عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Jun-2019

عن الرأي ومحمود الكايد*باسم سكجها

 الراي-اليوم، هو عيد ميلاد الرأي الثامن والأربعون، وأمس الأول كانت الذكرى التاسعة لرحيل أستاذنا، العميد والعمود الصحافي محمود الكايد، ولو كان للغالي أن يختار يوم غيابه لأخّره نهارين، ليتزامن مع ميلاد حبيبة عمره، تلك التي ارتبط الجزء الأهمّ من تاريخها بإسمه، والعكس صحيح بالضرورة.

 
أبو عزمي كان «الصندوق الأسود» للمهنة، وظللتُ ألحّ عليه أن يكتب تاريخها كما عاشه، ولكنّه ظلّ يرفض، أو في القليل كان يؤجّل، وحين كتب مقدّمة كتابي :«صحافة، ولكن» الذي صدر عن الرأي، أشار إلى الأمر، وسأعيد نشر مقتطف منها، فهو يتحدّث عن المهنة، وبالتالي عن الرأي، يقول:
 
(... ولمّا كنت واحدا من المنغمسين، حتى الأذنين، في الكثير، إن لم يكن في معظم الوقائع والاحداث والظروف، التي مرّت بها صحافتنا وصحفيونا وكتّابنا، فإنني أجد نفسي في غاية الحرج، إذا ما اردت أن أكتب في تاريخ الصحافة.. سواء ما عاشته من أيام فرح وانتشاء بالنجاح والتقدم، وأيام سعادة بالنهوض وتقديم الجديد، أو ما عاشه الصحفيون والكتاب من ساعات إعتزاز بموقف شريف، أو ساعات بهجة وسرور بالفوز بسبق صحفي، أو تقديم معالجة جريئة، أو مقال جيد ومثير. أو ما قاسته الصحافة من تضييق حريتها، واستقواء عليها، وإختطاف لها في ظروف معروفة...
 
ثم ما واجه الصحفيون والكتاب، من محاصرة وتشويش وتشكيك ومنع من الكتابة، وغيرها من صنوف التضييق والحرمان، حتى وصل الأمر، في بعض من تبوأوا مراكز في الاعلام، الى حدّ الكيد والدس والوقيعة بين الصحفيين بعضهم مع بعض، وبين الصحفيين والمسؤولين في الدولة.
 
أعود فاقول: كنت واحداً من الذين عايشوا هذه الاحداث والوقائع، بحلوها ومرّها، يوماً بيوم، وعلى مدى ما يزيد على ربع قرن من الزمان، هو «في رأيي» التاريخ الحديث للصحافة الاردنية.. فيه كبرت، وفيه نمت وتطورت، وفيه تدربت كوادر صحفية وفنية قادرة.
 
وفيه قفز العشرات، بل المئات، من الصحفيين والكتاب والادباء والشعراء، إلى مراكز متقدمة في ميادين الصحافة والابداع، وفي مجالات الثقافة والفنون، ووصلوا إلى مراتب عالية، نستطيع أن نفخر ونتفاخر بهم، وبالدور الذي قامت به الصحافة، في إبراز المواهب، وتقديم كل ما هو واعد وجيّد الى القراء، كأفضل ما يكون التقديم.
 
ولهذا، أجدني مترددا، وأنا أحاول أن أكتب تقديماً لاوراق ويوميات وذكريات خاصة وان في الذاكرة، ولديّ من الاوراق، الكثير. وهذا ما يزيد في ترددي، ويضطرني إلى الابتعاد، أو التغاضي عن الموافقة بعينها، والاحتماء بالتعميم، حتى لا أسمي الاشياء باسمائها، ولا الاحداث بوقائعها وتواريخها، مؤملا أن يأتي يوم يتاح لي، ولغيري، أن يقول ما يريد بصراحة ووضوح).
 
رحمك الله يا كبيرنا محمود الكايد، وأطال الله في عمرك يا الرأي الحبيبة، ومتّعك بوافز العزّ والنجاح والتقدّم، وكلّ عام والقراء بخير، وللحديث بقية.