عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-May-2022

سلامة يكتب: نون النسوة .. سخنين، شيرين، جنين!

 

عمون -
أحمد سلامة
 
في الثلاثين من اذار سنة ١٩٧٦ خضب دم الشهيدة خديجة شواهنة ارض سخنين وكل الجليل ومع رفاقها الخمسة، تم بدء الحكاية الجليلة (يوم الارض) وتم وقف مؤامرة كبرى على عرب الجليل في تهجيرهم والاستيلاء على آلاف الدونمات.. كانت سخنين هي المرحلة وكان استبسال واستشهاد خديجة، سمية زوجة الحبيب المصطفى عليه السلام، الجواب والرد على المرحلة !!!!
 
من الاول في ابريل / نيسان حتى -الحادي عشر من ذات الشهر من سنة ٢٠٠٢ معركة الصمود الاسطورية لاجمل سيدات فلسطين وارفعهن فتنة (جنين) كل جنين عروس الشمال وبوابة الجنة ومهوى افئدة قلوب العرب حين قدمت مخيمها عربون محبة وشهدائه قناديل الخلود..
 
في الحادي عشر من مايو / ايار اعادت شيرين الماء لنهر جنين الذي ينتظر دوما سيلا هادرا من دم زكي يرفده بالمحبة والحياة..
 
يا لمحاسن الاقدار.. كيف صنعت نون النسوة (في سخنين وشيرين وجنين) قصة فلسطينية ساحرة مذهلة!
 
لو يقرأ قادة لعبة الغزوة اليهودية المؤقتة لفلسطين هذا التشابك الفاتن (بين الاقانيم الثلاثة (سخنين والمسيح وجنين) لاراحوا انفسهم من ملاحقة بنت الله شيرين في تابوتها ولما اغلقوا بيت عزائها واخفضوا الرايات التي هفهفت فوق جثمانها الطاهر، ولما جاسوا خلال الديار في جنين باحثين عن ردم من الاكاذيب يغلفونها بالرصاص…
 
شيرين ليست القصة وحدها بل شيرين مفتاح القصة…
 
انا شخصيا لا احب الاغراق في التحليل الديني وحده لتفسير الامور الحياتية لكن طالما ان يهود يسلكون السلوك الديني المجرد عن اية حقيقة فاني مضطر الى استخدام ذات المنهج…
 
اولا: إن الحزن والغضب الذي عبر عنه المسلمون والمسيحيون اثناء محاولة تثبيت التابوت فوق الرؤوس المترنحة تحت ضربات جند يهود قبالة المشفى الفرنسي هو حزن انساني اخلاقي وله ما يبرره لكننا في لحظة ما كأننا نسينا ان من ترقد في التابوت مسيحية كاثوليكية، وان من يحاول اسقاطها بالضرب المبرح هم جند يهود والفعل كله قد وقع على مقربة من صلب المسيح عليه السلام واعتقد ان الجميع يعرف ان المسيح يهودي ومن صلبه معروف ومن عذبه معروف والجوكر في لعبة الاذى دوما معروفا اذن ما الجديد في امر التطاول اليهودي على مسيحية شيرين.. انها تحمل صليب العذاب وصليب الحرية للبشرية كلها في وجه من قام بالصلب الاول..
 
ثانيا: إن كيان يهود يصر قادته ولا نعرف على عين الدقة كم يمثل هؤلاء الاستعلائيون الحمقى من جموع الناس العاديين من اليهود ممن توطن في فلسطين على انهم دولة دينية ويريدونها دينية!!
 
لنفترض ان موسى عليه السلام كان بشيرا ونذيرا لهم وحدهم والمسيح عليه السلام قد نثر دمه ليسعد البشرية كلها ويجنبهم شرور ما عانى منه من اضطهاد على يد صالبيه.. ومحمد اخر الرسل وسيد البشر الذي بعث (هاديا ومبشرا ونذيرا) والذي آمن بما انزل اليه من الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله (ولم يفرق بين احد من رسله) ونحن المسلمون قلنا مستجيبين سمعا وطاعة هؤلاء الثلاثة هم من كانوا اليوم يتصارع ممثلوهم حول الجنازة لشيرين..
 
المسيحية في العالم قرابة المليارين والاسلام باتباعه قرابة نفس الرقم واتباع المدججين بالقلق والقتل والدم والجنون كلهم لا يتجاوز عددهم باحسن الاحوال الـ ٢٠ مليون يهودي من زيلنسكي ووزير دفاعه اليهودي المحشوران في شعب من شعاب كييف حتى ذلك الجندي المجنون الذي كان يتمتع بتمايل جثمان شيرين امام المشفى ويحاول اسقاطه عن الاكتاف..
 
هذه اليهودية بممثليها هل ستكون قادرة على (عبط) الكونين المسيحي والاسلامي؟!
 
والى متى يراهن مجانين اليهود على الصمت المسيحي الداعم لهم اوروبيا انسى مسيحية امريكا ذاك موضوع آخر ويركن هؤلاء اليهود المتجبرين لعبثية الفرقة العربية الاسلامية وإلا ياتي يوم يتوحد المسلمون خلف نعش قادم اراه بعيني ليس املا بل يقينا يكون اول سطر في سفر الخلاص واشفاء اليهود من مرضهم وجنونهم المتغطرس من غير مبرر واقعي..
 
لن تظل اوروبا تشجب وحسب فروما لم تزل تحتضن الفاتيكان وكل حماقة واشنطن في اعتبار نفسها بديلا للمسيح ذاته ستمضي بين اكوام الحقائق الجديدة في العالم بعد اوكرانيا..
 
