة أنّ هناك نقصاً أو ضموراً في الأعمال المحلية المكتوبة للمسرح، لأننا لاحظنا وبشكل واضح نقلة نوعية وكمية بالنسبة لحضور وتواجد النص المحلي، وأقصد هنا بالمحلية الكاتب وليس الموضوعات، لأن الكتابة المسرحية في جوهرها ذات بعد إنساني، والمتابع للمسرح الأردني يلاحظ أنه على مدار العقدين الأخيرين هناك كتاب مسرح أردنيون حققوا حضوراً في كتابة المسرح، وقدموا الكثير من المسرحيات، التي نتابع كثيراً منها في المهرجانات المحلية والعربية، ونشرت كتب ونصوص مميزة في المسرح لهم، وحصدوا جوائز مهمة عن النص المسرحي، وبعضهم أيضا يُحَكّمون النصوص المسرحية في لجان ومهرجانات وجوائز».
ويضيف «علينا أن ندقق في تشخيص كلمة «الأزمة»، لأني أعتقد أنّ الأزمة الآن هي في فرز أسماء كتاب مسرح جدُد وتهيئة الظرف المناسب لهم ليبدعوا ويكملوا ويطوروا من ذواتهم، وهذا بحاجة إلى استدامة لكتاب المسرح، بمعنى أننا نفتقد إلى ورش كتابة المسرح، وهناك مسافة بين الحالة الإبداعية (المبدعون)، والمؤسسة الأكاديمية، والمؤسسات المعنية برعاية ودعم الإبداع، والمؤسسة النقدية، والإعلام أيضاً، وعلى نقابة الفنانين الأردنيين ورابطة الكتاب الأردنيين وضع أولويات لخلق هذه الجسور، وفرز برامج وخطط لتكريس إبداع النص المسرحي وكتابته وتوجيه الشباب من المبدعين للدخول في هذا المضمار المهم والضروري».
بدوره يعتبر الدكتور مخلد الزيود أنّ ما يُعرف بأزمة النص المسرحي هو أزمة مفتعلة إلى حد كبير، خصوصاً في وقتنا الحاضر، على اعتبار أن مثل هذه الأزمة كانت موجودة في بدايات الحركة المسرحية الأردنية وتم تجاوزها من خلال تقديم نصوص عالمية وعربية أو (أردنة ) بعض منها، وبموازاة ذلك ظهر كتاب أردنيون من أمثال روكس العزيزي، جمال أبو حمدان، محمود الزيودي، هاشم غرايبة، حسني فريز، وعبد الرحيم عمر، وجبريل الشيخ، وعبد اللطيف شما وغيرهم.
فالمشكلة تكمن في «مفهوم» النص المحلي سواء من وجهة نظر النقاد أو الكتاب أو المخرجين؛ فهل المقصود بالنص المحلي أن يحمل مضامين تعبر عن الواقع المعاش في الأردن؟!.. بمعنى أن يتناول قضايا محلية أردنية خالصة؟.. وهل معنى ذلك أن تكون لغة الكتابة (المحّكيّة) المحلية؟
فإذا كان الأمر كذلك، يقول الزيود، فهذا فهم مغلوط، فالإنسان الأردني بهمومه وقضاياه هو جزء من المجتمع الإنساني والنص المسرحي عبر تاريخ تطور كتابته وتقديمه نصاً حمل مضامين إنسانية مشتركة.
أردنيا وربما عربياً، كما يقول الزيود، لم يتمكن غالبية من كتب للمسرح من التقاطع مع هموم الناس وبالتالي لم تحقق هذه المحاولات نجاحاً يؤهلها ليتناوب عليها المخرجون ويقدمونها برؤى إخراجية مختلفة كما هي الحال في النص العالمي، بالإضافة إلى أن بعض النصوص المحلية والعربية جاءت من منطقة الأدب ولم تخضع لشرط الكتابة الدرامية وشرط العرض المسرحي.
