مناطق الضفة تدخل في حالة الإغلاق الشامل لمواجهة “كورونا”.. و5 حالات وفاة و514 إصابة بالفيروس خلال 24 ساعة
غزة – “القدس العربي”: دخلت مناطق الضفة الغربية في حالة إغلاق شامل، تستمر حتى صبيحة الأحد، ضمن الخطة الحكومية، لمنع المخالطات في الإجازة الأسبوعية، وذلك لمواجهة تفشي فيروس “كورونا”، وفي وقت تواصل فيه تسجيل حالات الوفاة، ومئات الإصابات الجديدة، فيما يستعد قطاع غزة لاستقبال دفعة جديدة من العالقين في مصر، بعد توقف العملية على مدار أكثر من شهرين ونصف.
خمس وفيات وأكثر من 500 إصابة
وأعلنت وزيرة الصحة مي الكيلة، الجمعة، تسجيل وفاتين إثر إصابتهما بفيروس كورونا، و514 إصابة جديدة بينها 190 في مدينة القدس، لافتة إلى أن حالتي الوفاة لمواطن من يطا (93 عاما)، وآخر من بلدة العيزرية بالقدس المحتلة ويبلغ (70 عاما)، ليصل عدد الوفيات خلال الساعات الـ 24 الماضية إلى خمس حالات.
وقالت إنه سجلت 1126 حالة تعاف جديدة، خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وقالت إن نسبة حالات التعافي ارتفعت لتصل إلى 53.2%، في حين تراجعت نسبة الإصابات النشطة في فلسطين إلى 46.3%، ونسبة الوفيات بقيت عند 0.5%.
ولفتت إلى وجود 11 مريضا في غرف العناية المكثفة، بينهم مريض واحد على أجهزة التنفس الاصطناعي.
ومنذ ثلاثة أيام عاد مؤشر الإصابات بفيروس “كورونا” للصعود من جديد، بعد انخفاضه في أيام العيد، ليصل تقريبا معدل الإصابات اليومي وقت الإجازة إلى نحو 250 إصابة يوميا، بدلا من الإصابات التي كانت تسجل ما بين 500 إلى 600 حالة.
وكان مسؤولون في القطاع الطبي توقعوا أن تشهد مناطق الضفة ارتفاعا في عدد الإصابات بفيروس “كورونا” في الأيام القادمة، نتيجة المخالطة الكبيرة في أيام العيد وعدم التزام المواطنين بإجراءات الوقاية ضد الوباء.
إلى ذلك فقد دخلت كافة مناطق الضفة في حالة إغلاق شامل، توقفت فيها الحركة داخل المدن، وبين القرى والمخيمات، ومراكز تلك المدن، في إطار تطبيق الإجراء الأسبوعي، لتقليل تفشي الفيروس، حسب خطة الحكومة المتبعة، منذ بداية “الموجة الثانية” من فيروس “كورونا”.
إجراءات إغلاق الضفة
وشوهد انتشار أكبر لقوات الأمن، خاصة على مداخل المدن وبداخلها، لمراقبة التزام المواطنين، والمحال التجارية بتعليمات وزارة الصحة ولجنة الطوارئ الخاصة للحد من تفشي الفيروس.
ويتركز انتشار الأجهزة الأمنية في المناطق التابعة لسلطة الحكومة، فيما تقوم فرق الطوارئ بذات الأمر، في المناطق المصنفة “ب” و“ج”، من خلال منع الحركة، وتفرض غرامات على مخالفي التعليمات.
وتفرض أجهزة السلطة المعنية غرامات مالية على المخالفين، كما تقوم برفقة الوزارات المختصة بإغلاق المحال التجارية التي تخالف إجراءات السلامة، التي أقرتها من قبل وزارة الصحة.
وكانت الحكومة من ضمن إجراءات الوقاية التي ستتعامل بها خلال الشهر الجاري، والتي جاءت في إطار استمرار حالة الطوارئ، قررت تشكيل لجنة تفتيش برئاسة المحافظين، وبقيادة الشرطة للقيام بعمليات التفتيش والرقابة الميدانية، كما شملت الإجراءات تشديد الرقابة على الأماكن العامة والتأكد من تقيد أصحاب المنشآت التجارية والصناعية والمواصلات العامة، بالتدابير الوقائية وإيقاع العقوبات المنصوص عليها في القانون بحق المخالفين.
