عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-May-2019

مصر في رمضان.. ياميش واناشيد..والفوانيس مستوردة وتنتشر بالملايين في « المحروسة»

 

القاهرة-الدستور- محمود كريشان - نحن في قاهرة المعز الجميلة .. العاصمة المصرية الوادعة الآمنة، التي تتزين وترتدي اجمل الحلل، في شهر رمضان المبارك، ويجب ان نعلم ان رمضان فى مصر هو شهر «الصين» العظيم  حيث يعتبر الشهر الفضيل موسما رائجا لتجار الصين حيث يُقبل التجار في مصر قبل حلول رمضان على استيراد  لوازم الشهر مثل الفوانيس والمسابح وسجاجيد الصلاة وكذلك هو شهر استيراد الياميش وهو شيء اساسي على المائدة المصرية في رمضان المبارك.
في رمضان تنهض مجددا الأغنيات الخاصة بالشهر الفضيل ومنها الأغنية الشهيرة: وحوي يا وحوي.. رمضان كريم يا وحوي.. وأصلها كما يقول الأستاذ إبراهيم عنانى عضو اتحاد المؤرخين العرب: فرعونى وهو ياحوو ياحو  القمر عند الفراعنة.. كذلك أغنية  أهو جه يا أولاد ، وغير ذلك من تقاليد غنائية مخصصة لاستقبال الشهر الكريم.
رمضان كريم يا حالو
في ارض الكنانة مصر العظيمة هناك ثمة عادات وتقاليد متوارثة في استقبال شهر رمضان الفضيل مبكرا، حيث تكتظ منذ هذه الايام كافة مناطق مصر بشكل عام و القاهرة على وجه الخصوص، مهرجانات التسوق الرمضانية، وقد نصبت سراديق مزكرشة ومزينة بمطرزات تتعلق بمورثات دينية وشعبية، مزينة بفوانيس رمضان المضيئة ويعلوها الهلال المشرق وباشكال عديدة تدخل البهجة الى روح من ينظر اليها. وتتنوع مقتنيات الشهر الفضيل لدى الشارع المصري بشراء التمور وانواع الياميش والزبيب بالاضافة لفوانيس رمضان المتنوعة، والمسابح وسجاجيد الصلاة، ودمى الاطفال المتحركة، والتي تطلق الغناء الشعبي المعتاد خلال الشهر الفضيل مثل: حالو يا حالو.. رمضان كريم يا حالو.. وتحلو بعد الصوم .. وما الى ذلك من مورثات غنائية شعبية اعتاد عليها الاطفال هناك لتكون رمزا للفرح في استقبال شهر الخير.
الفانوس.. حكاية تاريخية
ورغم ما يتم استيراده من الصين، الا ان مدينة القاهرة من أهم المدن الإسلامية التي تزدهر فيها صناعة فوانيس رمضان خاصة في منطقة  تحت الربع  القريبة من حي الأزهر القاهري الشهير ومنطقة بركة الفيل في السيدة زينب الشعبية، وهي من أهم المناطق التي تخصصت في صناعة الفوانيس، التي اسعارها في حدود المعقول الا ان البعض لايمتلك المقدرة على الشراء نظرا للأوضاع الاقتصادية الحالية وارتفاع اسعار الفوانيس بصورة ضخمة.
وفي رمضان يتم وضع الفانوس المصري في الشوارع والأزقة ويظهر بوضوح عقب الإفطار وعند قدوم  المسحراتي حيث اعتاد الأطفال على حمل فوانيسهم ومصاحبة المسحراتي ليلاً لإيقاظ الناس من النوم لتناول وجبة السحور، مرددين النشيد الجميل: إصحى يا نايم..وحّد الدايم ..
وتشير المعلومات الى ان المصريين هم أول من استخدموا فانوس رمضان وذلك في العهد الفاطمي، إلا أن هناك العديد من القصص والروايات حول بداية استخدامه، فتقول أحد الروايات أن بداية استخدام الفانوس، كان مرتبطاً بيوم دخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة قادما من الغرب، وكان ذلك في يوم الخامس من رمضان عام 358 هجرية، وخرج الناس هناك في موكب كبير اشترك فيه الرجال والنساء والأطفال على أطراف الصحراء الغربية من ناحية محافظة الجيزة للترحيب بالمعز الذي وصل ليلاً، وكانوا يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة وذلك لإضاءة الطريق له، وهكذا بقيت الفوانيس تضيء الشوارع حتى آخر شهر رمضان لتصبح عادة يلتزم بها المصريون كل سنة ويتحول الفانوس رمزا للفرحة وتقليداً محببا في شهر رمضان.
بالذمّة.. كلام معقول
ونظرا لتميز رمضان المبارك في المطبخ المصري بمأكولات عديدة ابرزها الفول وهو الطبق اليومي المداوم تاريخيا على موائد المصريين وكما يردد الشيخ امام في قصيدة الشاعر الراحل احمد فؤاد نجم المُغناة اللحمة والفول والتي تقول: عن موضوع الفول واللحمة صرّح، مصدر قال مسؤول، ان الطب اتقدم جداً، والدكتور محسن بيقول، ان الشعب المصري خصوصاً، من مصلحته يقرش فول، حيث الفول المصري عموماً، يجعل من البني آدم غول، يدّيك طاقة وقوة عجيبة، تسمن جداً تبقى مهول.. مارأيـك ياكابتن محسن مش بالذمّة كلام معقول!..
طاجن.. وأشياء اخرى
ولأن مصر «أم الدنيا» تتمييز بسحر جوها ونضارة أرضها وأصالة شعبها، لذلك فإن مصر تاريخيا لها طقوس في رمضان تشتهر بها، وتشتهر بأطباقها الشهية مثل البامية باللحم الضاني والبيتلو والملوخية بالفراخ واللأرانب، والحمام المحشي، والمحشي ورق العنب وأطباق المكرونة بالباشاميل، والسمبوسك وصينية البطاطا بالفراخ، وطبق السلطة الشهير والمعمر، بالاضافة لأهم ألأطباق الرمضانية لدى الشعب المصري الطيب وهو  طبق الطرشي أي المخلل.
وكما جرت العادة يبدأ المصريون افطارهم الرمضاني بمشروب مبرد في شهر الصيف وهو العرقسوس نظرا لتميزه في أنه يمنع العطش نهاراً في الصيف، ونظرا لأسعاره الشعبية جدا، فيما يتناول البعض مشروبات اخرى مثل الكركدية وقمر الدين المانجو .
في المائدة الرمضانية المصرية الشوربات حاضرة دوما مثل  شوربة لسان العصفور و شوربة العدس ، اما  الياميش والمكسرات فتستحوذ على نصيب كبير سوءً في مأكولات المصريين جميعها من خلال الحلوى التي عادة ما تكون الكنافة أو البقلاوة والقطايف والتي يتم حشوها جميعها بالمكسرات والياميش، فيما يحتل  الخشاف حضوره اللذيذ بين الأصناف التي تعتمد على الياميش كمشروب ومأكل يستهوي الجميع.