عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Mar-2020

أُم وصفي ستضحي لأجلنا جميعًا - بسام ابو النصر
 
الدستور- إربد عروس الشمال ودرة الوطن التي خرج من بين جنباتها وصفي التل ووالده شاعر الأردن عرار وشفيق ارشيدات وعلي خلقي الشرايري وعارف البطاينة واحمد عبيدات وفواز البركات الزعبي و عون الخصاونة وذوقان الهنداوي، اصابها الوباء على غير ما أرادت وعلى غير ما تمنى أهلها فلم تكن راغبة ان يأتي وجع للوطن من قبلها.
 
 كانت عابرة للفايروس الذي أصاب بعضا من ابنائها وبناتها، اربد ربيع يتزين به الوطن وعقال يلبسه واذا كان قد حفها الوباء على حين غفلة وهاهم جل قاطنيها وقد أدركوا الوطن منذ تأسيسه وأهدوا لأجله شهداءهم وأبطالهم وقادتهم وشاركت اربد في صناعة المجد مع شقيقاتها السلط والكرك وكل الأخريات من مدن المملكة.
 
 لقد ساهم أهل اربد في الارتقاء بوطننا الحبيب منذ حكومة رشيد طليع الى حكومة عمر الرزاز. وقد أهدت اربد من بينهم وصفي التل واحمد عبيدات وعبد الرؤوف الروابدة وعون الخصاونة وكلهم ترك بصمة لا ينساها الأردنيون ولذلك فأربد ولادة الشهداء والقادة. يطوقها نهرا الأردن واليرموك ليرسما صورة مبهجة لبلدنا الحبيب، وما زال يسكنها التاريخ وتفوح منها عبقريته الذي أفضى الى تأسيس الإمارة فمنها جعل الأمير الملك عبد الله الأول حاضرته الأولى في الشونة الشمالية ومن اربد انطلقت جحافل اللواء الأربعين لتعاضد الأشقاء شمال اليرموك في حرب تشرين، وما زال يسكن ارض اربد قبور شهداء اليرموك وشهداء طاعون عمواس من الصحابة ولذلك اربد تهدي من بنيها لوطن اكبر هو الأردن. وهاهم أهلها يدفعون من وقتهم وصبرهم وانتظارهم لأجل ان يكون الوطن آمنا ومستقرا وخاليًا من فايروس حمل لاربد من أقاصي الدنيا ليستقر في رئة احد ابنائها الذي جاء يفرح بزفاف ابنته قبيل ان يصبح الحدث مرعبا يهدد أرواح أهالي اربد الوادعة ليصبح من الواجب ان نقف الى جانب أهلنا في اربد وان نحميهم من وجع انتشار الكورونا لأننا نريد لاربد ان تتعافى من وباء عابر وان نتحمل معها. ما تعمل عليه الحكومة من إجراءات ولعل عزل مدينة اربد وقراها كان قرارا صائبا لأجل النشامى من أهل اربد ولأجل النشميات لنساهم في خلو اربد وكل محافظات المملكة من خطر هذا الوباء الخطير.
 
 اربد يا عروسا متحفة بينابيع الشمال الوارفة وسيبقى اليرموك اسوارة تطوق ساعديك وهذا الربيع الذي انتظرناه. لأجل ان نزورك وننعم بشعابك وأوديتك وحواريك ورحاب الخضرة والزهر. وسننعم بهوائك الذي لن يخذلنا من هذا الزائر الثقيل الذي أثقل علينا جميعا وأثقل الكون وأثقل على أمهاتنا وآبائنا وأبنائنا وأشقائنا ولَك ان هذا الجيش العربي الذي بدأ ببنيك علي خلقي الشرايري ومحمد علي العجلوني يعود ليحميك يا أرابيلا ويحمي هذه العيون الاربدية الأجمل في وطني جاء ليحمي هذا الحمى الطيب فلا تجزعي يا سيدة المدن فما تجاوز به البعض كان فوق قلوبهم فالجميع أحبوك وما زال يتذكر خريجو وخريجات اليرموك من ضباط وأطباء ووزراء وقادة يتذكرون اهلك الطيبين وشوارعك والساحات التي امتلأت بالحب والهواء النقي ولن يخذلك الجيش العربي في عهد عبد الله الثاني ان يحموك ويحموا كل هذا الجمال الذي تنعمين به.