عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Feb-2020

الخطاب السياسي المكرر.. إحباط !!! - م. هاشم نايل المجالي

 

الدستور- كثير من السياسيين يدلون بخطابات رنانة ومقابلات تلفزيونية وحوارات في صالونات سياسية لا يختلف مضمونها الفكري والسياسي عن افكار قديمة، فلا جديد لديهم على ضوء المتغيرات والمستجدات، بل من متابعتنا لمثل هذه الخطابات على مدار سنوات طويلة نجد ان له تأثير سلبي على قطاعات واسعة من الناس خاصة الشباب ويحرف تفكيرهم نحو مسارات كئيبة وفي نفق مظلم .
فلا طروحات استشراقية لخطط مستقبلية عملية ولا حلول لازمات، ولو حاولنا الكشف عن الداء وأسبابه وآثاره لوجدنا انه في المسؤول نفسه، حيث انه لا يستطيع التفكير خارج الظروف لتحمل خطاباتهم نفس السمات وتكرره مراراً.
خاصة ان خطاباتهم تغرق في قضايا نظرية منقطعه عن الواقع الحقيقي المعيشي او الاقتصادي او السياسي، كذلك فان خطاباتهم تركز على الشعارات والمصطلحات المتكررة، وتناولهم للازمات والمسائل من سطوحها دون تعمق لقضايا الواقع الداخلية والخارجية بتحليل منطقي وتقييم واقعي مقنع .
مع ضمور حرية الابداع والابتكار في التفكير والطرح بسبب الضحالة الثقافية التي تسودهم وما ينتج عن ذلك من ضيق الافق، وبقيت ادبيات افكارهم عرجاء تخنق التفكير الحر لتبقى في قوالب جامدة تضع على الجروح ملحاً وتطفيء كل مصباح يحاول تلمس طريق الخروج من النفق المظلم، فهناك فكر حركي يرسم سبيله ويشق طريقه نحو الاصلاح والتغيير بفهم شمولي لكافة نواحي قضايا وازمات الوطن .
ان بناء الانسان لا يتم الا عن طريق اصلاح مبادئه وتطور افكاره وتعايشه مع الواقع والمجتمع بكافة مستوياته، ليكون في منصبه قوة دافعة لكافة الاعمال، وليكون الخيط الناظم لكل فكرة سليمة تسري في ذهنه وتحظى بالقبول الجمعي، وهذا فكر متجدد لتحقيق الانجاز وللتخلص من اثار كل اسباب الاحباط واليأس .
فهناك رسالة ورؤية وطنية تحتاج باستمرار الى تجديد لمواجهة التحديات وعلى ضوء المستجدات، حتى تحقق ما نصبو اليه ونحو مستقبل جديد، وللتنقل من اي مسارحضاري متعرج الى مسار حضاري قويم، يعتمد الافكار الابداعية والحركة العملية ويستثمر سواعد الشباب وتوظف طاقاتهم في اطار من الحكمة والخبرة، والهمم تتلاقى لتحقيق هدف واحد يسعى اليه الجميع .
لذلك يجب على الخطاب السياسي والاجتماعي لأي مسؤول ان يتجدد على ضوء المستجدات والمتغيرات لا أن يظل يحمل نفس القالب اللغوي .