”#بکفي“.. منصة شبابیة تحارب التحرش الإلکتروني وتحمي المتضررین
تغرید السعایدة
عمان – الغد- مع ازدیاد تأثیر عالم السوشال میدیا على حیاة الأفراد، وقف مجموعة من الشباب یدا واحدة بھدف توعیة وحمایة الكثیرین من الجرائم الإلكترونیة، فخرجت منصة ”#بكفي“ للعلن، والتي تسعى إلى حمایة الشباب من ”التحرش“ على مواقع التواصل.
أول من أمس، شھد مدرج الكندي في الجامعة الأردنیة إطلاق المنصة ضمن جلسة حوار مجتمعي، دعا فیھا الشباب القائم على المبادرة عدداً من المختصین للحدیث حول خطورة الجرائم الإلكترونیة وأھمیة نشر الثقافة والوعي للحد من تبعاتھا والقضایا الجرمیة.
الجلسة الحواریة شاركت فیھا مدیرة معھد تضامن النسائي د.أسماء خضر التي قدمت رؤیتھا للشباب الجامعیین الذین حضروا الجلسة، تحت عنوان ”الجرائم الإلكترونیة وانعكاساتھا على طلبة الجامعات“، بتنظیم من قسم العمل الاجتماعي في الجامعة، لیكونوا على استعداد لتعلم أبرز
الطرق والنصائح وحمایة أنفسھم من الجرائم الإلكترونیة، عدا عن معرفتھم بأھمیة اللجوء إلى الجھات المختصة في حال تعرضھم لأي قضیة من ھذا النوع. المنسق في حملة ”#بكفي“ الطالب حسام العجوري، قال ”إن المنصة جاءت كعمل تشاركي
شبابي، وانطلقت في البدایة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فیما أصبحت الآن منصة یمكن لأي شخص وبخاصة الشباب التوجھ لھا سواء للتوعیة والتثقیف أو للإبلاغ عن قضیة تحرش إلكتروني، لیتم التعامل معھا بكل سریة، والتواصل مع الجھات المختصة لحل القضیة، كما في التواصل مع وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونیة ومعھد تضامن“.
البدایة لحملة ”#بكفي“، بحسب العجوري، كانت من خلال إطلاق مبادرة شبابیة تحت مظلة جمعیة سفراء الحیاة، ومشروع فضاء، وبدعم من السفارة الكندیة وusaid ،وبتنظیم من irex، وھي منظمة دولیة تعنى بالتوعیة الرقمیة وتناول قضایا التحرش الإلكتروني.
إقبال العدید من الشباب والفتیات على حضور الفعالیات الخاصة بھذه الحملة، كان دلیلا علىُ حاجتھم لـ“مرشد ومساعد“ مختص لمواجھة الجرائم الإلكترونیة والتعرف على كیفیة حمایة أنفسھم من خلال حساباتھم الخاصة، وھذا ما دعا منسقي ”#بكفي“ على أن یكون ھناك منصة تستھدف الشباب في مختلف المواقع.
وعبر التعاون ما بین الجھات المختصة وحملة ”#بكفي“، قال العجوري ”إن ذلك سیثمر في تقدیم الاستشارات القانونیة كافة وتوفیر الخبراء والمحاضرین للتوعیة المجتمعیة حول الموضوع ذاتھ“؛ إذ بینت خضر خلال حدیثھا أن ھناك ما یقارب 217 قضیة تم استقبالھا في المعھد خلال العام الماضي.
وأكدت خضر أن ھذا الرقم لا یعني بالضرورة أنھا إحصائیة واقعیة لمجموع القضایا الإلكترونیة، ولكن ھذا ما تم التوصل لھ من خلال لجوء المتضررات من السیدات بقضایا تحرش إلكتروني، وتقدیم الحلول لأغلبھا، مع وجود فرق دعم ومساندة قانونیة لھن، داعیةً كل سیدة من مختلف الأعمار للإفصاح عن التعرض للتحرش الإلكتروني وعدم التكتم، وتطبیق شعار ”بكفي“ بشكل عملي للحد من ھذه الظاھرة، قدر المستطاع.
وأشادت خضر بمنصة ”#بكفي“ التي انطلقت من الشباب الذین ھم أكثر فئة یتعرضون للقضایا الإلكترونیة لأنھم الأكثر استخداما لھا، لافتة إلى ظھور العدید من المشاكل الاجتماعیة بسبب التزویر والتضلیل وخطاب الكراھیة والابتزاز عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ولفتت إلى أن ھنالك ”تحدیات تشریعیة“ لھا علاقة بالوعي العام، وأنھ من الأھمیة بمكان أن یكون ھناك قوانین جدیدة تتاسب مع ھذه القضایا الحدیثة للمساھمة في الحد من الجرائم وحمایة
حریة التعبیر والرأي في الوقت ذاتھ. وخلال حفل إطلاق منصة ”#بكفي“، عرض القائمون على الفعالیة مقطعي فیدیو عن تدریب الشباب على أن یكونوا أنفسھم ویقدموا الدعم لبعضھم بعضا.
ودعا القائمون على المبادرة إلى أن یقدم الشخص شكوى وطلب الاستشارة بدون ”خجل من الوصمة المجتمعیة“، وتحدیدا الفتیات على وجھ التحدید؛ إذ إن ھذا الخوف یزید من نسبة الجرائم الإلكترونیة ویترك الفاعل ”حرا طلیقا في ھذا الفضاء الإلكتروني، لعدم ملاحقتھ قانونیاً“.
وقدم الطلبة توصیة في نھایة الجلسة، طالبوا فیھا أن یكون ھناك محددات للجرائم الإلكترونیة، والتي من الممكن أن تمنع وقوع الجریمة قبل حدوثھا من خلال تطبیقات عملیة خاصة بذلك، تراقب مصطلحات وعبارات تدخل في إطار التحرش الإلكتروني، لیكون ھناك ردع وحمایة في الوقت ذاتھ.
ومن خلال صفحة ”بكفي“ على مواقع التواصل، یتم بث العدید من الفیدیوھات التوعویة والاستشارات القانونیة التي یقدمھا مختصون، كما بین العجوري، الذي یدعو الشباب كافة من مختلف الفئات العمریة إلى متابعتھا بشكل دائم، كونھا ”تحصن من الوقوع في فخ التحرش الإلكتروني“ والابتزاز واغتیال الشخصیة وغیرھا الكثیر من القضایا المتعلقة بالجانب ذاتھ.
إلى ذلك، یسعى فریق ”بكفي“ إلى إطلاق حملات مماثلة في مختلف الجامعات الأردنیة والمدارس والتواصل معھم بھدف التوعیة. وفي الوقت ذاتھ، تؤكد فیھ خضر ضرورة أن یكون ھناك حملات مماثلة موجھة للمراھقین من كلا الجنسین، والذین ھم من الفئات التي یمكن أن تقع بسھولة في فك الجرائم الإلكترونیة؛ إذ بینت الإحصاءات الرسمیة أن نسبة المراھقات في الأردن ھي 7.7 % من نسبة السكان.
وسیعمل معھد تضامن النساء على تنظیم مؤتمر خاص موجھ للمراھقات من مختلف محافظات المملكة خلال شھر حزیران (یونیو) المقبل، یتم فیھ مناقشة القضایا التي تتعلق بالمراھقات والوقوف على أبرز مشاكلھن من مختلف الجوانب.