يديعوت أحرونوت
إمكانية أن تشرك ايران اسرائيل في المواجهة العسكرية المتصاعدة بينها وبين الولايات المتحدة هي فرصة من ناحية جهاز الامن في اسرائيل.
وزير الدفاع، نفتالي بينيت، يبث لهيئة الاركان رسالة واضحة: مزيد معدل السرعة. من هجمات تأتي على سبيل الرد ضد اهداف ايرانية في سورية الى هجوم مبادر اليه ومتواصل. بكلمات اخرى: اذا كانت اسرائيل تهاجم اليوم اهدافا ايرانية وسورية فقط عندما ينكشف عتاد عسكري ايراني وصل الى سورية بهدف تعزيز البنية التحتية العسكرية الايرانية في سورية وفي لبنان، فان وزير الدفاع يعتقد بأنه حان الوقت لتغيير الاستراتيجية. عدم الانتظار الى أن يأتي العتاد، بل ضرب اهداف ايرانية في ظل جباية ثمن باهظ في الارواح، الى أن يجف مسار التهرب من العراق الى سورية ويفهم الايرانيون بأن الاستثمار في المواجهة مع اسرائيل هو ببساطة مستنقع مغرق.
ليس مؤكدا ان كل قيادة الجيش تتبنى استراتيجية بينيت القتالية هذه، ولكن صاروخا جوالا واحدا على حيفا كفيل بأن يغير رأيها. اذا استغل الايرانيون الهجوم الاميركي الاخير في العراق كي يعاقبوا اسرائيل، فإنهم سيخدمون اولئك الذين يدعون في اسرائيل الى استغلال الضائقة الايرانية السياسية في العراق والضائقة الاقتصادية في الداخل، لأجل التخلص من الايرانيين في سورية.
يعد العام 2020 كعام المواجهة العسكرية بين ايران والولايات المتحدة. يبدو أن حجر الدومينو الاول في طريق المواجهة سقط منذ هذا الاسبوع، مع تبادل الضربات على الاراضي العراقية بين الجيش الاميركي والميليشيات العراقية المؤيدة لايران.
في حزيران (يونيو) من هذا العام حذر وزير الخارجية الاميركي بومبيو القيادة العراقية من أن مقتل مواطن اميركي على ارض العراق سيكون من ناحية الولايات المتحدة اجتيازا لخط احمر- وهذا السيناريو يتحقق بالفعل.
ان الصدام القريب يسرع اشتعالين. الاشتعال الاول هو النشاط العسكري الايراني، المباشر ومن خلال مبعوثين ضد الولايات المتحدة وحلفائه. اذا قرر الايرانيون ادخال اسرائيل الى صورة الضغوط على الولايات المتحدة، فسنجد انفسنا في مواجهة مسلحة معهم في سوريا وربما ايضا في لبنان.
الاشتعال الثاني هو في حقل خرق الاتفاق النووي. في 4 تشرين الثاني (أكتوبر) اتخذ الايرانيون الخطوة الاولى نحو الانفجار واعلنوا عن سلسلة من التراجعات عن الاتفاق النووي. ومن شأن هذه الاختراقات ان توصل ايران في نيسان (أبريل) و أيار (مايو) القادمين الى انتاج اليورانيوم بكمية اعلى بعشرة اضعاف عما هو مسموح لها في الاتفاق.
من ناحية الولايات المتحدة واسرائيل هذه كمية تسمح بالانطلاق نحو القنبلة النووية. إعتبارا من هذا الشهر تهدد ايران بارتفاع درجة الاعلان عن تخصيب اليورانيوم فوق 4.5 % في ظل استخدام اجهزة طرد مركزي حديثة محظور استخدامها. في هذه النقطة معقول الافتراض بان الدول الغربية ايضا المشاركة في الاتفاق – فرنسا، بريطانيا، المانيا – ستقرر الانضمام الى العقوبات الاميركية ومن هناك يكون كل شيء مفتوحا. هذا السباق، الذي ليس له حل في هذه اللحظة هو دعوة لعمل وقائي عسكري: اميركي، اسرائيلي او غيره.