النص المحلي غير مقدس
وعن لجوء كثير من المخرجين وخاصة الشباب إلى النصوص الأجنبية بدلاً من النصوص المحلية، يرى العدوان أننا يجب أن نكون منصفين بالنسبة لخيارات المخرجين، إذا كانت عن وعي ومعرفة وإذا كان لدى المخرج فكرة ورؤية وموقف، وأن يتجسد ذلك من خلال نص عالمي، وهنا فإنّ مسألة الوعي ضرورية، وفي المقابل فإن النص المحلي أيضا غير مقدس، بمعنى أنّ المخرج الواعي قد لا يكون لديه موقف من النص المحلي، بقدر انتصاره وتوقه لتحقيق ضالته التي يمتلك رؤية لعرضها على خشبة المسرح، فتكون متحققة في نص أجنبي.
ويتابع «في جوانب أخرى يمكن أن نتحدث فيها عن خيارات بعض المخرجين ربما، فتفضيل النصوص العالمية يعود إلى ذائقتهم الفنية والإبداعية ورؤيتهم الواعية، ولكن هناك صنفاً آخر منهم يستسهل العملية باختيار نصوص كلاسيكية عالمية، أو أجنبية حديثة مترجمة، وبذلك هو يستحضر أسماء معروفة بدلاً من المغامرة بأسماء محلية جديدة، وأحياناً يقع المخرجون تحت سطوة الأسماء الكبيرة عالمياً، ولكنهم عندما يقدمونها، هم إما ينسخونها كما هي، وبذلك فهي لا تختلف عن قراءة العمل المسرحي العالمي، أو أنهم يعدونها، وبالتالي فالمخرج هنا يضع نفسه بحكم الكاتب للعمل مرة أخرى، وأحياناً ينجحون في التجربة، وأحياناً لا يستطيعون مجاراة العمل، وتقديمه وفق رؤية تليق بفضاءات العمل العالمي المكتوب، وذلك يكون إذا لم تستطع كمخرج أن تقدم العمل الأجنبي، برؤية أفضل وبشكل مغاير لما كتب في الأصل، خاصة بالنسبة للنصوص الكلاسيكية ».
وفي السياق نفسه يقول الزيود «للمخرج المسرحي خياراته وأنا أتحدث عن المخرج المسرحي المُتحقق فنيا ولديه تجارب تركت أثراً، بمعنى جدوى الأثر الذي ينشده العرض المسرحي وقدرته على التأثير من خلال صياغة وصناعة رأي عام لدى الناس سواء كانوا في دائرته الجغرافية الضيقة أو الدائرة الكونية على اتساعها على اعتبار أن العرض المسرحي لكل الناس، فربما لجأ بعض المخرجين الأردنيين في فترة من الفترات في خياراتهم للنص العالمي على اعتبار أن هذا النص يلبي رغباتهم الفنية أكثر من النص العربي أو المحلي ».
ويضيف الزيود «من خلال متابعتي وتجاربي الإخراجية أعتقد أن ظاهرة اللجوء للنص العالمي تراجعت إلى حد كبير متأثرة بتيار (ما بعد الدراما) الذي تخلى عن النظريات السائدة للنص والعرض المسرحي بعد الإعلان عما يعرف (بموت المؤلف المسرحي) ثم الإعلان عن (موت أرسطو) بمعنى النظرية الأرسطية المعروفة. كل ذلك جاء ليؤسس لمفهوم (نص العرض) الذي يعتمد تقنيات الكتابة السينمائية والصورة البصرية ولغة الجسد على اعتبار أن الكلمة (المنطوقة) لم يعد لها تأثير مقارنة مع الصورة البصرية، واعتماد مبدأ استقلال عناصر العرض المسرحي عن بعضها وفق مفهوم أن الكل شريك في صناعة نص العرض المسرحي النسخة التي يتلقاها المتلقي بإمضاء الفريق المسرحي مجتمعين ».
