الدستور- ان الحركات الاصلاحية في اي دولة او اي منشأة تقوم دائماً على افكار اصلاحية، يسعى القائمون عليها لتغيير الواقع التقليدي الى واقع اكثر تطوراً وحداثة، وحتى ينتقل هذا الفكر الى حركة وعمل وانتاج لا بد من توفر شرطين اساسيين، الاول ان يتبنى هذا الفكر اشخاص مسؤولون يتحركون به في الواقع القائم وينتقلون به الى العمل في هذا الواقع لغايات تطويره واعادة هيكلته وتحسين هذا الواقع نحو الافضل.

والامر الثاني ان يظهر اثر هذا الانتقال تغيراً ملموساً في هذا الواقع يلمسه المواطن والتاجر والمستثمر لتتسع دائرته ويثبت جدواه وتولد الافكار افكاراً جديدة ويتبناه المجتمع.

واصبح التكيف امراً واقعاً جديداً يتشارك فيه الجميع لايجاد حلولاً للمشكلات والازمات، حيث ان هناك علاقة تبادلية بين الفكر والواقع، اي تشكيل الصورة المنشودة لما نطمح اليه من نهضة في كافة المجالات حركة اجتماعية واقتصادية وسياسية وفكرية، فمفهوم الحركة يشير الى الرغبة في احداث تغيير للواقع السائد، اي ان هناك وسائل وجهات قائمة على احداث ذلك التغيير نحو الافضل.

لكننا نشاهد ان هذا المفهوم يعمل على تمكين التقليديين من تثبيت ذريتهم وابنائهم واصحابهم وفق مبدأ المحسوبية والشللية لاتباع نفس النهج الفكري والعملي.

وكأن شيئاً لم يكن لذلك العامل والموظف والمتقاعد الذي لم يلمس أي تغيير ملموس ايجابي على الواقع الذي يزداد مرارة، فانه يلجأ الى حراك شعبي لتحسين اوضاعه المالية والمطالبة بالزيادة على راتبه التقاعدي، ليشمل هذا الحراك كافة القطاعات طبية وهندسية وعمالية وغيرها.

فهناك عناوين لفكر الحركة وحركة الفكر لافكار حاضرة في ذهن القيادات لتؤخذ بعين الاعتبار، وما تحتاجه من جهد لبلورة المنظومة العملية ولتغذي فكر المسؤولين بالزاد الفكري ولترجمته عملياً.

الا ان ذلك لم يحدث على الواقع العملي وبقيت الامور اصلاحات نظرية تنظير في تنظير مخالف الى الحاجة المجتمعية، والنقد يزداد يوماً بعد يوم فهل لغاية الآن لم نستطيع ايجاد قيادات تستطيع عقولها ان تنتج افكاراً تطبيقية وعملية تحسن من الواقع العملي والاجتماعي.

وهل الازمة ادراية ام فكرية ام ان هناك من يحرس الفكر التقليدي، ويمنع تحولها الى افكار حية تضبط الحركة العشوائية وتحولها الى حركة عملية انتاجية في ضوء المتغيرات والمستجدات، فكر حر فكر ابداع من غير خضوع للتقليديين والتحرر من التبعية حتى ينمو هذا الفكر.