وتمنع الإجراءات الجديدة إقامة الأعراس وبيوت والعزاء وإغلاق صالات المناسبات، ومنع أي تجمعات أخرى، على أن يستمر الإغلاق الأسبوعي، من الساعة التاسعة من مساء الخميس وحتى صباح الأحد، مع استمرار العمل خلال بقية أيام الأسبوع بالفتح من الساعة السابعة صباحا وحتى الثانية عشرة ليلا.
كما وتشمل القرارات الجديدة تشديد الإجراءات الوقائية في المناطق المصابة، من خلال إغلاقها بشكل كامل، وكذلك تفعيل لجان الطوارئ في المحافظات لتقديم المساعدة للطواقم الطبية وتكثيف المراقبة لضمان السلامة العامة، فيما سمح فقط بفتح المطاعم والمقاهي والأندية الرياضية وفق بروتوكولات وزارة الصحة بطاقة تشغيلية لا تزيد عن 50%، وذلك بعد التوقيع على تعهد من أصحاب تلك المؤسسات لدى المحافظين بالالتزام بتلك البروتوكولات ومن لم يلتزم لن يسمح له، وعلى المحافظين متابعة ذلك.
ومن المقرر أن تكثف فرق الطب الوقائي، خلال أيام الإغلاق، من عمليات فحص المخالطين المحتملين لأشخاص ثبتت إصابتهم بفيروس “كورونا” للتأكد من سلامتهم، حيث يطلب ممن تكون فحوصاته “إيجابية” بضرورة الالتزام بالحجر المنزل لمدة 14 يوما، على أن يخضع لفحص طبي قبل فك الحجر.
إلى ذلك تجرى الاستعدادات على قدم وساق، لبدء العام الدراسي الأسبوع الجاري، في المناطق الفلسطينية، وفي إجراءات مشددة، تشمل تقليل الحصص الدراسية، وتقليص الدوام، وتعقيم المراكز التعليمية والفصول، ومنع الاختلاط والاحتكاك بين الطلبة.
افتتاح مراكز صحية
وفي سياق العمل الحكومي، لمواكبة متطلبات التعامل مع الجائحة، كان محافظ بيت لحم كامل حميد، افتتح محطة الأوكسجين في المركز الوطني الفلسطيني للتأهيل لمعالجة المصابين بفيروس “كورونا”، وقال خلال الافتتاح: “نحتفل بافتتاح وتشغيل محطة الأوكسجين في المركز الوطني والتي كان بحاجة ماسة لذلك، والتي توفر ما يقارب 120 أسطوانة غاز تفي بالغرض، ومن الممكن أن تزود مراكز أخرى مستقبلا”.
وأضاف أن هذا العمل والإنجاز يأتي بفضل تعاون وتضافر الجميع لا سيما صندوق الطوارئ في المحافظة الذي وفر إنشاء الغرفة والبنية التحتية في حين وفرت الصحة المولد الكهربائي.
وأكد أن بيت لحم باتت الآن أكثر استعدادا لتقديم الخدمة، مضيفا: “لكن المطلوب منها استكمال خطوة أخرى، لأن نكون جاهزين لما قد يحصل من زيادة في عدد المصابين”، مشيرا إلى ضرورة تجهيز المستشفى العسكري والذي يعمل عليه صندوق الطوارئ بمساعدة المجتمع المحلي.
وفي سياق قريب بحثت وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، ومستشار رئيس الوزراء للصناديق العربية والإسلامية الوزير ناصر قطامي، تكثيف العمل مع الصناديق العربية لاستقطاب المزيد من المشاريع الخاصة بقطاع السياحة والتراث الثقافي، وأشارت إلى أن الحكومة ووزارة السياحة والآثار تقومان بعمل كبير لمواجهة الأزمة الحالية والمرتبطة بفيروس “كورونا” حيث إن القطاع السياحي كان أول المتضررين وسيكون آخر المتعافين منها.
وأشارت إلى أن الحكومة تعمل حاليا من خلال إعداد الخطط والبرامج على عدة أصعدة، والتحضير للمرحلة القادمة “لنكون جاهزين ومستعدين للبدء بالعمل عندما تسمح الظروف لإعادة دوران عجلة السياحة من جديد”.
إلى ذلك فقد أفادت وزارة الخارجية بارتفاع حالات الوفاة في صفوف الجاليات الفلسطينية حول العالم بسبب فيروس “كورونا” إلى 207.
