عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Feb-2020

داعش تعود في العواصم الأوروبية - باسل ترجمان

 

الدستور- في اقل من ثلاثة ايام شهدت ثلاث عواصم اوروبية عمليات طعن ومحاولات اقتحام مقرات لقوات الشرطة من قبل مسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم داعش الارهابي الذي اعترف بمسؤوليته عن عملية الطعن التي نفذها ارهابي في العاصمة البريطانية لندن.
لندن بروكسل واخيرا باريس محطات قديمة جديدة في عمل الجماعات الارهابية التي تسعى لتنفيذ جرائمها تحت شعار «مازالت الجماعة قادرة على الفعل».
هذا الاسلوب الذي عادت به داعش وخاصة عبر «السكاكين المتفردة» يحمل رسائل جديدة متعددة من الجماعة بعد مرحلة كمون واختفاء جراء الضربات الموجعة التي تلقاها على الارض في العراق وسوريا وبدرجة اقل في ليبيا وسقوط اليات التواصل بين الخلايا والافراد المنتشرين في العالم وبين قيادتهم، والرسالة الخطر التي يمكن اعتبارها مؤشرا على العودة هي اعلان الجماعة الارهابية أن احد مبايعي التنظيم منفذها.
هذه العمليات المفاجأة تحمل في طياتها تحذيرات بأن التنظيم الارهابي استعاد اليات التواصل مع خلاياه وعناصره في الاجنحة الخارجية وأن هزيمته في سوريا ومقتل قياداته ليست ضربة قضت عليه بل تم الانتقال لنقاط جديدة ستكون قواعد للتحرك والهجوم على الاعداء بعد سقوط دولة الخلافة وهزيمتها ميدانيا وعسكرياً.
المساحات الجديدة لتحرك التنظيم الارهابي بدأت في التوسع مع موجة هجرة جديدة لمن يحاولون تسميتهم باللاجئين السوريين الفارين من شمال سوريا باتجاه تركيا هروباً من تقدم قوات الجيش السوري لتطهير الكثير من المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الارهابية في المناطق المحاذية للحدود مع تركيا، وهؤلاء قد يشكلون مرة اخرى موجات هجرة عبر مراكب الموت من تركيا باتجاه اوروبا ويندس بينهم العشرات من الارهابيين في تكرار لما جرى بعد ان انتشرت صورة للطفل ايلان الكردي ميتاً على احد شواطئ تركيا في سبتمبر 2015 وقادت تلك الحملة المنظمة لفتح ابواب الهجرة لعشرات آلاف اللاجئين الى اوروبا ومعهم عشرات الارهابيين الذين نفذوا جرائم وحشية كانت فرنسا وبلجيكا ساحاتها الاساسية.
الخطر الاكبر الذي يهدد اوروبا اليوم وخاصة الدول التي دخلت في معركة حقيقية ضد داعش وبقية الجماعات الارهابية المختلفة في التفاصيل المتفقة على المنهج يتمثل في انتقال مئات المرتزقة من الشمال السوري باتجاه ليبيا تحت مسمى الجيش السوري الحر وبعض الجماعات المسلحة وهؤلاء الارهابيين من جنسيات مختلفة بدأ عدد منهم محاولات الوصول عبر قوارب الهجرة السرية التي تنطلق من مناطق الغرب الليبي باتجاه اوروبا رفقة عشرات من المدنيين من جنسيات شرق اوسطية وصلوا الى ليبيا مؤخرا وتم نقلهم عبر جماعات الاتجار بالبشر المرتبطة بالجماعات الارهابية والعصابات المسلحة في الغرب الليبي وخاصة مدينة «زوارة» التي تحولت لأكبر مصدر لقوارب اللاجئين إلى اوروبا.
انتقال هده المجاميع من المرتزقة والارهابيين الى ليبيا شكل أيضاً مساحة مهمة لاستعادة اتصال بعض الارهابيين بالخلايا النائمة والمبايعين لداعش بحيث صارت لديهم امكانية الحصول على وسائل اتصال خارجة عن مناطق الرقابة التي كانت مفروضة على الاتصالات في مناطق الشمال السوري، مما يسمح لهم بالعمل بأكثر حرية.
المخاوف الحقيقية من انتقال ارهابيين من الدواعش إلى اوروبا عبر موجات الهجرة التي ستبدأ مرة اخرى من تركيا باتجاه اوروبا للاجئين السوريين الفارين من المعارك او عبر انتقال اعداد ليست بسيطة من المرتزقة التابعين للجماعات الارهابية التي نقلت من تركيا الى ليبيا قد يفتح الباب مجدداً امام مخاطر عمليات إرهابية دموية كبيرة في عواصم اوروبية يعتبرها الدواعش عدوهم الاكبر.
 
* صحفي خبير في شؤون الجماعات المتطرفة وصناعة الإرهاب