عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Sep-2022

أكاديميون يناقشون كتاب “الفلسفة والمشكلات المعاصرة” للزميلة نادية سعد الدين

 الغد-عزيزة علي

 ناقش أكاديميون مضامين كتاب “الفلسفة والمشكلات المعاصرة: التطرف والاغتراب الثقافي نموذجاً”، الصادر عن وزارة الثقافة، للزميلة الباحثة الدكتورة نادية سعد الدين، وذلك في الندوة التي أقامها منتدى الرواد الكبار، وشارك بها كل من د. جواد العناني، د. إبراهيم بدران، وأدارتها المستشارة الثقافية القاصة سحر ملص.
مديرة المنتدى هيفاء البشير، قالت “إن كتاب “الفلسفة والمشكلات المعاصرة” للباحثة الدكتورة نادية سعد الدين، يساعد الشباب وينير دروبهم من خلال توضيح دور الفلسفة في حل المشكلات المعاصرة ليكونوا على بينة مما يجري”.
د. جواد العناني، أشار إلى مقدمة الكتاب التي جاءت “الأهداف الرئيسية من الكتاب”، واقتبس منها “إن الكتاب يحاول البحث بدور الفلسفة في معالجة المشكلات المعاصرة. وذلك من خلال توضيح الرؤية الفلسفية تجاه تلك التحديات وسبل معالجتها، فهي إذن تقع فلسفياً ومنطقياً في خطأ من تريد تصويبهم. فالفتية والشباب الذين يقتنعون بفكرة ما يناضلون من أجلها يعتقدون أنهم على صواب، تماماً مثل ما تعتقد الدكتوره نادية أنها قادرة على إقناعهم بصواب رأيها. فكلاهما متمسك برأيه. ونرى ذلك بوضوح”.
وأضاف العناني “في نهاية المقدمة، تقول سعد الدين: لأن الكتاب موجه أساساً إلى الشباب العربي عامة، والأردني خاصة، فإنه سيعتمد أسلوب الحوار في مخاطبتهم من أجل محاولة تقديم المعلومة المبسطة والهادفة إليهم”، مبينا أن المؤلفة اعتمدت في كتابها أسلوب الحوار.
وتحدث العناني عن الهدف الرئيسي من تدريس الفلسفة الذي أقرته وزارة التربية والتعليم، وهو من أجل تزويد الطلبة بالقدرة على الشك، والإجابة عن الأسئلة أو التساؤلات، والملَكة لشرح ما يؤمنون به. هكذا نسلحهم بالأدوات التي تجعلهم قابلين لفكر الآخر، خاصة وأن الفلسفة ضمن مدرسة الفوضوية، لها مبرراتها عند معتنقيها. إن وراء كل فلسفة منطق تستند إليه، ولكن العبرة في البعد التطبيقي لتلك الفلسفات ونهاياته.
وخلص العناني قائلا “لا نريد أن ننقل أطفالنا من حالة رفض الآخر المتعصب لرأيه ومبدئه لنستبدلها بعصبية مضادة، لأن النتائج لن تكون كما نريد. والتسامح وفهم الآخر يجب ألا يقترنا بالضعف”، مشيرا إلى أن ما قدمته سعد الدين يدل على فهم عميق للفلسفة وعلى قدرة حوارية متميزة.
ومن جانبه، قال د. إبراهيم بدران “إن أهمية هذا الكتاب أنه موجه للشباب ويبدأ كل فصل بعبارة “أختي الشابة.. أخي الشاب”، وهذا من شأنه تجسير الفجوة بين الشباب وبين موضوع الكتاب، الذي يتناول الفلسفة باعتبارها أمرا أو موضوعا ليس مقصودا على الدارسين والباحثين، وإنما يمكن بل يجب أن يتناوله الشباب، فالكتاب يربط بين الفلسفة باعتبارها نشاطا عقليا وبين الواقع والأحداث التي يعيشها الإنسان، وبذا تخرج الفلسفة من “البرج العاجي” لتصبح واحدة من أدوات الحياة والمعاصرة ومواجهة الأحداث والالتزامات”.
يتابع بدران كلامه عن الكتاب “إن العالم يعيش نتائج الثورة الصناعية الرابعة القائمة على العلم والتكنولوجيا والرقمية والبيانات والاتصالات غير المحدودة، فإن تمكين الشباب من الفلسفة سوف يساعد على تطوير العقل العليم لهم والارتقاء بين العقل الى مستوى التجديد والابتكار والابداع، فهذا الكتاب ربط بين الفلسفة ومواضيع رئيسية ثلاثة هي “التطرف والاغتراب الثقافي، والمواطنة”، وهي مسائل أشد ما يكون الشباب بحاجة اليها في هذه الحقيقة الشديدة التعقيد”.
ورأى بدران أن الكتاب يركز على الجانب الأخلاقي في الفلسفة، إضافة الى الجانب العقلي، الأمر الذي يحتاجه الشباب ليربطوا بين العقل من جهة والوطنية والإنسانية من جهة ثانية ويربطوا بين حرية العقل في التساؤل والتفكير والإجابة وبين القيم الأخلاقية المستقرة، مؤكدا أن القرار الذي اتخذته وزارة التربية والتعليم مؤخرا بإعادة تدريس الفلسفة في المدارس خطوة إيجابية في الطريق الصحيح ونرجو أن تعزز الجامعات هذا الاتجاه.
من جانبها، قالت الدكتورة نادية سعد الدين، إن كتابها الذي يضم أربعة فصول مع المقدمة، يحلل دور الفلسفة في حل المشكلات المعاصرة التي يعاني منها الشباب العربي عامة، والأردني خاصة، مثل التطرف والاغتراب الثقافي، وتأثير الخطاب الفلسفي في تعزيز الوعي والإدراك وتنمية التفكير لديهم، من خلال استلال أدوات النقد والتحليل والتفسير التي توفرها الفلسفة، وتجسيدها واقعاً حياتياً، لتطوير قدراتهم المعرفية وتهيئتهم لتكوين اتجاهاتهم بشكل مستقل؛ بما يؤهلهم للمشاركة والمواطنة الفاعلة في الحياة العامة.
وأضافت، أن الفلسفة تشكل صمام أمان مضادا لتغلغل الحركات الدينية المتطرفة من بين ثنايا الفكر المنغلق ومزاعم امتلاك “الحقيقة المطلقة” ومنابر التدفق المعلوماتي المغلوط لاستقطاب الصفوف الشبابية، تحديداً، إلى عالمها الإرهابي، موضحة أن الخطاب الفلسفي، يسعى إلى الإصلاح المجتمعي بإنشاء الظروف المواتية لتحقيق التغيير وإحلال السلام والتنمية المستدامة، عبر استحثاث إعمال الفكر والنقاش العقلاني. كما أنه يصيب فئة الشباب، أيضاً، بتحرير قدرات الشباب الإبداعية، من خلال تقنيات التفكير والبراهين التي تقدمها الفلسفة، بما يساعدهم على التساؤل الدائم وتحدي الأفكار المغلوطة ومعرفة السلوكيات الصائبة والخاطئة، وإدراك أهمية التعدد والاختلاف والتسامح، وفهم القضايا الإشكالية بكثير من اليقظة، سبيلاً لتعويد الذهنية الشبابية على مواجهة التفكير المنغلق ومصارعته.