عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Jan-2019

القوة المفسدة - ناحوم بارنیع
یدیعوت أحرنوت
 
الغد- لقد كان الفعل الصحیح الأول الذي قام فیھ ایفي نافیھ منذ انتخب رئیسا لمكتب المحامین ھو استقالتھ، ظھر الیوم. یبدو انھ بدأ یفھم، أخیرا، بان رحلتھ الرائعة إلى قمة القوة وصلت إلى نھایتھا. فكل ما نتعرف علیھ الیوم عن افعال نافیھ منذ انتخب رئیسا لمكتب المحامین یؤدي ظاھرا إلى ذات الاستنتاج: الرجل تصرف مثل آلة فقدت كوابحھا، وھي تندفع بكل القوة نحو تحطمھا.
عن الجانب الجنائي في ھذه الافعال سیقرر محققو الشرطة، النیابة العامة، المحكمة: حق البراءة
مكفول لھ، حتى لو كان جزء فقط مما علم عنھ حقیقة، فالحدیث یدور في أشد الاحوال عن ادمان. توجد مراكز مختصة لمثل ھذه الحالات: الرجل یحتاج إلى مساعدة.
كان ینبغي لنافیھ ان یستقیل بعد یوم من بث التقریر في برنامج ”عوفدا“ الذي تم بمباركتھ وجسد
مكانتھ كلیة القدرة في أوساط القضاة. لو كان استقال في حینھ، لكان وضعھ أفضل الیوم.
تتیح استقالتھ اعادة الموقف من القضیة إلى مداھا. نافیھ ھو من كان: قوة الافساد اخذت منھ. المصلحة العامة في متابعة ھذه القضیة یجب أن تتركز على أفعالھ في مسألتین منفصلتین.
الاولى، ما الذي فعلھ نافیھ حقا، ھل كانت علاقات جنسیة وھل دفع لقاء ھذه العلاقات بواسطة قوتھ في المكتب وفي لجنة تعیین القضاة، وھل استغل قوتھ كي یحقق الامتیازات لنفسھ ولمكتبھ،
بالمال وما یساوي المال.
المسألة الثانیة أقل سخونة ولكنھا اكثر اھمیة للمجتمع الإسرائیلي: ما ھو مدى الضرر الذي الحقھ نافیھ في الجھاز القضائي في عھد ولایتھ، ھل یمكن اصلاح بعضا من الضرر على الاقل، واي دروس یمكن استخلاصھا مما حصل.
المسألة الأولى ستتبین، كما ینبغي الأمل، في التحقیق في لاھف 433؛ أما المسألة الثانیة فتحتاج
إلى بحث جماھیري. فلجنة تعیین القضاة لم تكن ابدا منطقة نقیة. كان مرشحون للقضاء میز في
صالحھم؛ كان مرشحون میز في طالحھم. بعض من السیاسیین، وزراء ونواب، استغلوا عضویتھم في اللجنة كي یحققوا اجندة دینیة، طائفیة او سیاسیة. وھاكم قصة قدیمة: حكایة مرشح للقضاء عرف بالذات بآرائھ الیساریة. رفاقھ حاولوا تجنید تأیید أحد مندوبي الكنیست في اللجنة، من قدامى حركة حیروت. ویقولون ان ”زوجتھ تسمى زھافا، على اسم جابوتنسكي“. المرشح انتخب، بالتأیید الحماسي من النائب.
على مدى السنین درج قضاة المحكمة العلیا على تنسیق اختیاراتھم مسبقا. والتحالف الذي اقاموه
مع مندوبي مكتب المحامین منحھم قوة زائدة. ھذا لم یكن سلیما. ففي مجرد حقیقة ان قضاة في العلیا اداروا مفاوضات ذات نزعة قوة مع السیاسیین لھا طعم علیل.
لقد نجح اعضاء اللجنة على اجیالھم اختبار النتیجة. بقدر كبیر بفضلھم تعتبر المحاكم في إسرائیل جدیرة بالثقة، نقیة، غیر منحازة. في حالات قلیلة انكشف قضاة في عارھم. عمق الصدمة في الجمھور یدل على السمعة الطیبة للجھاز.
إن التحالف الذي اقامھ نافیھ مع رئیسة اللجنة، وزیرة القضاء أییلیت شكید خرق قواعد اللعب.
لشكید اجندة سیاسیة بعیدة الاثر: فقد تطلعت لتغییر تركیبة المحاكم، وعلى رأسھا تركیبة المحكمة العلیا من الاساس. وقد نجحت: ثلث قضاة العلیا وثلث كل القضاة ھم تعیینات جدیدة، اقرت بمباركة تحالف نافیھ – شكید. ھي جلبت قضاتھا؛ ھو جلب قضاتھ. كان ھذا حلف غیر مقدس، حلف بین رجعیة قدیمة وانتھازیة منفلتة العقال. الضرر للجھاز القضائي ھو لسنوات جیل.
لقد تباھت شكید بإنجازھا. یمكن أن نفھمھا: فھو ملائم مع فكرھا ومع توقعات ناخبیھا. ولكن الافعال المنسوبة أضعفت فرص حزبھا في أن یعرض نفسھ كحزب نظیف، ایدیولوجي، في مواجھة الفساد الذي استشرى في اللیكود.
الاحزاب تأتي وترحل والسلطة القضائیة تبقى. ھي من ینبغي الحرص علیھا. ولیس السیاسیین.
فالتعیینات التي اتخذت بمبادرة نافیھ وبمعارضة قضاة العلیا یجب أن تفحص من جدید. ینبغي الأمل في أن الحدیث یدور عن حالات قلیلة وفیھا أیضا انتخب اناس مناسبون. ینبغي اعادة التوازن للجنة: بدون تحالفات داخلیة، مع تمثیل للمعارضة في الكنیست. الابتكار الإسرائیلي لیس كاملا، ولكن في الوضع الحالي لا یوجد اي احتمال لبلورة بدائل انجح منھ.