عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Nov-2020

هل سَمعتُم بالمُصطلح الإِستعماري.. «تلطيخ اليديْن بالدم»؟*محمد خروب

 الراي

يتواصل ضخّ المزيد من التبريرات المحمولة أكاذيب ونفاق وثقافة استعلائية استعمارية لا تنتهي, حتى بعد اختفاء الصيغة الاستعمارية القديمة (بقاء القوات المحتلة في البلاد التي غزتها باستثناء الغزوة الصهيونية), بسقوط الإمبراطوريتيْن الفرنسية والبريطانية, وحلول امبراطورية الشر الأميركية مكانها بذريعة «ملء الفراغ», وآخر ما اتحفنا به ورثة الاستعمار البريطاني في استراليا التي شاركت واشنطن بوش الإبن بحماسة منقطعة النظير في «تحرير» أفغانستان من الإرهاب وإسقاط أمارة طالبان, » ناهيك عن اندفاعة حلف الأطلسي العرمرية لمساندة الغزوة الأميركية لأحد أفقر بلدان العالم وهو أفغانستان, رغم أن مهام «الناتو» كما جاء في وثيقة تأسيسه عام 1949 هي: اتفاق الدول الأعضاء على الدفاع المُتبادل رداً على اي هجوم من قِبل أطراف خارجية.
 
الأمر الذي عكس خصوصاً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتفكّك حلف وارسو, الذي قام رداً على حلف الأطلسي (ايار 1955) تبعية الناتو لواشنطن في مشاريعها الاستعمارية, ومساهمة قوات ودول «العالم الحر» بتكريس مقولة «نهاية التاريخ», كون مستقبل البشرية مرهون كما توهّموا.. بخيار الرأسمالية المتوحشة والنيوليبرالية المعولمة.
 
ما علينا
 
بعد محاولات صحافيين استراليين استقصائيين فتح جرائم القوات الأسترالية في أفغانستان, وفشل الشرطة الأسترالية في قمع تلك المحاولات, بل قيامها (الشرطة) بفتح تحقيقات مع صحافيَيْن في محطة ABC الأسترالية, اشتبهت أن بحوزتهما معلومات سريّة, حداً وصل قيام أفرادها بعملية تفتيش في مقر المحطة بالعاصمة سيدني (قبل اغلاق التحقيق).
 
بعد ذلك «اعترف» قائد الجيش الأسترالي الجنرال أنغوس كامبل بقتل ما لا يقل عن «39» أفغانيا بشكل غير قانوني (ما عدد من قُتلوا بشكل قانوني؟).. وبصرف النظر عن محاولات تجميل تلك الإرتكابات الإجرامية, والزعم بفتح تحقيقات وتكليف مُدّع عام للتحقيق في جرائم حرب «مُحتمَلة»(؟؟).. فإن ما تم تسريبه من معلومات عن «حفلات القتل» هذه, يكشف مدى وحجم طبيعة الثقافة العنصرية الاستعمارية, التي يحملها هؤلاء الجنود «البيض», إذ يقول الجنرال رفيع الرتبة: إن الثقافة «المُدمِّرة» للإفلات من العقاب بين قوات «النُخبة», أدت الى سلسلة من جرائم القتل والتستُّر المزعومة, التي امتدت تقريباً لعقد من الزمن. ثم يواصل الكشف عن أبشع وأقذر ممارسات جنوده وضباطه, عندما يقول في ما يشبه البوح بحقيقة ما يقال لهؤلاء المجندين من أكاذيب وأساطير مُخترعة, لتبرير الأوامر التي يصدرها ضباطهم (كما حال جيش دولة العدو الصهيوني الذي يزعمون طهارة السلاح, فيما هم يرتكبون أبشع المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين دع عنك رجال المقاومة) يضيف قائد الجيش الأسترالي: يتضمن هذا السجل المُخزي حالات «مزعومة» تم فيها إجبار مُجندين جدداً، اطلاق النار على «سجين» من أجل أن يكون هذا الجندي قد نفّذ (أول عملية قتل) له في مُمارسة مُروّعة تُعرف باسم.. تلطيخ اليدين بالدم».
 
هكذا نحن أبناء الشعوب التي ابتليت بالاستعمارين.. الغربي والصهيوني وجنودهما الذين يغزون بلادنا, بذريعة الإسهام في رفع مستوانا الحضاري والتغلّب على تخلفنا وخصوصاً نشر الديمقراطية في بلادنا، وتكريس ثقافة الانتخابات وغيرها من الترّهات والأكاذيب.