أهمية ورش الكتاب والمخرجين
يؤكد العدوان أنه مع اعطاء المخرج فرصة لأن يقدم رؤيته الكاملة للعمل المسرحي الذي يريد أن يخرجه على خشبة المسرح، بحيث يشتغل في البداية على النص الذي كتبه المؤلف، والذي يتحمل مسؤولية نشره، وتقديمه مكتوباً، ليكون مرجعاً قبل العرض وأثناءه وبعده، فهناك أكثر من مخرج من الممكن أن يشتغل على النص المسرحي، وكل له رؤيته، وزاويته الإبداعية، بينما هناك مؤلف واحد يبقى نصه المكتوب محافظاً على توقيعه عليه، ولكن، عندما يقدم على خشبة المسرح، يكون نص العرض هو من مسؤولية المخرج، الذي هو أيضا مسؤول عن كل العناصر الأخرى المرتبطة بالعرض المسرحي.
وللدخول إلى رؤية متكاملة للعمل المسرحي يقول العدوان » يجب التفكير فيه من البداية، من الفكرة، وإذا كان هناك مشروع مشترك لعمل مسرحي بين كاتب ومخرج، تكون الورشة الكتابية مجدية، إن تم الاتفاق على الأفكار والأسئلة ومسارات الأحداث، خطوة بخطوة، ويمكن أن يشارك في هذه الورشة المؤدون أيضاً.
أقول هذا- يتابع العدوان- لأني جربت الكتابة المسرحية بأكثر من طريقة، وأسلوب الورشة مع المخرج واحدة منها، فهناك مسرحيات لي كتبتها بمزاج خاص، وشرارة الكتابة منذ البداية حتى النهاية كنت فيها وحدي مع فكرتي، بمعنى أنني أهجس بالفكرة أو القصة وأمسرحها، مثلما حدث مع مسرحيتي ظلال القرى (التي أخرجها عبد الكريم الجراح)، ومونودراما آدم وحيدا، وعشيات حلم، كحالة مسرحة لقصص كنت كتبتها ونشرتها، ولكن في نصوص مسرحية أخرى كان المخرج شريكا معي في الفكرة منذ بداية الكتابة، اتفاق ونقاش وكتابة وإعادة كتابة حتى اكتمل النص المسرحي، وهنا أشير إلى تجربتي مع المخرج فراس المصري مسرحية «تايكي تختار حامل السر، حارس النبوءة»، والمخرجة الدكتورة مجد القصص مسرحية سجون، بلا عنوان، ومسرحية «أن تكون عنترة»، ولكن هناك أيضا لي تجربة الكتابة المشتركة، وهي التشارك مع كاتب آخر لكتابة نص مسرحي، وهو نصي الأخير مع الكاتب التونسي بوكثير دومة الذي عنوانه (من قتل حمزة؟) والذي أخرجه في الأردن عبدالكريم الجراح. المسرح أبو الفنون، يحتمل الكتابة المغامرة، والورشة بين المخرج والكاتب، أو الشراكة مع كاتب آخر، فهي إحدى تجليات الكتابة والإبداع المميز للنص المسرحي ».
ويوافق الدكتور الزيود العدوان رأيه، مبيناً أن الورشة المسرحية هي عنوان مسرح ما بعد الدراما وهي الآلية المعتمدة في المسرح اليوم، إذ يقوم الفريق المسرحي بالتداول بالعرض القادم بدءاً من الفكرة وانتهاء بالنسخة النهائية للعرض المراد تقديمه.
فقد كانت آخر تجربة مسرحية لي- يقول الزيود- مسرحية (الرخ) وتم إنجازها بنظام الورشة المسرحية وبحضور كل أعضاء الفريق وعلى مدى ثلاثة أشهر من البحث والدراسة والتحليل والحذف والإضافة واقتراح بيئة الأحداث والموسيقى والأزياء والإضاءة والأداء إلى أن تم التوافق من قبل الفريق على تقديم العرض بنسخته النهائية، فالمسرح بطبيعته عمل وابداع جماعي.
