عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Jul-2020

محاكمة غيابية.. إلى أي مدى سيذهب القضاء التركي في معاقبة قتلة خاشقجي؟

 

 أنقرة - زاهر البيك - فتح عام 2020 أبوابه دون أن يُغلق التحقيق في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وسط سعي سعودي لإغلاقه ومحاولات تركية لإنجازه، إلى أن تحقق ذلك اليوم.
 
فقد عقدت محكمة في إسطنبول اليوم أولى الجلسات الغيابية لـ20 متهما سعوديا، وسط تساؤلات عن جدوى المحاكمة في ظل عقدها غيابيا، وإمكانية تنفيذ الأحكام الصادرة عنها.
 
ورغم أن الرياض رفضت تسليم المشتبه فيهم للمثول أمام القضاء، فإن أهمية الإجراءات القضائية تعود إلى أنها المحاكمة العلنية الأولى في مقتل خاشقجي، حسب مراقبين.
 
عدد من المتهمين في قتل جمال خاشقجي (الجزيرة)
سير المحكمة
أنهت محكمة العقوبات المشددة في مدينة إسطنبول أولى الجلسات الغيابية للمتهمين بقتل الصحفي السعودي خاشقجي داخل قنصلية بلاده عام 2018، وأرجأت الجلسة الثانية من القضية إلى 24 نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
 
واستمع قاضي المحكمة لشهادات موظفين أتراك في القنصلية ومسؤولين مقربين من خاشقجي، بالإضافة إلى خطيبته.
 
وحسب قناة الجزيرة، فإن المحكمة التركية أمرت بإبقاء مذكرات الجلب الدولية في قضية خاشقجي وإحضار الغائبين للمحاكمة بالقوة، كما طلبت من قسم الشرطة الدولية (إنتربول) في تركيا التواصل مع نظيره السعودي وانتظار رده لجلب المتهمين.
 
وأعدت النيابة العامة في إسطنبول لائحة اتهام من 117 صفحة ضد المتهمين الصادر بحقهم قرار توقيف في إطار مقتل خاشقجي، وتطالب اللائحة بالحكم المؤبد لأحمد عسيري وسعود القحطاني، وهما مقربان من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
 
كما تطالب اللائحة بالحكم المؤبد بحق الأشخاص الـ18 الآخرين بتهمة "القتل مع سبق الإصرار والترصد والتعذيب بشكل وحشي".
 
وذكرت لائحة الاتهامات أن خاشقجي تم خنقه حتى الموت وتمزيق جسده، ولم يتم العثور على أشلائه.
 
ويطالب المدعي العام التركي بإنزال عقوبة السجن مدى الحياة بهم جميعا، وهي أقصى عقوبة في تركيا منذ إلغاء عقوبة الإعدام عام 2002.
 
يذكر أن 16 محامياً من نقابة المحامين في إسطنبول انتدبوا للدفاع عن المتهمين في هذه القضية.
 
شهود وشهادات
وحسب وسائل الإعلام التركية، وقفت خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي أمام منصة القضاة وأدلت بشهادتها، متحدثةً عن اليوم الذي ضاع فيه مستقبلها.
 
ووصفت في تصريحات مقتضبة بعد جلسة الاستماع خاشقجي بصديق وزميل وحليف ورفيق لكثير من الأشخاص وليس لها فحسب.
 
وقالت "العملية كانت مؤذية نفسيا لي للغاية"، ولكن تعهدت بمواصلة متابعة المحاكمة عن كثب، وأعربت عن ثقتها في القضاء التركي.
 
وفي شهادته أمام المحكمة، قال ياسين أقطاي مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي إن سعود القحطاني مستشار ولي العهد السعودي طرد نجل جمال خاشقجي من عمله للضغط على والده، وأضاف "خاشقجي أبلغني أن القحطاني هدد أحد أبنائه وطلب منه أن يتوقف أبوه عن انتقاد النظام".
 
