عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Feb-2021

المحور الأردني - المصري - العراقي.. نواة للوحدة العربية*د. كميل موسى فرام

 الراي

تجسدت الرؤية بأهمية احياء المحور الأردني – المصري – العراقي، والذي قد يكون النواة الأمثل للانطلاق نحو عمل عربي مشترك، يعيد للأمة أمجادها وبعضا من ألقها، ضمن الظروف والتحديات التي تعصف بها، فهناك ظروف مستجدة بأبعاد استعمارية لغايات مغلفة بثوب الحرص، قد مزقت التضامن العربي، ولا بد من وقفة ومراجعة بهدف التقاط الأنفاس، وإعادة جدولة الأولويات، لأن الاستسلام للواقع يعني الهلاك، فهناك حاجة ملحة وضرورية لانطلاقة عربية جديدة، تستخلص من تجارب الواقع منطلقا لرسم المستقبل، ويمكننا القول بأن الأردن هو الأساس المحرك لهذا المحور لاعتبارات يصعب حصرها، فهو القلب الذي ينتصف الجسم العربي، يقف على مسافة واحدة وواضحة من جميع التجمعات العربية الحاضرة، بالرغم من الخلافات التي تعصف بنيان كل منها، فضبابية في علاقات دول المغرب العربي، ووضع متأرجح في السودان، وحذر خليجي، مع حرب طاحنة في اليمن، وحال بلاد الشام ليس أفضل من محيطه، ووضع فلسطين وقضيتها، رهين بتفاوضات وصراعات، كما أن التحديات التي تعصف بمصر، الشقيقة الكبرى، لإضعاف دورها القيادي المؤثر، يستنزف جزءا يسيرا من مقدراتها، وهناك استهداف معلن على أرض الواقع لبلاد الرافدين عبر فوضى التنظيمات المسلحة، والتهديد بإعادة احياء جزء من المنظومة التي سحقت فلولها، وسيف التطبيع الذي سلط على رقاب الدول العربية تنفيذا لوعود انتخابية كثمن أو مكافأة لخطوات انتحار وابتعاد، وهناك خنجر نازف بقلب القارة الأفريقية في ليبيا العربية.
 
جميع ما ذكرت على سبيل المثال، قد فرض على البعض بتولي مسؤولية وطنية وإقليمية، فكانت المبادرة الأردنية الناتجة عن حس المسؤولية العربية مؤشراً على أن قراءة التاريخ واستنباط الحكم، هو حصري بالعظام، فكان لجلالة الملك عبدالله الثاني، لمسة إحياء لتجسيد المبادرة، فالتعاون المخلص بين أركان مثلث الإحياء العربي؛ الأردن، مصر، العراق، يمثل النواة لإنعاش الأمل، فالشقيقة الكبرى تمثل بعدا يمنح العزيمة والقوة، ويشحن بطاقة الاطمئنان، لأن مصر مهد الحضارة بأركانها؛ القومية، العلمية، الفنية، الطبيعية، وهي السوق القادر على استيعاب وتسويق المنتج بما تمثله من قوة بشرية، وهناك نرى البعد الآخر المتمثل بالعراق صاحب الأمجاد والفضل، المدافع عن البوابة الشرقية للأمة العربية، بثقله الوطني والقومي والبشري والعسكري، ونحن ندرك بيقين أنه كان ضحية مؤامرة استعمارية مبرمجة لوهن قوته، فأقحم بمعارك منذ سبعينات القرن الماضي حتى اليوم تحت ذرائع ومسميات متناقضة، حيث يعصفه اليوم واقع مؤسف، يمنع عليه النهوض أو التقدم، وهو الرئة الحقيقية التي يمكن للأردن التنفس من خلالها بفتح اسواقه للصادرات الأردنية المختلفة التي من شأنها تقديم خدمة متبادلة، فهي مزود رئيسي للسوق العراقي بمنتجات مميزة ضمن المواصفات الصحية وتناسب مكونات المجتمع العراقي، وهي سوق مناسبة للصادرات الأردنية، التي يحاول البعض محاربتها عبر مبررات وهنة، وهو مزود رئيسي للمشتقات البترولية للأردن بأسعار تفضيلية.
 
التنسيق الأردني/المصري/العراقي، لبناء نواة عربية حقيقية فاعلة، هو الخطوة الأولى بالرد العربي الصحيح والحكيم على صفقة القرن لإفشال المخططات الاستعمارية المتجددة، حكمة لبناء المحور الأساسي بهدف جمع الشمل، خطوة أولى لإعادة إحياء التضامن العربي، خطوة على الجميع استيعاب مفرداتها، فتاريخنا العربي حافل بعطايا الاخر وتبرعاته على حسابنا، لحظة الحسم لفرض سماع الكلمة العربية بالوحدة والمحبة والتقارب، وربما في ذلك خطوة أولى نحو احياء منظومة بلاد الشام وللحديث بقية.