عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Feb-2020

“أنا قادم” فيلم عن حياة الغجر في “شومان”

 

عمان- الغد- “كيف يمكن لدماء تغلي برغبة عارمة بالثأر أن تتدفق هي ذاتها بالحياة والرقص والغناء؟”، تساؤل يلخص الفيلم الاسباني الذي عرضته مؤسسة عبد الحميد شومان؛ ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية، عند الساعة السادسة والنصف من مساء أمس في مقرها بجبل عمان.
و”أنا قادم” إنتاج العام 2000، للمخرج الفرنسي الجزائري الغجري توني غاتليف يقدم فيه “توليفة” قد تبدو خيالية ولكنها في صميمها تحمل هوية الغجر الروحية؛ حيث الغجري العاشق للحياة والغناء والرقص، لكنه في الوقت ذاته يذهب بثبات للقتل عندما يتعلق الأمر بالثأر.
والفيلم دراما اجتماعية على خلفية صراع عنيف وقديم بين عائلتين من الغجر الأندلسيين؛ حيث كاكو الشخصية الرئيسية في الفيلم الذي أصبح المسؤول الأول عن العائلة بعد سفر أخيه الأكبر إلى المغرب هرباً من الثأر بعد أن قتل رجلاً من عائلة كارافاكا، وترك ابنه المتخلف عقلياً دييجو عرضة للقتل.
كاكو رجل قوي ومعتد بنفسه، وله تأثيره في مجتمع الغجر المحلي، ومع ذلك فقد تمزق قلبه ألماً بموت ابنته الوحيدة، فراح يزور قبرها باستمرار، يبكي بصمت على صورتها، وقد نقل كل ما لديه من حب وحماية وحماسة إلى ابن أخيه دييجو، لكن هرب أخيه جعله في المواجهة؛ إذ قدِم أفراد عائلة كارافاكا طالبين تحقيق العدالة، وأن يدلهم على مكان أخيه، وعندما رفض كاكو خيانة أخيه، هددوا بقتل ابنه دييجو. على الرغم من اعتزاز كاكو الشديد بنفسه، إلا أنه يدرك في النهاية أنه يجب كسر دائرة القتل والانتقام. ولكن كيف تمكن من تحقيق ذلك وحماية كل شخص يحبه؟
على مستوى آخر، يحتفي المخرج غاتليف في فيلمه “أنا قادم” بالثقافة الموسيقية في الأندلس/ جنوب إسبانيا، في مدينة إشبيلية والقرى المحيطة بها؛ حيث يمتزج عدد من الثقافات والتقاليد المتوسطية (البربرية والغجرية والعربية والإسبانية)، ويطلق الغجر في مدى جنوب اسبانيا موسيقاهم المرتجلة التي تعبر عن روح الغجري الثائر، الحر، المحب، والمجروح، وسريع الغضب، وينعكس هذا المزيج من الأمل واليأس في رقص وموسيقى عذبة تحمل اسم الفلامنكو، نشاهدها في الأماكن التي يرتادها الغجر في الفيلم، في الحانات والساحات ويقدمها أشهر مغني وعازفي الفلامنكو، كذلك نشاهد الغناء الصوفي العربي الممتزج بمجتمع الغجر المحلي.
كان لفيلم “أنا قادم” فرصة العرض الختامي في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي العام 2000، ترشح وحاز على أكثر من جائزة دولية.
يشار إلى أن مؤسسة عبد الحميد شومان؛ لا تهدف لتحقيق الربح، تُعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.