عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Nov-2020

لماذا لم تنجح حملات الحكومة الإعلامية (2)*أ.د.عصام سليمان الموسى

 الدستور

قبل ما يقارب الشهرين (وتحديدا في 20/9/2020) كتبت في هذه الصفحة مقترحا ان الحملات الاعلامية لمواجهة الكورونا التي تقوم بها الحكومة غير ناجحة لأنها تفتقر الى مستندات علمية، وقد طالبت بتشكيل لجنة من خبراء في الاتصال والعلوم الاجتماعية والنفسية والاعلام ممن لهم خبرة في الحملات الاتصالية لمواجهة الجائحة. واسمحوا لي ان استذكر معكم حملة قمنا بها. 
 
 في عام 1988 قام قسم الصحافة والاعلام في جامعة اليرموك بحملة اعلامية في قرية (حاتم) بتمويل من صندوق التنمية السكانية واليونسكو لمعرفة موقف السكان من قضية تنظيم الاسرة. وكانت اليونسكو قد اوفدتني قبلها الى جامعات في الفلبين وماليزيا والهند للإحاطة بموضوع تنظيم الأسرة وكيفية التعامل معه. وبعد ان عدت تشكلت لجنة من بعض أعضاء القسم، ثم اجرينا اولا مع طلبتنا مسحا قبليا كان من أهم نتائجه ان سكان القرية لا يفقهون شيئا في موضوع تنظيم الأسرة. اعقب ذلك حملة اعلامية وجُهت لسكان القرية تحت مسمى (اسبوع ثقافي) شارك به متحدثون، رجالا ونساء، من اصحاب الخبرة؛ وفي المرحلة الثالثة قمنا مع طلبتنا بإشراف اساتذتهم من إجراء مسح ميداني ثان للقرية (وكان من افرادها الاعلامية البارزة حاليا السيدة سها كراجة التي كانت طالبة في قسم الصحافة والاعلام حينئذ). 
 
 طبعا كانت النتائج مغايرة للمسح الاول 100 %. وصار سكان القرية على دراية بمفهوم تنظيم الأسره وتركيزه على الكيف لا الكم في الانجاب وتربية الأطفال. ولا زلت اذكر ما قاله لي احد الذين أجريت معهم مقابلة لملء استبانة المسح الثاني: «يا ريت سمعنا هالحكي من زمان»، ويقصد بذلك قبل ان ينجبوا عددا كبيرا من الاطفال.
 
 اليوم، وبعد تفاقم الوضع الوبائي في الاردن اكرر الدعوة التي اطلقتها ايام الحكومة السابقة التي لم تستجب لها واعيدها على مسامع الحكومة الجديدة.
 
 الواقع المر ان الحملات الاعلامية الحكومية ذات تأثير محدود في وقت ارتفعت فيه أعداد ضحايا الوباء ارتفاعا متسارعا اصبح فيه وضعنا -بالنسبة والتناسب- في طليعة دول العالم..وقيمة وسائل الاعلام باستغلالها في وقت الشدة للقيام بحملات إعلامية مدروسة تؤتي بنتائج مفيدة للمواطن والوطن.
 
 نعتز اننا في الأردن دولة كفاءات، فلماذا لا تكلف لجنة علمية، تكون على غرار لجنة الأوبئة، من اساتذة الجامعات من الشمال والوسط والجنوب ممن لهم خبرة في إعداد الحملات الاعلامية للقيام بالمهمة فيعملوا معا على تصميم حملة اعلامية علمية تهدف لإقناع الشعب الأردني بأسباب الوقاية من الجائحة، وقد تأتي بنتائج فاعلة، فتنقذ ارواح اردنية غالية علينا وتخفف الضغط على المستشفيات؟ ولا يخفى ان في ذلك أيضا تخفيف على موارد الناس والدولة المالية.