المسرح الأردني والدراماتورج
يشير العدوان إلى أن هناك حديثاً طويلاً حول هذه النقطة الخاصة بالدراماتورج، وهي ليست خاصة بالمسرح في الأردن، ولكنها موجودة في كثير من الساحات المسرحية العربية، من حيث قيام المخرج بدور الدراماتورج، بمعنى تكريس حالة المخرج الدراماتورج، رغم أن الدراماتورج هو حلقة وسط بين المؤلف والمخرج، فهو خبير درامي، يشتغل على النص المسرحي دراميا، ويتدخل في جوانب كثيرة على النص من ناحية تماسكه، ومساره الدرامي، ويقترح فضاء النص الدرامي، وعلاقاته بالعناصر السينوغرافية.
ويضيف «هنا الدراماتورج يشتغل على النص المسرحي المكتوب، بمعنى الاشتغال على مساحات المؤلف، وهو أيضا يشتغل على مساحات المخرج، وبذلك يخلق حالة التجسير لمصلحة العرض المسرحي دراميا، وفي الأردن على حد معرفتي، هذه الحالة قليلة، وهناك بعض المبدعين يجتهد بأن يكون دراماتورجياً، وهذه تحسب له، وللمخرج الذي يتعاون معه، ولكن الحالة العامة هي أن المخرج هو الذي يقوم بدور الدراماتورج.
نحن أمام حالات تتعدد الآن، بدأنا بمؤلف ومخرج، ثم حالات أخرى يكون فيها المخرج هو المؤلف، وفي حال طرح موضوع الدراماتورج، يكون لدينا في كثير من الأحيان المخرج الدراماتورج.
ومثلما تحدثنا بخصوص العمل على الدفع بجيل من المبدعين لكتابة المسرح، علينا أن نعزز من دور الدراماتورج، ويكون الحال بعمل الكثير من ورشات العمل، والدورات الخاصة بتشكيل خبراء، يغطون مساحة النقص في هذا المجال ليكون لدينا مؤلف ودراماتورج ومخرج، كل واحد منهم يعمل في مساحته الإبداعية، ليكون لدينا مسرح جيد ومختلف مبدع».
ويؤكد الزيود على أهمية وجود الدراماتورج أو المستشار الفني للعرض المسرحي، على اعتبار أنه ضرورة جمالية وفكرية للفريق المسرحي الذي يدرك ذلك.
ويرى أنه أردنيا لازالت فكرة وجود الدراماتورج لدى غالبية المخرجين شبه مرفوضة ليست لأسباب فنية وإنما لأسباب تتعلق بطبيعة بعض المخرجين لأنه من وجهة نظرهم يصبح شريكاً في الرؤيا الإخراجية ومساهماً في صناعة العرض المسرحي وهذا شي غير صحي، وبالتالي وقع كثير من التجارب المسرحية الأردنية في مغالطات فكرية وجمالية ما كانت لتحدث لو كان المستشار الفني موجوداً.
المهرجانات وتطوير النصوص
إن أي حراك ثقافي إبداعي مسرحي- بحسب العدوان- لا بد أن يراكم إبداعاً، وتأثيراً، ويخلق حالة وتطورا في الفضاء الذي يشتغل في إطاره، وهذا الحال بالنسبة للمهرجانات المسرحية، وهي معدودة، بعضها رسمية، وبعضها الآخر أهلية، نتحدث عن وزراة الثقافة ونقابة الفنانين والفرق المسرحية الأهلية، وهي في شروط اختيارها ودعمها للمسرحيات المشاركة في تلك المهرجانات تضع الأولوية في المشاركة والدعم لمسرحيات النص المحلي، وهذا دفع بالمخرجين إلى التعاون مع كتاب محليين، ليس لتحصيل الدعم فقط أو المشاركة.