وأعلنت سفارة دولة فلسطين والقنصلية العامة في المملكة العربية السعودية، تسجيل حالة وفاة جديدة في صفوف الجالية للمواطنة نهله عبد ربه عثمان إبراهيم (55 عاماً)، بسبب الفيروس، كما أعلنت عن حالة وفاة لمواطن آخر مقيم في ليبيا، ليرتفع عدد حالات الوفاة في صفوف الجاليات إلى 207 حالات، فيما أفاد فريق العمل المختص بمتابعة أوضاع الجالية في أمريكا، بعدم تسجيل أية حالة وفاة جديدة لليوم العاشر على التوالي، ليبقى عدد حالات الوفاة 69.
في حين، أفادت سفارة دولة فلسطين لدى فنزويلا بتسجيل إصابة جديدة في صفوف الجالية بفيروس كورونا، وبذلك يرتفع عدد الإصابات هناك إلى 9، تعافت منها حالة واحدة، لتبقى 8 حالات نشطة.
عودة عالقي غزة
وفي غزة، أعلنت وزارة الصحة عدم تسجيل إصابات جديدة بفيروس “كورونا” بعد فحص 66 عينة مشتبهة خلال الـ 24 ساعة الماضية، وأشارت في بيان لها، إلى أن عدد العينات التي جرى فحصها منذ بداية الأزمة 14101، كانت جميعها سلبية باستثناء 78 حالة، توفيت واحدة منها وشفيت 70، فيما لا تزال سبع حالات تتلقى العلاج في مشفى الصداقة التركي جنوب غزة.
وأوضحت أنها تتابع الحالة الصحية لـ 257 مواطناً موزعين على ثلاثة مراكز للحجر الصحي وهم بحالة صحية مطمئنة ولم تظهر عليهم أي أعراض.
وفي سياق قريب، كشفت مصادر فلسطينية مطلعة لوكالة “صفا” المحلية أن الاتصالات مع الجهات المصرية المسؤولة أسفرت عن تفهم وموافقة مصرية على فتح معبر رفح خلال الأسبوع المقبل، لعودة العالقين، رغم ما تعانيه مصر من جائحة “كورونا”.
وأوضحت المصادر أن القرار بفتح المعبر وبالاتجاهين قد اتخذ، لكن لم يحدد يوم الافتتاح بالضبط وذلك ضمن الإجراءات الصحية اللازمة، وسيتم الإعلان عنه حال الاتفاق على اليوم والتاريخ المحدد.
وقالت المصادر إن الجهات الحكومية تتابع على مدار اللحظة تطورات الأوضاع حول تداعيات الفيروس، التي أصابت بالشلل الحركة والتنقلات وأغلقت المطارات لا سيما في ظل وجود آلاف العالقين في الخارج، وأيضا في داخل قطاع غزة.
وتابعت المصادر المطلعة أن الجهات المسؤولة في غزة تقوم بجهود حثيثة وعلى مدار الساعة لفتح معبر رفح وإنهاء معاناة الفلسطينيين العالقين.
جدير ذكره أن لجنة الطوارئ الحكومية في قطاع غزة أعلنت عن إغلاق معبر رفح البري، ضمن إجراءاتها الاحترازية لمنع تفشي فيروس “كورونا” في قطاع غزة، ولم تستقبل غزة منذ أكثر من شهرين ونصف أيا من العالقين، بعد اكتشاف إصابة نحو 40 مصابا بالفيروس في الفوج الأخير الذي كان عائدا وقتها.
وبالعادة يتم وضع جميع العائدين إلى قطاع غزة في مراكز الحجر الصحي الإلزامي، وهي إما فنادق أو مراكز أنشأت خصيصا لهذا الغرض، موجودة في عدة مناطق بالقطاع، ويقيم فيها العائدون لمدة 21 يوما، ويخضعون للفحص قبل الخروج إلى منازلهم، ويتم تحويل من تثبت إصابته بـ “كورونا” لمركز العلاج المتخصص.
والمعروف أن جميع حالات الإصابة بالفيروس التي اكتشفت في قطاع غزة، كانت لأشخاص من الموجودين في الحجر الصحي، وقد ساهمت عملية الحجر هذه في عدم وصول الفيروس إلى داخل مناطق القطاع حتى اللحظة.