عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Feb-2020

ثلاث دول للشعبين - العقيد احتياط اوري هلفرن

 

يديعوت أحرونوت
 
رغم استئناف النار وتصاعد ظاهرة البالونات، فإن اصطفاف عدة شروط سياسية وجغرافية استراتيجية ترسي بحكم الامر الواقع الاساسات لتسوية بين اسرائيل وحماس وتحسن فرصها.
بالمفارقة، فإن حكومة اليمين بالذات، التي كانت منشغلة البال حتى الان بالصراعات الداخلية حول شدة الرد الاسرائيلي اللازم ضد محافل الارهاب في القطاع، تبحث اليوم تسوية، تخفي امام مؤيديها الصعوبة الحقيقية لتحقيق الوعد بحل عسكري قاطع.
في حماس، بالمقابل، تسلل الفهم بأن الزمن لا يلعب بالضرورة في صالحهم. فالواقع الاقتصادي الصعب، غياب القدرة العسكرية الحقيقية لايقاع الهزيمة باسرائيل، صعوبة ايران ومؤيدي التيار الراديكالي لدعم رفع مستوى الكفاح المسلح، الضعف السياسي للسلطة، وفوق كل شيء – تعب الشارع، كل هذا أدى بحماس الى الفهم بانه مطلوبة تسوية تثبت مكانة الحركة كرب البيت في دولة القطاع.
في مركز هذا الفهم توجد عدة سياقات تؤشر الى التغيير:
ايداع حقيبة الدفاع في يد نفتالي بينيت، الذي سعى الى تملك الخط الكفاحي تجاه قطاع غزة، عطل دراماتيكيا استراتيجية “لا تنازل” لليمين، في ظل الاستعداد الاسرائيلي لدفاع اثمان كبيرة مقابل الهدوء.
غياب الاستقرار السلطوي في اسرائيل، الى جانب استعداد نتنياهو وحكومة اليمين لدفع ثمن عال لقاء انجاز في الوعي (شاليط، يسسخار)، تعد في حماس كضعف، على أساسه يمكن الانتزاع من حكومة اسرائيل الحالية لثمن كبير في التسوية. فما بالك ان البديل السلطوي (أزرق أبيض) اذا ما قام، من غير المتوقع ان يكون مختلفا بالضرورة.
خطة القرن وقبولها المفاجئ من بعض من الدول العربية يعكس هبوط السهم الفلسطيني في اوساط الاسرة الدولية والعربية، ويؤشر لحماس الى تقليص مجال الشرعية للكفاح.
أما ضعف ابو مازن، الى جانب تشكل القطاع ككيان منفصل اقليميا وسياسيا، فيمثل حلا عمليا لثلاث دول للشعبين ويشجع حماس على الوصول الى حل بقواها الذاتية، كلاعب سياسي، مستقل وشرعي.
يبدو أن اجتماع عدد من الميول الجغرافية السياسية خلق هو الاخر فرصة حقيقية للاطراف لتحريك فكرة التسوية، التي تستند الى الصيغة القديمة والطيبة للامن مقابل الاقتصاد.
ترتبط هذه الميول بالتصميم الاميركي تجاه ايران والصراع ضد المحور الراديكالي، مثلما ترتبط ايضا برغبة الدول العربية السنية للموافقة على حل سياسي بين اسرائيل والفلسطينيين.
كل هذا، الى جانب ضعف قدرة صمود حماس وضعف الجدال الداخلي في اسرائيل حول الاستراتيجية تجاه القطاع – يقرب التسوية.
*مساعد شؤون الاستخبارات في مكتب رئيس الوزراء