وتابع أقطاي "جمال أخبرني أن ما يحدث في اليمن دفعني لكتابة مقالات ناقدة للنظام السعودي"، ولفت إلى أن خاشقجي أخبره أن النظام السعودي "يفرض على مواطنيه طاعته بخصوص ما يجري باليمن".
 
بدوره، أكد موظف الأمن التركي المرافق للقنصل السعودي في شهادته للمحكمة أن القنصل "طلب منّه أخذ إجازة في اليوم الذي قُتل فيه خاشقجي".
 
في أواخر 2019، ذكرت الرياض أنها حكمت على خمسة أشخاص بالإعدام بعد محاكمة أحيطت بسرية، وبرأت المحكمة ساحة عسيري (يسار) ولم تتهم القحطاني (الجزيرة)
الإدانة ثم القبض
وفي هذا السياق، ذكر نظيف كرمان مؤلف كتاب "الدبلوماسية المتوحشة.. الأسرار المظلمة لجريمة خاشقجي"، أن "جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي حصلت في تركيا، وحسب القانونين التركي والدولي فإن محاكمة المجرمين يجب أن تكون على الأرض التي وقعت فيها الجريمة، خاصة أننا شهدنا محاكمة هزلية لهم في السعودية".
 
وقال الكاتب التركي للجزيرة نت إن تركيا ستواصل العمل مع الإنتربول لجلب المتهمين إلى المحاكمة في تركيا ومن ثم نيلهم العقاب، وهنا تكن أهمية عقد المحكمة أيضا.
 
وأضاف "ليس من حق أبناء جمال خاشقجي العفو عن قتلة أبيهم لأنها قضية رأي عام وهي جريمة ضد الإنسانية، فضلا عن أن السيدة خديجة جنكيز خطيبة الضحية لم تعف عن القتلة، بل طالبت مرارا بمحاكتهم وملاحقتهم والقبض عليهم".
 
ولفت كرمان إلى أن المحكمة لها قيمة رمزية وتأتي في سياق تسمية المسؤولين عن قتل خاشقجي بشكل رسمي.
 
وأكد الكاتب التركي أن أدلة المحكمة ونتائج حكمها ستساعد مستقبلا في أي محاكمة دولية للقتلة، وستقدم معلومات مهمة للقضاء الأممي.
 
وأشار إلى أن المحاكمة أحيت القضية من جديد وهي تشجع السياسيين والبرلمانيين على الاستمرار في مناقشة القضية.
 
من جهته، قال مصدر خاص في دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية التركية للجزيرة نت إن عقد المحكمة جاء بالتنسيق مع الإنتربول الدولي الذي لن يتمكن من ملاحقة القتلة والقبض عليهم إلا بناء على طلب رسمي بعد إدانتهم رسميا في محاكمة علنية.
 
وذكر المصدر أن الرياض حاولت مرارا وتكرارا خلال الفترة الماضية تسوية قضية خاشقجي مع أنقرة، مؤكدا أنه ليس في وارد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تسوية القضية تحت أي ظرف من الظروف.
 
ولي العهد السعودي
وعلى هامش المحاكمة اليوم، قالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء أنييس كالامار التي حققت في مقتل خاشقجي "إنها المرة الأولى التي يضطلع فيها النظام القضائي بمسؤولياته، ويتحدث عن جمال خاشقجي وعن قتله وعن الشهود وعن الضحايا بطريقة قابلة للاعتراف بها دوليا".
 
وأضافت "لا أعرف لماذا لم يتم توجيه الاتهام لولي العهد السعودي اليوم هل لأنه شبه رئيس دولة؟"، مؤكدة أنه سيتم ذلك في مرحلة ما من المحاكمة.
 
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، ذكرت الرياض أنها حكمت على خمسة أشخاص بالإعدام بعد محاكمة أحيطت بسرية، وبرأت المحكمة السعودية ساحة عسيري ولم تتهم القحطاني.
 
وذكر أبناء خاشقجي بعد ذلك أنهم قرروا العفو عن قتلة أبيهم، مما مهد الطريق أمام إرجاء تنفيذ العقوبة.
 
المصدر : الجزيرة