ولكن هناك مجموعة من الكتاب بعضهم كتاب مسرح وبعض آخر منهم يكتب في أجناس إبداعية أخرى كالرواية والقصة والشعر، فقد استطاعوا من خلال التعاون مع المخرجين، تقديم نصوص مسرحية مهمة، خلقت حالة من التوجه نحو كتابة المسرح، وهناك كتاب دخلوا التجربة والكتابة للمسرح مثل الروائية ليلى الأطرش والروائية سميحة خريس والروائي هاشم غرايبة والروائي هزاع البراري وغيرهم، ومسرحياتهم لاقت حضورا في المهرجانات المحلية.
ولكن علينا أن نلتفت إلى جانب آخر بخصوص التوجه للكتابة الدرامية، التي قد تستهوي الكتاب المبدعين، وفي هذا الإطار علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أنّ هناك نافذة أخرى للكتابة في الدراما وهي السيناريو التلفزيوني، وهذا جانب مجدي ماليا ومعنويا بالنسبة لكتاب الدراما، ولهذا فهناك بعض كتاب المسرح أخذوا يتجهون إلى كتابة السيناريو التلفزيوني، وهنا نتحدث عن عوامل جذب أخرى لكتاب الدراما تنافس الكتابة المسرحية، فالحالة معقدة قليلة في أن نضعها في زاوية واحدة من حيث أسباب تطور أو ضمور كتابة النص المسرحي.
ويشيد الزيود بالمهرجانات التي كرست المسرحية الأردنية عبر دوراتها الممتدة النص المسرحي المحلي، وجاءت تعليماتها لتعطي الأولوية لذلك، حيث حققت بعض النصوص المحلية حضوراً لافتاً لعدد من الكتاب الأردنيين من أمثال هزاع البراري، مفلح العدوان، وبرز مخرجون مؤلفون لنص العرض المسرحي وحققت بعض النصوص جوائز محلية وعربية.
كليات الفنون والكتابة المسرحية
يعتبر العدوان أن كليات الفنون في الجامعات الأردنية خلقت حالة من الحراك في الساحة الفنية من حيث خريجيها في كل مجالات الفنون، وان أغلب المخرجين والفنيين في الساحة المسرحية الأردنية هم خريجون تلك الكليات، فجامعة اليرموك كان لكلية الفنون فيها الريادة في هذا المجال، وجاءت الجامعة الأردنية بعد ذلك حين تم تأسيس كلية الفنون فيها لتعطي زخما نوعيا وكميا لخريجي الفنون الذي شكلوا حراكا مسرحيا مهما.
ويقول » أثر هذه الكليات كان في جوانب الإخراج والخبرات الفنية، ولكن في مجال كتابة المسرح كانت المساهمة أقل، رغم مناهجهم النظرية بخصوص كتابة المسرح، كجزء من المساقات ككل. إنّ دور هذه الكليات مهم، وربما تستطيع أن تساهم في تكوين موجة من كتاب المسرح، إن استطاعت التركيز على الجانب الإبداعي في مجال الكتابة وإدماج الكتابة الإبداعية المسرحية كورش متخصصة بالتعاون مع كتاب متخصصين يضيفون إلى الجانب الأكاديمي، وينفتحون على كليات الآداب في الجامعات لتوفير المعرفة والوعي المسرحي في الكتابة المسرحية الإبداعية، لأن البذرة الجوهرية في الكتابة المسرحية هي حالة الكتابة الإبداعية وبعدئذ يمكن الاشتغال عليها مسرحيا».
ويختلف الزيود مع العدوان بقوله إن معظم خطط التدريس في كليات الفنون في الجامعات الأردنية لا تولي اهتماماً لتخصص النقد المسرحي والكتابة المسرحية لأسباب تتعلق برغبة الطلبة الذين يختارون البرامج التطبيقية في التمثيل والإخراج والتقنيات لغايات سوق العمل بعد التخرج، لكنّ هذا التوجه لم يمنع بروز طاقات تكتب نصاً مسرحياً أو قدرة على قراءة العرض المسرحي قراءة نقدية تعتمد المناهج النقدية.