ثالثا: منذ ان لاذ ذاك المسكين (نورييغا) في بنما الى سفارة الفاتيكان واعلن البابا قبول حمايته وبعد ساعات ارسل جورج بوش الاب مروحياته وبانزال خاطف سحب نورييغا لواشنطن في الثالث من يناير ١٩٩٠ منذ تلك اللحظة كانت واشنطن تمشي مع هوسها بتدشين عقدة
(روما الثالثة) وان الفاتيكان قد اصبح البيت الابيض..
 
ولأن التقت مزاعم الصهيونية في الانابة عن اليهودية مع اوهام واشنطن لتكون روما الثالثة فان الازهر سيظل سيد الفتوى والفاتيكان منارة الحب المسيحي وروما الابدة ممثلة للمسيحية الاوروبية ومهده عندنا وقيامته لنا وفينا..
 
رابعا: أصل كل الحضارة الاوروبية انبثقت من مطل الاكروبولوس الاغريقي في اثينا وسر هذا المطل اسطورة الحب، والهته امرأة هي افرودايت ونحن نتوفر على افرودايتنا في بلاد الشام التي تنوب فلسطين في اللحظة الراهنة نيابة عنا اجمعين ان من يحاول الضغط على الجثمان باسقاطه من فوق الرؤوس بهمجية طاغية مصرا ان يجعل شيرين تتوجع وهي ميتة بعد ان ارداها الرصاص القذر المتفجر..
 
إن هذا السلوك والسالك له يعتبران جنونا دنيئا وسنستمر نحمل الجثامين ونغني وعلى مهلنا نزم الشفاه لهؤلاء القتلة العاقدين العزم على محاربة الانسانية كلها ايها اليهود ايها العقلاء منكم ان بقي احدا عاقلا في سلطة الموت الاسود في تل ابيب..
 
مريم العذراء هي فلسطينية رغما عن انوفكم وهي سيدة الحب واميرة السلام وشيرين ابنتها
ومريم امنا كلنا علمتنا التضحية والزراعة والبهاء والفداء وسخنين هي اسم انثوي نسوي ايضا
اول الخلود في الجليل ورمز الدفاع عن الارض وجنين انثى رحمها ينجب الشهداء قوافل ومشاعل..
 
ليس مصادفة أن اميرة الفداء شيرين ابو عاقلة هي امرأة وهي مسيحية وهي فلسطينية ولا يفيدها الجنسية الامريكية لأن ذلك يصير حيادا تاما حين يتعلق الامر بفلسطينية لو كانت شيرين تحمل الجنسية الاوكرانية لانتفضت امريكا وارسلت حاملة الطائرات (نيميتز) التي دقت عنق العراق لتدافع عن شيرين لكن شيرين الفلسطينية حاملة (الجنسية الامريكية) لا تستحق من واشنطن سوى ان قالت (ليست محكمة الجنايات الدولية المكان المناسب للتحقيق) إن جنسية شيرين الامريكية درس بالغ الخطورة والاهمية لمن يتدفأ بالحطب الأمريكي فهذا الحطب كله يحرق في واشنطن ليدفئ قلبا واحدا هو قلب الحبيبة الشبيه في الاستئصال والعربدة (دولة يهود)..
 
احسست في محنة الجثمان ان واشنطن عاتبة على اليهود لانهم لم يحرقوا كل الفلسطينيين سنة ١٩٤٨ كما فعلوا هم في الهنود الحمر!
 
ايها الناس عام ١٩٧٦ كانت سخنين هي المرحلة وخديجة قد حسم دمها الجواب والمخيم في جنين سنة ٢٠٠٢ قد فتح الباب لحكم ذاتي ناعم هادئ وجيء بـ (ديتون) وصنع السياج الامريكي بايد فلسطينية حماية للدم اليهودي الذي سال في ازقة جنين لكن جنين ومخيم جنين وجبع وسيلة الحارثية وكل بلدات الجوار قد ابقت على رفضها وتمردها وعدم انصياعها لجبروت ديتون ومخططاته الامنية الجائرة..
 
واليوم ثمة شيرين وجثمان وكنيسة وجند مجانين يلاحقون الروح بعد ان افنوا الجسد..
 
ما بعد الدفن لجثمان شيرين في مقبرة صهيون المقدسية فان روح شيرين ستحلق في كل ارجاء الوطن العربي وليس فلسطين وحسب..
 
إني ابشرك يا شيرين أن دمك الذي وحد اجراس الكنائس ودمك الذي نثر نرجسا نبت فجأة في جدران القدس سينبت عما قريب قمحا وسنابل.. عاشت المسيحية العربية النقية التقية
عاش من ودع شيرين مصليا على روحها والله اكبر يعلو الحناجر بحب اسلامي خالص طهور
لاصهار الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وسلامه من احفاد ماريا القبطية (سيدتنا ام ابراهيم).. وعاشت شيرين ابو عاقلة شهيدة الموقف وسيدة القلم ومحبرتها دمها وعاشت
سخنين ذكرى الوفاء للارض وجنين عاشت عاشت عاشت بوابة الله على فلسطين ودرب العز ورمز الشهادة..
 
ختاما.. السر في اختيار شيرين الاستشهاد على بوابة الله جنين وبالتلاصق مع سخنين اوليس ذلك لغزا الهيا على اليهود العمل على تفكيكه.. فليطأمنوا بدل ان يتطاولوا وليتوقفوا عن جنونهم فقد حذرهم سعيد عقل قبل مليون سنة (الغضب الساطع ات) وكانت شيرين غضبنا الساطع الذي اتى..
 
يرحمك الله يا افرودايت الكرة الارضية والسماء..